… بلّغ تحيّتی و ثنآئی علی الرّجل الرّشيد الشّخص الجليل…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

٢٧٤

… بلّغ تحيّتی و ثنآئی علی الرّجل الرّشيد الشّخص الجليل نعمة ربّک الجميل و قل له انّ اصحاب الکهف و الرّقيم عباد فازوا بالفوز العظيم و آووا الی کهف رحمة ربّک الکريم رقدوا عن الدّنيآء و استيقظوا بنفحات اللّه و التجأوا الی ذلک الغار ملاذ الأبرار و ملجأ الأخيار شريعة ربّک المختار و شمس الحقيقة تقرضهم ذات اليمين و ذات الشّمال. و امّا خلق الجانّ من مارجٍ من نار فهذا العنصر النّاری لا يراه الأبصار بل خفيّ عن الأنظار و ظاهر من حيث الآثار و حيث انّ النّفوس المستورة تحت الأستار سوآءً کانوا من الأبرار ام من الأشرار طينتهم من مارجٍ من نار الّتی هی عنصر مخفيّ عن الأنظار ای امرهم مبهم و حقيقتهم مستورة عن اهل الآفاق. و امّا خلق الأنسان من صلصالٍ کالفخّار اراد به النّفوس المنجذبة بنفحات اللّه المشتعلة بنار محبّة اللّه باطنهم عين ظاهرهم سرّهم عين علانيتهم فيهم خلاصة الکائنات فالصّلصال الصّافی التّراب هو خلاصة الحمأ المسنون کثير البرکات ينبت رياحين معرفة اللّه و حديقة اوراد محبّة اللّه. و امّا الملائکه اولوا اجنحة مثنی و ثلاث و رباع المراد من الأجنحة قوآء التّأييد و التّوفيق لانّ بها يتعارج الانسان الی اعلی معارج العرفان و يطير الی بحبوحة جنّة الرّضوان بسرعة لا يخطر ببال الانسان و المراد من الملائکه الحقائق القدسيّة الّتی استنبئت عن مواهب ربّها و تنزّهت عن النّقائص و الرّذائل و تقدّست عن کلّ الشّوائب و اکتسبت جميع الفضائل و اطاعت ربّها بجميع الوسائل لا يسبقونه بالقول و هم بامره يعملون…

منابع