هو القيّوم - حمداً لمن خلق حقيقة نورانيّة و هويّة رحمانيّة…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

٢٨٤

هو القيّوم

حمداً لمن خلق حقيقة نورانيّة و هويّة رحمانيّة و کينونة روحانيّة و جوهرة ربّانيّة و درّة نورآء و فريدة غرّآء و جعله واسطة الفيض العظمی و رابطة العهد الکبری و وسيلة الموهبة العليا ففاضت بمواهب ربّها و افاضت برغائب اهلها و تشعشعت و تلألأت و اضاءت و اشرقت و لاحت و اباحت بالأسرار و هتکت الأستار و شقّت الحجاب و ازاحت النّقاب عن وجه توارت به الشّمس فی السّحاب کلّ من عليها فان و يبقی وجه ربّک ذو الجلال و الاکرام و اقدّم التّحيّة و الثّنآء و التّسليم و البهآء علی تلک الدّرّة البيضآء و الياقوتة الحمرآء و الخريدة النّورآء الجوهرة الرّبّانيّة و الکينونة الصّمدانيّة و الذّاتيّة الرّوحانيّة و الانّيّة الوجدانيّة و اسئل اللّه ان يجعلنی مغترفاً من نهرها و مستغرقاً فی بحرها و مستفيضاً من فيضها و مستنيراً من اشراقها و مقتبساً من انوارها و مصطلياً من نارها و مستضيئاً من مشکاتها فسبحان من خلقها و انشأها و ابدعها و اختارها و اصطفاها علی العالمين. ع ع

قال اللّه تبارک و تعالی حتّی اذا بلغ مغرب الشّمس وجدها تغرب فی عين حمأة الآية. يا ايّها النّاظر الی الملکوت الأبهی فاعلم بأنّ فی هذه الآية المبارکة و الرّنّة الملکوتيّة و النّغمة اللّاهوتيّة و الحقيقة الرّوحيّة لآيات للمتبصّرين و آثار للشّاهدين فانظر بأنّ ذلک العالم البصير و العارف الواقف العليم المطّلع بأسرار الرّبّ القدير المشتاق الی مشاهدة انوار الجمال المنير قد ساح فی اقاليم الوجود و سافر فی مشرق الابداع و مغرب الاختراع و اشتاق الی المشاهدة و اللّقآء فما رأی کائناً من الکائنات و موجوداً من الموجودات الّا طلب فيه شهود نور الوجود و ملاحظة الحقيقة الفائضة علی کلّ موجود مرکز السّنوحات الرّحمانيّة و مطلع الأنوار الرّبّانيّة و السّرّ المستسرّ و الرّمز المکنون فی الکينونة الفردانيّة فساح فی عوالم الغيب و الشّهود و خاض فی بحار الکبريآء و مفاوز عوالم المخفيّة عن اعين اهل الانشآء حتّی اهتدی الی شاطئ البقآء السّاحل الّذی خفی عن الأنظار و ستر عن الأبصار و غاب عن عقول اهل الأفکار الفجر القدم و الاسم الأعظم و المطلع الأکرم و المغرب المنوّر الطّالع علی آفاق الأمم فوجد شمس الحقيقة الرّبّانيّة و النّيّر الأعظم الرّحمانيّة و الهويّة القدسيّة السّبحانيّة و الذّاتيّة النّورانيّة الصّمدانيّة غاربة ای مخفيّة مستورة مکنونة فی کينونة جامعة لمآء الوجود و حرارة النّار الوقود حيث انّ المظهر الرّحمانی و المطلع الرّبّانی و المغرب الصّمدانی له مقامان فی عالم الظّهور و مرتبتان فی حيّز الشّهود و فی المقام الاوّل هو فائض بمآء الحياة و سلسبيل النّجاة و الرّوح السّاری فی حقائق الموجودات و هذا الفيض العظيم و الجود المبين يعبّر بالمآء المعين و من المآء کلّ شیء حيّ و فی المقام الثّانی هو النّار الموقدة فی السّدرة المبارکة و الشّعلة السّاطعة فی سينآء المقدّسة و اللّمعة النّورانيّة فی طور البقعة الرّحمانيّة کما قال الکليم عليه السّلام امکثوا انّی آنست ناراً لعلّی آتيکم منها بقبس او لعلّکم منها تصطلون فالمآء الفائض من حقيقة الجود علی عالم الوجود فی حيّز الشّهود و الحرارة الشّديدة الّتی ظهرت من النّار الوقود اذا اجتمعا يعبّران بالعين الحمأة ای حامية بحرارة محبّة العزيز الودود.

يا ايّها النّاظر الی ملکوت الوجود فلنبيّن لک معنی ثانياً فی الآية المبارکة فانّ ذلک الاعلم السّالک فی عوالم الايجاد بقدم الفؤاد السّائح فی آفاق الکائنات بنور الرّشاد لمّا اشتدّ فيه الغرام و الصّبابة و الأشواق الی مشاهدة الاشراق من نور الآفاق تاه فی هيمآء مظاهر الکائنات و هام فی سباسب و صياصی مطالع الموجودات حتّی وصل الی قطب الرّحی مرکز دائرة الوجود فی الفلک الأعلی و محور الکرة العليا الدّائرة حول نفسها فی الفضآء الّذی لايتناهی فاهتدی الی نور الهدی و الکلمة العليا و السّدرة المنتهی و المسجد الحرام و المسجد الأقصی الّذی بورک حوله فوجد انّ شمس الحقيقة غاربة فی مغرب عين الحياة الحمأة ای معين مآء الوجود المختلط بحمأة ای طين من العناصر الموجودة فی حيّز الخارج المشهود فذلک النّور السّاطع اللّامع حقيقة الحقائق النّيّر الأعظم موجود فی هيکل بشريّ و قالب ترابيّ و جسم عنصريّ ای متجلّی بجميع الأسمآء و الصّفات و الأنوار فی هذه المشکاة اللّه نور السّموات و الأرض مثل نوره کمشکاة فيها المصباح و العين له سبعون معنی فی اللّغة منها عين جارية و عين باکية و بمعنی الشّمس و الشّعاع و السّحاب و الرّئيس و الحقيقة و الذّات و امثال ذلک و قال المفسّرون کأنّها تغرب فی عين حمأة. ع ع

منابع