۱۹۷ - يا احبّاء اللّه اذا اشتدّت الارياح و هطلت الامطار

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

۱۹۷ - يا احبّاء اللّه اذا اشتدّت الارياح و هطلت الامطار

يا احبّاء اللّه اذا اشتدّت الارياح و هطلت الامطار و دمدمت الرّعود و لمع البرق و نزلت الصّواعق و اشتدّت الانواء و الطّوفان لاتحزنوا لانّ بعد هذا الطّوفان يأتی الرّبيع الرّحمانيّ و يخضرّ التّلال و الدّيار و يموج الزّروع فی المروج و تهتزّ و تنبت الارض بالزّهور و الرّيحان و تلبس الاشجار حلية الاوراق و تتزيّن بالازهار و الاثمار و تظهر البرکة فی کلّ الدّيار فهذه المواهب انّما نتائج تلک الانواء و الطّوفان فالخبير يفرح يوم الزّمهرير و ينشرح صدراً عند طوفان شديد و يقرّ عيناً بمشاهدة السّيول و الامطار و هبوب ارياح تنقعر بها الاشجار لانّه ينظر الی عواقبها و نتائجها و ثمارها و فواکهها و ازهارها و اورادها و لکنّ البليد الجهول يضطرب اذا رأی انحدار السّيول و تحيط به الاکدار اذ اشتدّت الامطار و يخرّ منصعقاً من صوت الصّواعق و يرتعش عند مشاهدة الامواج الّتی تتلاطم علی السّواحل کما سمعتم فی زمن الاوّلين لمّا ظهر المسيح له المجد قامت انواء البلاء و طوفان الابتلاء و اشتدّت ارياح الامتحان و نزلت صواعق الافتتان و انهدرت سيول الامم علی بيوت الاحبّاء عند ذلک تزلزل الضّعفاء و رجعوا الی الضّلال بعد الهدی و لکن الحواريّين ثبتوا علی البلاء و تحمّلوا الطّوفان العظيم ثابتين علی دين اللّه ثمّ انطروا ما ذا حدث بعد ذلک البلاء و ما ذا ظهر بعد تلک الشّدّة‌ الّتی کانت ترتعش منه الاعضاء فبدّل اللّه تلک الحسرات بالبشارات و ذلک الظّلام‌ الحالک من البلاء بالنّور المشرق من الملأالاعلی و کان النّاس فی الابتداء يطعنون و يلعنون و يقولون انّ هؤلآء من اهل الضّلال فلمّا ظهر نورهم و اشرقت نجومهم و اضائت سرجهم رجعوا القوم الی الحبّو الوداد فاصبحوا يصلّون عليهم و يثنون فی اللّيل و النّهار و يذکرونهم بکلّنعت و مدح و فضل و کمال اذاً يا احبّاء الله لاتحزنوا اذا قامت الاحزاب علی الاذی و الاستهزاء و التّعذيب و التّوبيخ و السّبّ و البغضاء سيزول هذه الظّلمات و تشرق انوار الآيات البيّنات و يرتفع الغطاء و يظهر نور الحقيقة من غيب الابهی و نخبرکم بهذا قبل الوقوع حتّی اذا حدث هجوم الاحزاب عليکم لحبّی لا تضطربون ابداً بل تثبتون ثبوت الجبال لاَنّ استهزاء القوم و تعذيبهم لکم امر محتوم طوبی لنفس ثبتت علی الصّراط و عليکم التّحيّة و الثّناء.


منابع