طهران

بواسطه جناب امين عليه بهاء اللّه الابهی
مناجات طلب مغفرت لمن ادرک لقاء ربّه فی مقعد صدق کريم
حضرت ايادی امر اللّه جناب ابن ابهر عليه بهاء اللّه الابهی

هو اللّه

الهی الهی انّی اناجيک و انّا غريق بحار الأسی و طريح تراب الجوی من شدّة الرزايا ربّ ما من يوم الّا اسمع الحنين و الانين من عبادک المخلصين علی وفات احد من المقرّبين. و ما من ليلة الّا اسمع الناعی ينعی نفساً زکيّة طارت الی الملأ الاعلی فينسجم منّی الدموع و يضطرم منّی الاحشاء و اٌتأوّه تأوّه الثکلاء و انوح نياح من دهمته المصيبة الکبری. و بهذا الاثناء طرق مسامعی نعی من کان ايادی امرک فی ارض الطاء الرجل الجليل و الحبر النبيل و السالک فی سواء السبيل الهادی الی الصراط المستقيم الناشر لنفحاتک بين المخلصين و الصابر علی بلائک بين المضطهدين.

ربّ انّه قضی ايّامه ثابت القلب جازم العزم مطمئنّ النفس مستبشر الروح طليق اللسان بليغ البيان قويّ البرهان بالروح و الريحان. کم من ليال يا الهی قضاها تحت السلاسل و الاغلال و کم من ايّام تکبّد الاحزان و الآلام فی بطون السجون الشديدة الظلام و هو شاکر لالطافک و صابر علی بلائک و مطمئنّ بذکرک و ناشر لنفحاتک. ربّ انّه لم يفتر فی تبليغ کلامک البليغ و لم تأخذه لومة لائم لئيم و هو تحت وثاق شديد و کبول من الحديد و يناجيک و هو تحت السيف و السنان و يقول يا ربّی الرحمن فديتک بروحی و نفسی و الجنان انّ هذا البلاء اعدّه موهبة کبری لانّه فی سبيل محبّتک و اتحمّله حبّاً بجمالک و استحليه شغفاً بذکرک کأنّ البلاء روح الحياة لاهل النجاة و انّ المصائب أعظم المواهب و لو کان من أشدّ النوائب الی ان انحلّ من رجليه الوثاق و تمکّن من معاشرة أهل الوفاق و هو يحمدک و يشکرک علی ما ورد عليه من أهل النفاق. و لا زال يتمنّی المنيّة فی سبيلک و يشتاق المنون شوقاً الی لقائک و يتهجّد فی الاسحار و يتمنّی خلع العذار الی ان نزع الثياب و تجرّد عن قميص التراب و ترک موطن الاجسام و طار الی عليّ المقام و انسلخ من عالم الظلام حتّی يخوض فی بحار الانوار ملکوت الاسرار.

ربّ ارفعه مکاناً سامياً مقعد صدق عليّاً و انبت فی جناحه الاباهر حتّی يطير فی اوج لا يتناهی و يسّر کلّ نفس مناها و اسمع بمبتغاها ربّ افرغ الصبر علی قرينته الحزينة و اسلّائه الاجلّاء و ذوی القربی و اجعلهم آيات الهدی يقتفون آثار ذلک الشخص الجليل و يتّبعون خطوات ذلک الرجل النبيل و يوقدون مصباحه فينتعش به الارواح و ارزقهم النجاح و الفلاح فی الآخرة و الاولی. انّک انت الکريم انّک انت العظيم. انّک انت الرحمن الرحيم. حيفا ٢٧ ابريل ١٩١٩ ع‌ع