هو الله - أيّتها المحترمة قد وصل تحريرک البديع المعاني...

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

لوح رقم (51) – من آثار حضرت عبدالبهاء – مکاتیب عبد البهاء، جلد3، صفحه 182

( 51 )

مراتب الروح

هو الله

أیتها المحترمة قد وصل تحریرک البدیع المعانی اللطیف المبانی دال علی فرط محبتک لله و انجذابک الی ملکوت الله و اهتزازک بنسیم هاب من ریاض معرفة الله و غدوت منشرح الصدر عند تلاوتی لتلک العبارات الرائقة التی تحتوی علی معان فائقة

و تسألین عن الروح و مراتبه المتعددة و ان القوم ذهبوا انه حقیقة واحدة انما یتعدد باعتبار المراتب و المقامات فان له الترقیات من الحیز الادنی الی الحیز الاعلی کترقی الجماد من حیز الجمود الی حیز النمو و ترقی النبات من حیز النمو الی حیز الاحساس

و لما یصل الی عالم الانسان و یتشخص بتعینات کاملة و أنه عند ما یتعمد بروح القدس یفوز بالحیاة الابدیة فهذه المسئلة صحیحة لکن المقصد من الروح الوجود و الحیاة لان للوجود مفهوم واحد لیس مفهوم متعدد و ان الوجود له مراتب و فی کل مرتبة من المراتب له تعین و تشخص و قابلیة خاصة مثلا عالم الجماد و النبات و الحیوان و الانسان کله فی حیز الوجود و لیست احدی تلک الحقائق محرومة عن ذلک المفهوم ولکن الوجود له ظهور و بروز و شؤون فی کل رتبة من تلک المراتب ففی رتبة الجماد له تعین خاص یمتاز به عن سائر التعینات و التشخصات ثم فی عالم النبات له شؤون و ظهور یختص بالعالم النباتی و تعین و تشخص خاص به ثم فی رتبة الحیوان له شؤون و کمالات و تعین و تشخص خاص به دون غیره و فی رتبة الانسان الوجود له تجل و اشراق و ظهور بأعظم قوة یتصور فی عالم الامکان فبالجملة ان الوجود له مفهوم واحد ولکن له ظهور و بروز و شؤون فی جمیع المراتب و المقامات

و اما الارواح فهی حقائق ثابتة لها تشخص و تعین و کمال و شؤون خاصة ممتاز بعضها عن البعض و تختلف من حیث ذواتها و من حیث مفاهیمها فان الروح الجمادی لا یقاس بالروح النباتی لانه قوة نامیة ثم الروح الحیوانی ایضا حقیقة مشخصة تمتاز عن غیرها بجمیع شؤونها و مفهومها لانها قوة حساسة متحرکة بالارادة

و اما الروح الانسانی فهو النفس الناطقة أی المدرکة لحقائق الاشیاء و کاشفة لها و محیطة بها و لها آثار باهرة و انوار ساطعة و قوة نافذة و قدرة کاملة تمتاز بجمیع شؤونها و مفهومها عن سائر الارواح و انها تتعمد بالماء و الروح

و أما الروح الملکوتی فهو اشراق من انوار شمس الحقیقة و تجل من تجلیات اللاهوت فی عالم الناسوت و فیض من الفیوضات الابدیة و له الحیاة السرمدیة و انه آیة من الآیات الباهرة و سنوح من السنوحات الرحمانیة

و اما الروح القدس فهو مظهر الاسرار الربانیة و الحقیقة المقدسة النورانیة الفائضة بالکمالات الالهیة علی الاروح الانسانیة و هو نور ساطع لامع علی الآفاق کاشف لکل ظلام حادث فی حقیقة الامکان محیی للارواح مقدس عن الاشباح قدیم من حیث الهویة أبدی من حیث الصفات و انی لضیق المجال و اشتغال البال التزمت الاختصار فعلیک بالتعمق فی معانیها و الاقتباس من انوار مضامینها و علیک التحیة والثناء (ع ع)

منابع
محتویات