قزوين بواسطه جناب حکيم باشی عليه بهاء اللّه الابهی
مناجات طلب مغفرت بجهت حضرت سمندر نار موقده و ضلع محترمشان و حضرت حاجی عبدالکريم و حضرت حاجی نظر علی و حضرت ميرزا لامحسينخان و حضرت دکتور لطف اللّه و حضرت حاجی غلام و حضرت مسعود و حضرت آقا حبّ اللّه
هو اللّه
يا من هو سميع لضجيجی و أنينی و تأوّهی و زفيری و بصير بتأسّفی و تلهّفی و تلهّبی و شدّة حسراتی و قوّة زفراتی بما دهمتنی مصائب ادهشتنی واصابتنی رزاياء اضعفتنی فبقيت متبلبل البال مضطرب الحال مضطرم الفؤاد محروم الرقاد مسکوب الدموع مسلوب الرشاد و هو وفات احبّتک و مصائب نفوس استضاء بهم أفق رحمانيّتک و انارت بهم ارضک و سماؤک و انجذبت بهم القلوب و انشرحت بهم الصدور و انتشرت بهم نور الهدی بين الوری و هتف بذکرهم الملأ الاعلی. فمنهم سمندر النار الموقدة و غضنفر رياض الموهبة و حمامة رياض المعرفة من آمن بک و بآياتک منذ نعومة أظفاره و رضع من ثدی عنايتک من بداية حياته و تربّی فی مهد محبّتک و نما و نشا فی حضن معرفتک و ترنّح من صهباء العرفان و انتشی من رحيق الايقان و هو طفل رضيع و مرافق بين الاقران.
و لمّا بلغ رشده و أدرک أشدّه فار فوران النيران من حرارة محبّتک. و ماج موج الطمطام من أرياح معرفتک و طار سرعة العقاب فی جوّ سماء موهبتک. و سطع سطوع النجوم فی أفق الوجود و لم يزل فی الرکوع و السجود خاضعاً لسلطنتک و خاشعاً لعظمتک و ما فترفی ذکرک ليلاً و نهاراً. و ما فتئ يذکرک عشياً و اشراقاً و ما برح يدعوالناس الی منهج الهدی صباحاً و مساء و کم من نفوس يا الهی أحييتهم به و رنّحتهم به من صهباء الهدی. و کم من صدور انشرحت به بمشاهدة آياتک الکبری. و کم من أبصار نوّرت به بموهبتک العظمی و کم من آذان أسمعت به ندائک الأحلی و کم من أرواح بشّرت به بالطافک فی الآخرة و الاولی.
ربّ انّه کان آية من آياتک حافظاً لکلماتک ثابتاً علی عهدک و ميثاقک نابتاً فی حدائق قدسک و له لسان فصيح فی اقامة برهانک و بيان بليغ فی تفهيم کلماتک. ربّ أدم فيوضاتک علی ذرّيّته. و ظلّل سحاب رحمتک علی ذوی قرابته ربّ اجعل أبنائه خلائفه و أسّلائه أسراره و أولاده و أحفاده وارثين فی الاخلاق. و حائزين شرف الاعراق و ناشرين الميثاق فی الآفاق. ينادون باسمک و يشتغلون بذکرک و ينطقون بالثّناء عليک بين أهل الاشراق. ربّ اجعلهم طيوراً صادحة و أسوداً زائرة و حيتاناً سابحة فی غمار بحار محبّتک ربّ انّ قرينته المنجذبة بنفحاتک و ضلعه الضليع بقوّة محبّتک طارت الی ملکوتک. و صعدت الی أعلی الاوکار فی حدائق الاسرار عالم الانوار. ربّ اجعلهما سراجين وهّاجين فی زجاج الغفران و نجمين ساطعين فی أفق العفو و الرضوان انّک أنت الکريم اللطيف الرحمن.
و من تلک النفوس الزکيّة يا الهی عبدک الکريم ذو القلب السليم من آمن بنبئک العظيم و سلک فی صراطک المستقيم و هدی الناس الی المنهج القويم و دلع لسانه بذکرک و دام بيانه بالثّناء عليک و نطق ببرهانک لمن توجّه اليک. ربّ انّه لم يتمنّ راحة و لا نعمة و لا سکوناً و لا قراراً الّا فی نشر نفحاتک و ترتيل آياتک و ترويج حجّتک و برهانک. ربّ انّه کان سراجاً يتلئلأ منه نور الهدی. و زجاجاً وهّاجاً بمصباح الحبّ و التقی و کلمة جامعة لمعانی الوفا و آية باهرة بين الوری. ربّ ادرکه بالفضل و الجود و اجعله قدوة أهل السجود و اخلده فی حدائقک الغلباء و حظائرک العلياء انّک أنت الرحمن الرحيم.
و من تلک النفوس المطمئنّة يا الهی عبدک الوفی من سمّيته بنظر علی ربّ اجعل له مقاماً علياً و مقعد صدق رفيعاً و اجره فی جوار العفو و الغفران و انله کأس الجود و الاحسان و مکّنه فی بحبوحة الجنان و اسقه حميّا السرور فی فردوس الحبور حتّی يستغرق فی بحور الانوار و يخوض فی ملکوت الاسرار. انّک انت العفو الغفّار.
و من تلک النجوم الزاهرة فی الخافقين عبدک الرضی غلام حسين من فاز بانوار المشرقين و شرب من العينين النضّاختين و دخل فی الجنّتين المدهامتين فآمن بالنقطة الاولی و خرّ ساجداً لجمالک الابهی. ربّ انّه کان ورداً مؤنّقاً فی رياضک و موجاً متدفّقاً فی حياضک و ورقاء ناطقة بالثّناء عليک ربّ اجعله شجراً خضلاً نضراً فی حدائق قدسک يهتزّ من نسمات عفوک و غفرانک متزيّناً باوراق ألطافک زاهياً بازهار ألطافک. انّک أنت العفو الغفور المنّان.
و من تلک السرج المضيئة يا الهی عبدک و لطفک اللطيف ذو المقام المنيف و الروح الخفيف من تجافی جنبه عن المضاجع يدعوک ليلا و نهاراً و يهدی الی أقدس الشرائع اجعله خير الودائع فی حمی مغفرتک و ملجأ الاوائل و الاواخر انّک أنت الکريم و انّک أنت الرحمن الرحيم.
و من تلک الاشجار الباسقة يا الهی عبدک الّذی سمّيته حبّ اللّه و أحسنت مبدأه و منتهاه و اضطرم فی قلبه نار محبّتک بين الملا و نوّرت وجهه بنور الهدی و اقرّ و اعترف بالکلمة العليا و انجذب الی مشاهد الکبرياء ربّ اورده علی الورد الاعذب الاحلی و اروه من کوثر البقاء و رنّحه من صهباء اللقاء يا جزيل العطاء يا جميل الوفاء انّک أنت العزيز الوهّاب.
و من تلک الارواح المستبشرة بالطافک يا ربّی العلّام عبدک حاجی غلام ربّ انّه توجّه اليک و هو فی المهد صبيّاً و تحرّی الحقيقة و کان مراهقاً رضيّاً و انقطع عن دونک و کان غلاماً مرضيّاً و آمن بک و بآياتک و کان فتی زکياً. و ثبت علی عهدک و ميثاقک و کان کهلاً وفيّاً و نادی باسمک و کان شخصاً جليلاً و صعد اليک. و اتّخذک لنفسه ولياً ربّ اجعل له رفيقاً علياً و من مغفرتک کهفاً منيعاً و من عفوک ملاذاً رفيعاً. انّک أنت الکريم الرحمن الرحيم ذو الفضل العظيم و روف باحبّائه الّذين سلکوا فی الصراط المستقيم. ربّ انّ من جواهر الوجود عبدک مسعود. اشتاق الوفود عليک و الحضور لديک و الورود بين يدک. ربّ انّه کان يشتاق الصعود الی مرکز الانوار و الشهود لانوار الجمال و ما برح ينطق بذکرک بين الوری و يثنی عليک بلسان دالع بابدع المعانی بين الوری و لا يرجو الّا اللقاء و ما يتمنّی الّا الصدق و الصفاء. ربّ اجعله الآية الکبری و راية خافقة فی أوج العلی و نوراً مجسّماً فی الملأ الاعلی و نيّراً ساطعاً من أفق العطاء. ربّ ادرک عبدک المسعود و اجعل له المقام المحمود و قدّر له الدخول فی محفل التجلّی الّذی لا ينتهی احقاباً و دهوراً حتّی ينال فی جوار رحمتک الکبری فرحاً و سروراً. انّک أنت الغفور انّک أنت الروف انّک أنت العزيز الودود. حيفا ٣ رجب ٣ ابريل ١٩١٩ عع