٤٠٧

هو الابهی

اللّهمّ انّی اتضرّع اليک تضرّع العانی الی المليک المتعالی و ابتهل اليک ابتهال اسير تحت السّلاسل الحديد الی الــّرکن الشّديد ان تؤيّد احبّائک فی هذا العصر الجديد و القرن المجيد علی ما تحبّ و تريد. ای ربّ ثبّت اقدامهم و ارفع اعلامهم و انشر انوارهم و نوّر اسرارهم و قوّ ظهورهم و اشدد ازورهم حتّی يکفهرّ نورهم انّک انت القويّ المقتدر القدير.

ايّها المستنبأ من النّبأ العظيم المستضیء من مصباح الملأ الاعلی فی هذا اليوم البديع اعلم انّ ربّک لمقتدر علی کلّ شیء يحيی العظام و هی رميم و يردّ الی اسفل السّافلين کما سقط المرود المريد و هو فی الفلک الاعلی ملک مجيد و مقرّب الی الرّبّ الفريد و لمّا استکبر علی عبد من عباد اللّه سقط من الملأ الاعلی الی الدّرجة السّفلی ولو کان اعظم ملائکة السّمآء قد اصبح فی الطبقة السّفلی حيث استکبر و قال انّی انا الاشرف الاعلی محتجباً بالعناصر عن النّور الباهر فنظر الی الهيکل الجسمانی و العنصر التّرابی و غفل عن السّرّ الالهی المودع فی ذلک الهيکل النّورانی و امعن النّظر فی المشکاة و غفل عن المصباح و رأی الاصداف الغبرآء و جهل عن الفريدة النّورآء و الخريدة الغرّآء المودعه فی ذلک الصّدف الاعلی تبّاً له من اعمی و اصمّ و ابکم يسير فی بيدآء الظّلمآء و يسيح فی اللّيلة اللّيلآء و يحتجب عن مشاهدة الشّمس المشرقة فی الافق الابهی ا فبعد هذا تتقيّد قدرة ربّک بشیء من الاشيآء لا واللّه بل يتصرّف فی ملکه کيف يشآء و يعطی الملک من يشآء و ينزع الملک عمّن يشآء يعزّ من يشآء و يذلّ من يشآء.

و امّا کلمة الاصطفآء کيف غفلت عنها مع انّ هذا مصرّح فی القرآن کما قال الرّحمان ثمّ اورثنا الکتاب و انتبه لباقی الآيه و دقّق النّظر فيها حتّی تطّلع بحقيقة الامر ثمّ تذکّر ما نزّل من لسان القدم فی حقّ ذلک الشّخص و هو مقرّ و معترف فی جميع رسائله بخطّه انّ تلک الآيه نزّلت فی حقّه اگر آنی از ظلّ امر منحرف شود معدوم صرف خواهد بود. مع هذه الصّراحة الکبری فهل من انحراف اعظم من نقض ميثاق اللّه فانتبهوا يا اولی الالباب و الی الآن لم يصدر من قلمی توهينا بحقّ احد من العباد الّا اشارة لايقاظ من فی البلاد من نوم الشّبهات فاجبرونی الآن حتّی ابلّغ اوامر ربّی الی شرق الارض و غربها ولکن انت ايّها الفاضل النّحرير دع هذه الاذکار و لا تتفکّر فی هذه الامور لانّها تلهيک عن سرّ الاسرار و نشر نفحات اللّه و اعلآء کلمة اللّه فاستخرنّ ما تريد باسم ربّک الرّحمن الرّحيم و اطلق العنان فی ميدان التّبليغ و ناد باعلی الصّوت ايّها المحتجبون قد ظهر سرّ المکنون و الرّمز المصون النّيّر الاعلی شمس البهآء و اشرق علی الآفاق بانوار خضعت لها الاعناق و ذلّت لها الرّقاب و تبدّل اللّيل الدّيجور بنور ساطع من شمس الظّهور و ليس بجماله احتجاب علی ممرّ الدّهور و العصور ولو تجلّل بغمام الغيب و خفی عن اعين اهل الرّيب ولکن فيضه العظيم سيل منحدر من الجبل الرّفيع و لازال مستمرّ ابديّ لا انقطاع له و لا نفاد له و امّا اهل الشّبهات يظنّون انّ يومه تبدّل باللّيل و انواره غابت فی غمام الظّلام تبّاً لهم من هذه الاوهام انظر الی انواره السّاطعة علی الارجآء و ندائه المرتفع بين الارض و السّمآء و امواج فيضه المتهيّجه بارياح قدرته الّتی ارتجّت منها الآفاق و عليک التّحيّة و الثّنآء. ع ع