هو اللّه - سبحانک اللّهمّ يا الهی کيف اذکرک و عين الــّذکر…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

١٩٧

هو اللّه

سبحانک اللّهمّ يا الهی کيف اذکرک و عين الــّذکر تدلّ علی البقآء و حقيقة الثّنآء دالّة علی بقيّة ما و هذا هو الشّرک الخفيّ و الاحتجاب الجليّ و الغفلة الّتی ليس فوقها امر يدلّ علی العجز العظيم و کيف اخرس عن ذکرک و اسکت عن نعتک و محامدک روح فؤادی و نعوت تقديسک فرح قلبی و تبلّج صبح اوصافک نور بصری و تلجلج طمطام اذکارک حياة روحی فوعزّتک قد احترت فی امری و ذهلت عن رشادی و ابتليت بسهادی من عظيم ذهولی و شديد قنوطی و سريع هبوطی و عميق سقوطی فی وهاد الحيرة و هيمآء البهت العظيم دلّنی يا الهی علی الصّراط المستقيم فی هذا الأمر الخطير و بيّن لی منهجاً اسلک فيه يا محيّر العقول و مضيع الباب العارفين و اعظم من ذلک بلآء انّ المحتجبين من عبادک ممدودة آذانهم ليسترقوا السّمع و يخطفوا الخطفة و يعترضوا علی عبدک المسکين المتذلّل بباب احديّتک و يرفعوا علم الانکار و راية الاستکبار و يولولوا و يدمدموا و يزمزموا کزمزمة الرّعود فی الأصداف و لا اقتدر يا الهی ان اسمع الصّمّ الدّعآء و لا استطيع ان اُری العمی الطّريقة المثلی و المحجّة البيضآء و قلت و قولک الحقّ أ انت تسمع الصّمّ ولو کانوا لا يسمعون أ انت تهدی العمی ولو کانوا لا يبصرون اذاً يا الهی ارجع من مقام النّعوت و الأوصاف الی مقام الذّلّ و الانکسار و التّضرّع و الابتهال و اناجيک بلسان سرّی و روحی و ذاتی و کينونتی و اقول ربّ ربّ هذا عبد قد خلقته من عناصر القدرة و القوّة و ربّيته فی مهد اللّطف و الرّحمة و ارضعته من ثدی العناية و انشيته فی حجر الاحسان و حضن الاکرام حتّی بلغ رشده و ادرک اشدّه و خاض فی غمار المهامّ و توغّل فی مفاوز الأخطار يا ربّی العلّام و طلب العلی و سهر اللّيالی الدّلمآء و سامر النّجوم يا الهی و ترک الهجوع يا محبوبی حبّاً للوصول الی مراقی الفلاح و الصّعود الی معارج النّجاح حتّی فاق الأقران بتأييدک يا ربّی الرّحمن و توسّد فی دست العزّة و الوقار و تصدّر فی صدر العظمة و الافتخار و خدم السّلطنة العظمی و صدّق بالحسنی و کان لأولی الأمر صادقاً و اميناً و لمرکز الحکومة القاهرة خادماً مبيناً و ثبت اقتداره فی کلّ الأمور و وضح صدقه و صوابه فی خدمة مولاه الوقور الملک الغيور مع ذلک يا الهی مرّت عليه عواصف قضائک و هبّت عليه قواصف تقديرک حتّی رجع من القبول الی الخمول و من النّشاط الی الذّبول ای ربّ اجمع شمله و لمّ شعثه و انبت غصنه و امطر سحابه و انشر کتابه و اشرح صدره و اعل قدره و انر سراجه و لطّف زجاجه و اشرق به علی الآفاق بنور العدل و الانصاف و مکّنه فی الأرض يا خفيّ الألطاف و وفّقه علی اعظم المهامّ فی امر وليّ امره الهمام و عمّر به بلادک و ارح به عبادک و انصره فی جميع الأمور يا ربّی الغيور انّک انت الرّبّ الرّحمن و انّک انت العزيز الغفور. ع ع

منابع