بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء واليه كل الخلق يرجعون وان الصلوة على محمد رسول الله واوصياء الذين قد جعلهم الله ائمة الدين واركان اهل اليقين ونزل الله حكمهم في القران حيث قال عباد مكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون والسلام على الذين اتبعوهم في كل شان والذين هم بهم مؤمنون وان النقمة معدة للذين يعرضون عنهم بعدما هم به مؤمنون وبعد لما سمعت ان بعض الناس قد عرضوا بمحضر حضرة العالي بعض الكلمات التي ينبغي في ذلك المقام ان اذكرها في ذلك الكتاب فابتدات بذكر تلك الكلمات لئلا يظن احد في نفسي دون الحق وان ذكر بعد علمه بما انا ذا ذكرته في ذلك الكتاب ليكون حكمه مشهودا عند الله واولو العلم من خلقه وان الان فلا شك ان الدين لم يتغير ولا يتبدل وان اعتقادي في احكام الدين هو الذي انا ذا اكتبه الان في ذلك الكتاب وكفى بالله ومن عنده حكم الانصاف علي شهيدا فاشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له كما شهد ذاته بذاته بانه الفرد لم يزل كان بلا وجود شيء معه ولا يزال انه هو كائن بمثل ما كان لم يك شيء في شان معه وانه المقدس عن المثل والمتعالي عن الشبة ولا له وصف دون ذاته ولا اسم دون كينونيته وكل ما وصفه الواصفون في صفات نفسه وذكره الذاكرون في اسماء ذاته فهو مردود الى انفسهم وهو الاجل من ان يعرف بخلقه او ان يوصف بعباده بل خلق الاسماء والصفات ليعبده كل الموجودات بها وينزهوه عنها وهي صفات مخلوقة واسماء حادثة خلقها الله لمكنة القلوب والاوهام وانه كما هو عليه في عز الهوية وجلال الصمدانية لن يعرفه الا هو سبحانه وتعالى عما يصفون واشهد لمحمد رسول الله بان الله قد انتجبه من بحبوحة القدم على مقام تجليه وجعله مقام نفسه في الاداء والقضاء اذا انه لن يدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير واشهد لاوصياء محمد وفاطمة صلوات الله عليهم بما شهد الله لهم في علم الغيب بانهم اركان التوحيد وظهورات التقديس وعلامات التفريد ودلالات التمجيد وانهم عباد مكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون واشهد ان من اعتقد في حقهم دون العبودية المحضة لله سبحانه او جعل فضل احد منهم مثل رسول الله فقد سلك مسلك الخطا وكان من الظالمين واشهد اني عبد امنت بالله واياته واتبعت حكم القران وما اردت في شان الا حكم الله الخالص وان الذين يفترون علي بما اتبعت اهوائهم فليسوا مني وانا منهم برئ ولقد حدثت الناس بما اكرمني الله من العلم فمن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان الله لغني عن العالمين ولما كان بعض الناس يظنون في ذلك العلم دون ما اراد الله في الكتاب لاذكر رشحا من مقاماته ودليلا من اهل ذلك الظن عليه لتبيين الحق عن الباطل ويكون الكل بذلك من الشاكرين ولقد اكرمني الله في مقام العلم شئونات اربعة فمنها شان العلم حيث يدل عليه ما فصلت في ذكر النبوة الخاصة ومن اراد ميزان الفصاحة في ذلك المقام فليمتحن العلماء ممن هو مسلم في ذلك الفن حتى يتبين لهم ما يدعون ومنها شان المناجات حيث يجري بفضل الله ومنه من قلمي في ستة ساعات الف بيت من المناجات التي دالة على عرفان مقامات التوحيد التي لا يقدر احد ان يدركها بحقيقتها الا من كشف سبحات الجلال من غير اشارة وان ذلك لهو الكفاية لمن له قلب ودراية كما ذكر جامع البحار رحمة الله عليه بان الصحيفة السجادية يكفي في الفصاحة لمن اراد ان يفهم مقامات اهل العصمة صلوات الله عليهم ويصدق بما قدر الله لهم حيث قال اكثر العلماء انهم زبور ال محمد وان ذلك في الحقيقة امر صعب واني الى الان قد كتبت كتبا كثيرة ولاعلم ان غيري لو اراد بحقيقة الفطرة ان يكتب مناجات واحدة لم يقدر وكفى بذلك لي فضلا من عند الله وكفى بالله وكيلا ومنها شان الخطب حيث يجرى من قلمي كلمات عالية التي يشتبه على الذين لا يطلعون بحقيقة الامر انها من خطب اهل البلاغة ومن اراد ان يطلع بحقيقة خطبته من ظاهرها وباطنها فليرجع الى العلماء فان بذلك يكشف قناع المطلب عن الذي يتكلم بالفطرية الواقعية بالذي لا يقدر ان ينشا خطبة بدون نظر وفكر وان الى الله يرجع الاحكام في المبدء والماب ومنها شان اهل الفصاحة في الكلمات العالية التي لو اجتمع الكل على ان ياتوا بمثل حديث منها لن يستطيعوا ولن يقدروا ولو كان الكل على البعض ظهيرا وان مني ذلك الشان ما اظهرت للجناب المستطاب ادام الله ظله واذا اراد بحقيقة البيان فاذا يلاحظ كتاب العدل فانه يميز ميزان البيان عند جميع مراتب التبيان وان بمثلي لو استشهد بمن صدق تلك المقامات لا ينبغي لان الذي بلغ الى مقام باثر نفس فكيف قدر ان يعرف بحقيقتها ولكن للمشبهين من دون اهل الانصاف اذكر اربعة كتب التي كل واحد منها نزل من عند ذي فن من العلوم التي لا يقدر على ردها بعض الناس وان بعد تلك الظهورات من دون علم يحصل من عند الناس لو ينصف احد بحقيقة الانصاف ليشهد ان كل شان من تلك الشئون يرفع التعارض والاختلاف بين العلماء ويرجع الكل الى حكم واحد وان بعد علم الكل بتلك الشئون لو اراد احد ان يباهل معي لاحقاق الحق وابطال الباطل بما نزل في الحديث من شموس العظمة والجلال فانني انا احب لاظهار يقيني في دين الله وكفى بالله علي شهيدا ومن يقدر من العلماء ان ياتي بحديث لنقض تلك النعمة فعليه فرض بان ياتي بالفطرة والقوة او ان يعترف بعجزه ونعمة ربه ومن اطلع ولم يات للتبين وقال حرفا في حقي دون حكم القران او لم يقم في مقام المباهلة فعلى الله حكمه وليس لاحد بعد تلك الاشارات حجة علي فمن شاء ان يقبل ومن شاء ان يعرض واني قد اتممت حجة ذكر النعمة لئلا يقول احد في حقي ما اتبع هواه ويبلغ احد حكمها باذن حضرة العالي الى العلماء وكفى بالله علي شهيدا