أيّها المخلصون أيّها الثابتون أيّها المنجذبون، انّنی أشکر اللّه بما حفظکم فی صون حمايته فی هذا الانقلاب العظيم و الطوفان العميم و احمده بما حرزکم فی الحصن الحصين من سهام المردة و الشياطين طوبی لکم بما اظهرتم القدم الراسخ فی دين اللّه مطمئنيّن بميثاق اللّه و تحمّلتم کلّ مشقّة و بلاء و صبرتم علی البأساء و الضرّاء و لأمثالکم ينبغی هذا قوموا بکلّ قوّة و ثبات علی ترتيل الآيات البينات و نشر النفحات و بثّ تعاليم اللّه اعنی اذا رأيتم نفساً من اهل الاصغاء و له اذن واعيه القوا عليه کلمة اللّه لانّها کافية شافية لمن يفحّص بين الخلق حتّی يحصحص الحقّ ولکن بحکمة بالغة و قلوب مطمئنّة.
الهی الهی هؤلاء عباد فی مدينتک المبارکة مجاورون لبيتک الحرام و حرم قد فتحت أبوابها علی الخاصّ و العامّ حتّی يبتغوا فضلک و يطلبوا الطافک و يتمنّوا تأييدک و يبتهلوا اليک و يتضرّعوا بين يديک بقلب خافق بمحبّتک و دمع دافق فی حبّک و روح مستبشر ببشاراتک و فؤاد منجذب بنفحات. ربّ اوقد نار محبّتک بين الضلوع و الاحشاء و انر سراج معرفتک فی زجاج الارواح
و اسقهم من الماء الثجّاج النازل من معصرات رحمتک و سحاب موهبتک. انّک انت الکريم انّک انت العظيم و انّک انت الرحمن الرحيم فی ٢١ کانون اوّل ١٩١٨ عبدالبهاء عباس