۱۷۵ - اللّهمّ يا من فی قبضتک زمام الموجودات و فی يمينک…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

۱۷۵ - اللّهمّ يا من فی قبضتک زمام الموجودات و فی يمينک ملاک القدرة

اللّهمّ يا من فی قبضتک زمام الموجودات و فی يمينک ملاک القدرة و الاقتدار ما من شیءٍ الّا و متحرّک بقدرتک الغالبة علی الاشياء و ما من ذرّة الّا ظهرت عنها آيات توحيدک الباهرة علی الارجاء فالوجود لفی الرّکوع و السّجود تذلّلاً الی عزّتک القاهرة و الکائنات من الغيب و الشّهود وفود علی باب رحمتک الواسعة. قد خلقت الخلق يا الهی فی مراتب شتّی و درجات لا تعدّ و لا تحصی و اخترت من بين الموجودات حضرة الانسان الجامعة لاسرار الامکان المنبأة عن الحقيقة الرّحمانيّة فی عالم الکيان و ميّزته عن سائر الوجود بفيض الشّهود و السّرّ المکنون و الرّمز المصون و جعلته مرآتاً صافية مرتسمة فيها اسرار ما کان و ما يکون. فلک الحمد يا الهی علی ما اخترت و انتخبت و ميّزت و اعليت و ادنيت و القيت عليه الکلمة الجامعة و الحکمة البالغة و الحجّة الدّامغة و الموهبة الواسعة و جعلته مصباح العلی ينتشر منه نور الهدی علی آفاق الانشاء. و هذا الانسان يا ربّی الرّحمن من آمن بک و بآياتک و توجّه الی ملکوتک و تذلّل لجبروتک و استضاء من اشراقک و استنصر من ملائکة قدسک و استفاض من بحر علمک و استنار من مشرق قيّوميّتک و قام علی خدمتک و ابتغی عبوديّتک و استمرّ فی عبادتک و نطق بثنائک و خضع لاحبّائک و خشع لاصفيائک و تمنّی ان يکون تراباً تحت نعال عبادک فکلّ من يمشی علی هذا الصّراط و اعتکف فی هذا الرّباط و لزم الانحطاط لعلوّ عزّتک القاهرة للکائنات فهو هذا لانسان. و لک الحمد يا الهی بما وفّقت اهل البهاء ذوی الوفاء علی هذا المقام السّامی الاعلی عند اولی النّهی. فاجعل يا الهی هؤلآء من الملأالابهی و الحزب الاعلی و العصبة الخاضعة الخاشعة لملکوتک الابهی النّاطقة بالثّنآء عليک بين الوری انّک انت المقتدر علی ما تشاء و انّک انت القويّ القدير.


منابع