هو الابهی - قال اللّه تعالی و اعتصموا بحبل اللّه جميعا…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

٧٥

هو الابهی

قال اللّه تعالی و اعتصموا بحبل اللّه جميعا اعلموا يا احبّاء اللّه و اصفيائه و صفوته و خيرة خلقه انّ الاعتصام شدّة التّمسّک و التّشبّث بوجه لايعقبه الارتخاء و الانحلال و يمتنع الانفصام من المعتصم عن المعتصم حتّی يتحقّق الاتّصال بدرجة لا يبقی الوهن مجال و التّهاون محال رزقنی اللّه و ايّاکم هذا الاعتصام البرئ عن الانفصام. و امّا الحبل الوثيق المتين هو الميثاق المبين و العهد القديم و وصيّت اللّه العليّ العظيم الّذی اخذه فی ذرّ البقاء فی ظلّ شجرة انيسا و ذکره فی کلامه المکنون و سفره المخزون و لوحه المحفوظ و اسّس هذا العهد المعهود و عقد هذا اللّواء المعقود علی البنيان المرصوص کتابه النّاطق الاقدس النّاسخ لکلّ الزّبر و الالواح الّتی تعارضه فی الاحکام و الآثار فانّ الموحّدين المخلصين له الدّين لابدّ لهم من جهة جامعه و کلمة واحدة موحّده و حصن حصين و کهف منيع و ملاذ رفيع و سور متين و ملجأ امين اذا آووا اليه و سعوا اليه امنوا من الدّاهية الدّهماء و الغارة الشّعثاء و الرّجفة العظمی و الصّدمة الکبری و انّ الی ربّک الرّجعی و هذه الآيه لها معانی شتّی و حقائق راسخه فی صدور اولی النّهی فامّا انا انا اذکر المعنی الاصليّ النّزول و المورد القطعيّ الورود فانّه الحقيقة المقصوده و المعنی الّذی لا يسع لاحدٍ انکاره و شهوده. قوله جميعا ای حتّی لا يتباعد احد و لا يتأخّر نفس عن هذا الورد المورود و المعين العذب البارد لکلّ ظمآن ودود الطّالب للرّفد المرفود و بالجمله انّ الحضرة الرّحمانيّه و الحقيقة الفردانيّه و الذّات الرّبّانيّه يخاطب عباده الابرار و ارقّائه الاحرار الّذين طابت سيرتهم و حسنت سريرتهم و صفت حقيقتهم و انشرحت صدورهم و کملت نفوسهم و انقطعت الی اللّه ارواحهم و زادت افراحهم و انجلت ابصارهم و طابت اسرارهم و يقول لهم اعتصموا بحبلی المتين و ميثاقی المبين و عروتی الوثقی و السّبب الاوقی و الواسطة العظمی و الوسيلة الکبری حتّی تأمنوا من شرور النّفس و الهوی و مهاوی السّقوط الی الدّرکات السّفلی و الهبوط فی وهدة الغفلة و العمی انّ هذا هو الامر الواضح اللّائح الّذی ليس فيه امتراء و اذا تمسّکتم به و اعتصمتم بحبله و تعلّقتم باهداب رداء الکبرياء عند ذلک يتنوّر وجوهکم امام مشاهد الکبرياء و تعلو کلمتکم العليا بين الوری و يؤيّدکم جنود الملکوت الابهی و ينصرکم کتائب الافق الاعلی انّ فی هذا التّفسير لعبرة لاولی النّهی فسبحان ربّی الابهی. ع ع

منابع