هُو الأبهی - ايّها الفرع المنشعب الممدود المرتفع من…

حضرت عبدالبهاء
نسخه اصل فارسی

هُو الأبهی

ايّها الفرع المنشعب الممدود المرتفع من الشّجرة المبارکة الّتی ارتفعت بالحقّ فی سينآء الظّهور بقعة النّور وادی الأيمن فاران الرّحمن صحراء الطّور، قد تلوت ما هدرت به ورقاء الحبّ علی افنان دوحة الأشواق بکلّ ضجيج و اجيج و احتراق تشکو بثّها و حزنها من هذا الفراق الّذی به اظلمت الآفاق و تواری نيّر الأشراق و ذابت المقل و الأحداق و جرت دمعاً من الأجفان و الآماق و التهبت لواعج الأشجان و الأحزان بين الجوانح و ضلوع اهل الوفاق و فوقهم غمام القضآء يمطر الحزن و الشّجن و البلآء و تحتهم بحار تتدفّق بالجوی و الأسی بين حسرات و سکرات و عبرات حتيّ غلق قلب النّبيل الأعظم و خفق فؤاده و اضطرم نيران الحرمان فی احشآئه و تزلزلت اعضائه و ارتعدت ارکانه و ارتجّ بنيانه و صاح و ناح فی جنح الليالی و اطراف النّهار فی البوادی و الوادی و الشّواطی مناجياً ربّه فلم تبرد لوعته و لا تروی غلته الی ان اغرق نفسه فی لجج البحر المتّصل بالبحر الأعظم متضرّعاً مبتهلاً مشتاقاً متوجّهاً الی الملکوت الأبهی و الجبروت الاعلی جوار رحمة ربّه الکبری فاشتدّت الأحزان علی اهل اللّه و عظمت رزيّته لأنّها اردفت بالمصيبة الکبری يا ليت کان مع هذا الانقطاع الی اللّه و الأنجذاب بنار محبّة اللّه صبر و تحمّل و تجلّد و رکض فی بيدآء الوجود و نادی و بشّر بنفحات اللّه و اطلق اللّسان بثنائه و ذکره فی ملکوت الأنشآء و لکن کان ذلک تقدير من عزيز عليم ع‌ع


منابع
محتویات