٤٤٨

هو الله

يا امين الأمين انّی تلوت نميقتک البديعة الانشآء و اطّلعت بمضمونها ولکن عدم المجال مانع عن الاسهاب فی الجواب فاختصر فی الکلام. فاعلم انّ الروح الانسانی اذا آنس من جانب الطّور ناراً و تعرض لنفحات اللّه لها حکم الحيات و لنحيينّه حياة طيّبه و انّه فی النّشئة الأخری يتذکّر ما ورد عليه فی النّشئة الأولی و کشفنا عنک غطآئک و بصرک اليوم حديد و امّا اذا کان ساقطاً فی اسفل درکات الجهل و العمی لا يکاد ان يدرک شيئاً بل هو خائض فی ظلمات ثلاث. فالأرواح الثّلاث النّباتی و الحيوانی و الانسانی ای النّفس النّاطقه ليس لها عود بعد الوفات الی هذه الدّار النّشئة الأولی و امّا الرّوح الايمانی الّذی عبارة عن نور الهدی و الرّوح الرّحمانی الّذی عبارة عن حقيقة الوحی فلهما العود فی کلّ دورٍ و کور فی هذه النّشئة الأولی و هذا جواب مختصر لما سئلت و عليک البهآء الأبهی. عبدالبهاء عباس