هو الله - أيّها الفاضل الجليل إنّي أتضرّع الی الملکوت...

لوح رقم (85) – من آثار حضرت عبدالبهاء – مکاتیب عبد البهاء، جلد3، صفحه 244

( 85 )

شیراز

هو الله

أیها الفاضل الجلیل إنی أتضرع الی الملکوت الأعلی و اتشبث بذیل الکبریاء أن یجعلک سراج الهدی فی تلک العدوة القصوی ینتشر منک نور الحجة و البرهان علی آفاق القلوب و الوجدان حتی یطمئن به النفوس المتزلزلة الارکان فتزول الشبهات التی تعتری القلوب و الاذهان فعلیک بتحریر الافکار عن القیود التی تسلسلت علی أعناق أهل الحکمة و الفلسفة فی سالف الزمان من دون حجة و برهان بل کانت اضغاث احلام ما أنزل الله بها من سلطان کریاضیات بطلمیوس الحکیم المبنیة علی الظنون و الاوهام و کانت بزعمهم مبینة الاسباب مشروحة العلل قطعیة الافادة الی أن أظهر الله الحقیقة و کشف الاستار عن واقعة الاسرار و ظهر ظهور الشمس فی رابعة النهار ان تلک الافکار اضغاث احلام و ظنون و أوهام بل کل ما صدر من القلم الاعلی هو حقیقة الواقع کما انزله الله فی القرآن بصریح البیان و کذلک الامر الآن فمهما نطق به الکتاب أو صدر من قلم مؤید بفصل الخطاب هو الحق الساطع و عین الواقع و لو خالف ما علیه القوم سواء کان السلف أو الخلف و لا شک انهم مخطئون و النصوص الالهیة و الشروح الواقعة من النفوس الخاضعة الخاشعة هی الحقیقة و ستظهر کالکوکب الساطع فی مستقبل الزمان عند أهل العرفان ان بیان الواقع هو ما بینه أهل الحقیقة قوم عارفون و السائرون کانوا فی خوضهم یلعبون کما سبق فی القرون الاولی فانتبه لما انزل الله فی الفرقان و الشمس تجری لمستقر لها فهذا البیان الصریح من القرآن خالف ما علیه بطلمیوس و کل فیلسوف اتی بعده حیث أن تلک القواعد البطلمیوسیة کانت مسلمة عند الریاضیین الذین اشتهر ذکرهم فی الآفاق فاحتاج المفسرون الی کل تأویل رکیک فی هذه الآیة المبارکة حتی تطابق تلک القواعد القدیمة المسلمة عند القوم و ترکوا المعنی الصریح المطابق للواقع بالبرهان الساطع ثم اخیرا دقق أساتذة الریاضیین و حققوا و رصدوا و اخترعوا آلات کاشفة للآثار العلویة و واظبوا علی اکتشاف الصور و الکلف الذی فی الشمس و القمر حیث وجدوا کلفا فی الشمس نظیر القمر و ان کلف الشمس یغیب و یظهر فی مدة مقننة معینة علی أسلوب واحد فبهذا ثبت عندهم أن الشمس لها حرکة محوریة فاعترفوا ان الشمس تجری لمستقر لها کما هو صریح الکتاب من دون شک و ارتیاب و هکذا الامر فی هذا العصر الجدید و القرن المجید فسوف یرجع اولی المعارف و الفنون الی ما هو المنصوص فی الزبر و الالواح أو مشروح بالهام من الله (ع ع)