و امّا معنی الکلمات المکنونة الدّال علی انّ الأنسان يترک نفسه المراد انّه يترک شهواته النّفسانيّة و حاسّيّاته البشريّة و اغراضه الشّخصيّة و يطلب النّفحات الرّوحانيّة و الأنجذابات الوجدانيّة و يستغرق فی بحر الفدآء منجذباً الی الجمال الأبهی.
و امّا معنی الکلمة المکنونة النّاطق بالعهد الّذی وقع فی جبل فاران المراد انّه بالنّسبة للحقّ الماضی و المستقبل و الحال زمنٌ واحد و امّا بالنّسبة الی الخلق الماضی مضی و زال و الحال فی الزّوال و الأستقبال فی حيّز الآمال و من اساس شريعة اللّه انّ اللّه فی کلّ بعث يأخذ عهداً من جميع النّفوس الّتی يأتی الی نهاية ذلک البعث اليوم الموعود بظهور شخص معهود فانظری الی موسی الکليم انّه اخذ عهد المسيح فی جبل سينآء من جميع النّفوس الّتی اتت فی زمن المسيح فهؤ لآء النّفوس و لو کانوا بعد موسی الکليم باعصار و قرون ولکن من حيث العهد المقدّس عن الازمان کانوا حاضرين ولکنّ اليهود غفلوا عن ذلک و لم يتذکّروا فوقعوا فی خسران مبين.
و امّا العبارة الّتی تدلّ انّ علی الأنسان ان ينقطع عن النّفس فالمراد منها ايضاً ان لا يطلب لنفسه فی هذه الدّنيا الفانية شيئاً فينقطع ای يفدی نفسه بجميع شئونها فی مشهد الفدآء عند تجلّی ربّها *