ايّتها النّاطقة بالثّنآء علی اللّه انّی قرئت نميقتک…

حضرت عبدالبهاء
نسخه اصل فارسی

١٣٧

ايّتها النّاطقة بالثّنآء علی اللّه انّی قرئت نميقتک النّاطقة بتحيّرک فی بعض الأحکام من شريعة اللّه منها صيد الحيوانات المعصومة من الخطآء.

فلا تتحيّری من هذا فامعنی النّظر فی الحقائق الکونيّة و سرّ حکمتها و رموزها و روابطها وضوابطها فالکون مرتبطة من جميع الجهات ربطاً قويّاً لا يجوز الخلل و الفتور فيه بوجه من الوجوه فجميع الأشيآء آکل و مأکول فی النشئة الجسمانيّة فالنّبات تمتصّ من الجماد و الحيوان يحصد و يبتلع النّبات و الأنسان يأکل الحيوان ثمّ الجماد يأکل جسم الأنسان و ينتقل الأجسام من برزخ الی برزخ آخر و من حيات الی حيات آخر فکلّ شیء يمکن تعديله و تبديله الّا الأمر الوجودیّ لانّه ممتنع التّبديل و التّعديل حيث هو اساس لحيات جميع الأجناس و الأنواع و الحقائق الکونيّة فی عالم الأنشآء.

و اذا امعنت النّظر بواسطة المرآت المکبّرة فی المياه و الأهوية الّتی يشرب منها الأنسان و يتنفّس بها لتشاهدين بانّ فی کلّ نَفَس کلّ يتنفّس به الأنسان يبتلع مبلغاً وفيراً من الحيوانات و فی کلّ شربة ماء يبتلع الأنسان حيوانات شتّی فهل من الأمکان منع هذا الأمر لأنّ الکائنات کلّها آکل و مأکول و بهذا تقوم بنية الموجودات و الّا انحلّ روابط الوجود بين الامکان.

ثمّ الشّیء کلّما تهشّم و تلاشی و حرم من حيات ترقّی الی عالم حيات اعظم من الاوّل مثلاً ترک الحيات الجماديّة فترقّی الی الحيات النّباتيّة ثمّ ترک الحيات النّباتيّة فترقّیعالم الحيات الحيوانيّة ثمّ ترک الحيات الحيوانيّة فترقّی الی عالم الحيات الأنسانيّة و هذا من فضل ربّک الرّحمن الرّحيم.

و اسئل اللّه بان يؤيّدک علی ادراک الأسرار المودعة فی حقيقة الوجود و يکشف عنک و عن اختک الغطآء حتّی يظهر السّرّ المصون و الرّمز المکنون ظهور الشّمس فی رابعة النّهار و يوفّق اختک و قرينک علی الدّخول فی ملکوت اللّه و يشفيک عن کلّ عوارض جسمانيّة او روحانيّة فی عالم الأيجاد *

منابع
محتویات