١ انّ اوّل ما کتب الله علی العباد عرفان مشرق وحيه و مطلع امره الّذی کان مقام نفسه فی عالم الامر و الخلق من فاز به قد فاز بکلّ الخير و الّذی منع انّه من اهل الضّلال ولو يأتی بکلّ الاعمال * اذا فزتم بهذا المقام الاسنی و الافق الاعلی ينبغی لکلّ نفس ان يتّبع ما امر به من لدی المقصود لانّهما معاً لا يقبل احدهما دون الاخر هذا ما حکم به مطلع الالهام*
٢ انّ الّذين اوتوا بصآئر من الله يرون حدود الله السّبب الاعظم لنظم العالم و حفظ الامم و الّذی غفل انّه من همج رعاع * انّا امرناکم بکسر حدودات النّفس و الهوی لا ما رقم من القلم الاعلی انّه لروح الحيوان لمن فی الامکان * قد ماجت بحور الحکمة و البيان بما هاجت نسمة الرّحمن اغتنموا يا اولی الالباب * انّ الّذين نکثوا عهد الله فی اوامره و نکصوا علی اعقابهم اولئک من اهل الضّلال لدی الغنيّ المتعال *
٣ يا ملأ الأرض اعلموا انّ اوامری سرج عنايتی بين عبادی و مفاتيح رحمتی لبريّتی کذلک نزّل الامر من سماء مشيّة ربّکم مالک الاديان * لو يجد احد حلاوة البيان الّذی ظهر من فم مشيّة الرّحمن لينفق ما عنده ولو يکون خزآئن الارض کلّها ليثبت امراً من اوامره المشرقة من افق العناية و الالطاف *
٤ قل من حدودی يمرّ عرف قميصی و بها تنصب اعلام النّصر علی القنن و الاتلال * قد تکلّم لسان قدرتی فی جبروت عظمتی مخاطباً لبريّتی ان اعملوا حدودی حبّاً لجمالی طوبی لحبيب وجد عرف المحبوب من هذه الکلمة الّتی فاحت منها نفحات الفضل علی شأن لا توصف بالاذکار * لعمری من شرب رحيق الانصاف من ايادی الالطاف انّه يطوف حول اوامری المشرقة من افق الابداع *
٥ لا تحسبنّ انّا نزّلنا لکم الاحکام بل فتحنا ختم الرّحيق المختوم باصابع القدرة و الاقتدار يشهد بذلک ما نزّل من قلم الوحی تفکّروا يا اولی الافکار *
٦ قد کتب عليکم الصّلوة تسع رکعات لله منزل الايات حين الزّوال و فی البکور و الاصال * و عفونا عدّة اخری امراً فی کتاب الله انّه لهو الامر المقتدر المختار * و اذا اردتم الصّلوة ولّوا وجوهکم شطری الاقدس المقام المقدّس الّذی جعله الله مطاف الملأ الاعلی و مقبل اهل مدآئن البقآء و مصدر الامر لمن فی الارضين و السّموات * و عند غروب شمس الحقيقة و التّبيان المقرّ الّذی قدّرناه لکم انّه لهو العزيز العلّام *
٧ کلّ شیء تحقّق بامره المبرم اذا اشرقت من افق البيان شمس الاحکام لکلّ ان يتّبعوها ولو بامر تنفطر عنه سموات افئدة الاديان * انّه يفعل ما يشآء و لا يسئل عمّا شآء و ما حکم به المحبوب انّه لمحبوب و مالک الاختراع * انّ الّذی وجد عرف الرّحمن و عرف مطلع هذا البيان انّه يستقبل بعينيه السّهام لاثبات الاحکام بين الانام طوبی لمن اقبل و فاز بفصل الخطاب *
٨ قد فصّلنا الصّلوة فی ورقة اخری طوبی لمن عمل بما امر به من لدن مالک الرّقاب * قد نزّلت فی صلوة الميّت ستّ تکبيرات من الله منزل الايات * و الّذی عنده علم القرآئة له ان يقرء ما نزّل قبلها و الّا عفا الله عنه انّه لهو العزيز الغفّار *
٩ لا يبطل الشّعر صلوتکم و لا ما منع عن الرّوح مثل العظام و غيرها البسوا السّمّور کما تلبسون الخزّو السّنجاب و ما دونهما انّه ما نهی فی الفرقان ولکن اشتبه علی العلمآء انّه لهو العزيز العلّام *
١٠ قد فرض عليکم الصّلوة و الصّوم من اوّل البلوغ امراً من لدی الله ربّکم و ربّ آبائکم الاوّلين * من کان فی نفسه ضعف من المرض او الهرم عفا الله عنه فضلاً من عنده انّه لهو الغفور الکريم * قد اذن الله لکم السّجود علی کلّ شیء طاهر و رفعنا عنه حکم الحدّ فی الکتاب انّ الله يعلم و انتم لا تعلمون * من لم يجد المآء يذکر خمس مرّات بسم الله الاطهر الاطهر ثمّ يشرع فی العمل هذا ما حکم به مولی العالمين * و البلدان الّتی طالت فيها اللّيالی و الايّام فليصلّوا بالسّاعات و المشاخص الّتی منها تحدّدت الاوقات انّه لهو المبيّن الحکيم *
١١ قد عفونا عنکم صلوة الايات اذا ظهرت اذکروا الله بالعظمة و الاقتدار انّه هو السّميع البصير * قولوا العظمة لله ربّ ما يری و ما لا يری ربّ العالمين *
١٢ کتب عليکم الصّلوة فرادی قد رفع حکم الجماعة الّا فی صلوة الميّت انّه لهو الامر الحکيم *
١٣ قد عفا الله عن النّسآء حين ما يجدن الدّم الصّوم و الصّلوة و لهنّ ان يتوضّأن و يسبّحن خمساً و تسعين مرّة من زوال الی زوال سبحان الله ذی الطّلعة و الجمال هذا ما قدّر فی الکتاب ان انتم من العالمين *
١٤ و لکم و لهنّ فی الاسفار اذا نزلتم و استرحتم المقام الامن مکان کلّ صلوة سجدة واحدة و اذکروا فيها سبحان الله ذی العظمة و الجلال والموهبة و الافضال و الّذی عجز يقول سبحان الله انّه يکفيه بالحقّ انّه لهو الکافی الباقی الغفور الرّحيم * و بعد اتمام السّجود لکم و لهنّ ان تقعدوا علی هيکل التّوحيد و تقولوا ثمانی عشرة مرّة سبحان الله ذی الملک و الملکوت کذلک يبيّن الله سبل الحقّ و الهدی و انّها انتهت الی سبيل واحد و هو هذا الصّراط المستقيم * اشکروا الله بهذا الفضل العظيم * احمدوا الله بهذه الموهبة الّتی احاطت السّموات و الارضين * اذکروا الله بهذه الرّحمة الّتی سبقت العالمين *
١٥ قل قد جعل الله مفتاح الکنز حبّی المکنون لو انتم تعرفون * لولا المفتاح لکان مکنوناً فی ازل الازال لو انتم توقنون * قل هذا لمطلع الوحی و مشرق الاشراق الّذی به اشرقت الافاق لو انتم تعلمون * انّ هذا لهو القضآء المثبت و به ثبت کلّ قضآء محتوم *
١٦ يا قلم الاعلی قل يا ملأ الانشآء قد کتبنا عليکم الصّيام ايّاماً معدودات و جعلنا النّيروز عيداً لکم بعد اکمالها کذلک اضآئت شمس البيان من افق الکتاب من لدن مالک المبدء و المآب * و اجعلوا الايّام الزّآئدة عن الشّهور قبل شهر الصّيام انّا جعلناها مظاهر الهآء بين اللّيالی و الايّام * لذا ما تحدّدت بحدود السّنة و الشّهور ينبغی لاهل البهآء ان يطعموا فيها انفسهم و ذوی القربی ثمّ الفقرآء و المساکين و يهلّلنّ و يکبّرنّ و يسبّحنّ و يمجّدنّ ربّهم بالفرح و الانبساط * و اذا تمّت ايّام الاعطآء قبل الامساک فليدخلنّ فی الصّيام کذلک حکم مولی الانام * ليس علی المسافر و المريض و الحامل و المرضع من حرج عفا الله عنهم فضلاً من عنده انّه لهو العزيز الوهّاب *
١٧ هذه حدود الله الّتی رقمت من القلم الاعلی فی الزّبر و الالواح * تمسّکوا باوامرالله و احکامه و لا تکونوا من الّذين اخذوا اصول انفسهم و نبذوا اصول الله ورآئهم بما اتّبعوا الظّنون و الاوهام * کفّوا انفسکم عن الاکل و الشّرب من الطّلوع الی الافول ايّاکم ان يمنعکم الهوی عن هذا الفضل الّذی قدّر فی الکتاب *
١٨ قد کتب لمن دان بالله الدّيّان ان يغسل فی کلّ يوم يديه ثمّ وجهه و يقعد مقبلاً الی الله و يذکر خمساً و تسعين مرّة الله ابهی کذلک حکم فاطر السّمآء اذ استوی علی اعراش الاسمآء بالعظمة و الاقتدار * کذلک توضّأوا للصّلوة امراً من الله الواحد المختار *
١٩ قد حرّم عليکم القتل و الزّنا ثمّ الغيبة و الافترآء اجتنبوا عمّا نهيتم عنه فی الصّحآئف و الالواح *
٢٠ قد قسمنا المواريث علی عدد الزّآء منها قدّر لذرّيّاتکم من کتاب الطّآء علی عدد المقت و للازواج من کتاب الحآء علی عدد التّآء و الفآء و للابآء من کتاب الزّآء علی عدد التّآء و الکاف و للامّهات من کتاب الواو علی عدد الرّفيع و للاخوان من کتاب الهآء عدد الشّين و للاخوات من کتاب الدّال عدد الرّآء و الميم و لمعلّمين من کتاب الجيم عدد القاف و الفآء کذلک حکم مبشّری الّذی يذکرنی فی اللّيالی و الاسحار * انّا لمّا سمعنا ضجيج الذّرّيّات فی الاصلاب زدنا ضعف ما لهم و نقصنا عن الاخری انّه لهو المقتدر علی ما يشآء يفعل بسلطانه کيف اراد *
٢١ من مات و لم يکن له ذرّيّة ترجع حقوقهم الی بيت العدل ليصرفوها امنآء الرّحمن فی الايتام و الارامل و ما ينتفع به جمهور النّاس ليشکروا ربّهم العزيز الغفّار *
٢٢ و الّذی له ذرّيّة و لم يکن ما دونها عمّا حدّد فی الکتاب يرجع الثّلثان ممّا ترکه الی الذّرّيّة و الثلث الی بيت العدل کذلک حکم الغنيّ المتعال بالعظمة و الاجلال *
٢٣ و الّذی لم يکن له من يرثه و کان له ذو القربی من ابنآء الاخ و الاخت و بناتهما فلهم الثّلثان و الّا للاعمام و الاخوال و العمّات و الخالات و من بعدهم و بعدهنّ لابنآئهم و ابنآئهنّ و بناتهم و بناتهنّ و الثّلث يرجع الی مقرّ العدل امراً فی الکتاب من لدی الله مالک الرّقاب *
٢٤ من مات و لم يکن له احد من الّذين نزّلت اسمآئهم من القلم الاعلی ترجع الاموال کلّها الی المقرّ المذکور لتصرف فيما امرالله به انّه لهو المقتدر الامّار *
٢٥ و جعلنا الدّار المسکونة و الالبسة المخصوصة للذّرّيّة من الذّکران دون الاناث و الورّاث انّه لهو المعطی الفيّاض *
٢٦ انّ الّذی مات فی ايّام والده و له ذرّيّة اولئک يرثون ما لابيهم فی کتاب الله اقسموا بينهم بالعدل الخالص کذلک ماج بحر الکلام و قذف لئالئ الاحکام من لدن مالک الانام *
٢٧ و الّذی ترک ذرّيّة ضعافاً سلّموا ما لهم الی امين ليتّجر لهم الی ان يبلغوا رشدهم او الی محلّ الشّراکة ثمّ عيّنوا للامين حقّاً ممّا حصل من التّجارة و الاقتراف *
٢٨ کلّ ذلک بعد ادآء حقّ الله و الدّيون لو تکون عليه و تجهيز الاسباب للکفن و الدّفن و حمل الميّت بالعزّة و الاعتزاز کذلک حکم مالک المبدء و المآب *
٢٩ قل هذا لهو العلم المکنون الّذی لن يتغيّر لانّه بدء بالطّآء المدلّة علی الاسم المخزون الظّاهر الممتنع المنيع * و ما خصّصناه للذّرّيّات هذا من فضل الله عليهم ليشکروا ربّهم الرّحمن الرّحيم * تلک حدود الله لا تعتدوها باهوآء انفسکم اتّبعوا ما امرتم به من مطلع البيان * و المخلصون يرون حدود الله مآء الحيوان لاهل الاديان و مصباح الحکمة و الفلاح لمن فی الارضين و السّموات *
٣٠ قد کتب الله علی کلّ مدينة ان يجعلوا فيها بيت العدل و يجتمع فيه النّفوس علی عدد البهآء و ان ازداد لا بأس و يرون کانّهم يدخلون محضر الله العلیّ الاعلی و يرون من لا يری و ينبغی لهم ان يکونوا امنآء الرّحمن بين الامکان و وکلآء الله لمن علی الارض کلّها و يشاوروا فی مصالح العباد لوجه الله کما يشاورون فی امورهم و يختاروا ما هو المختار کذلک حکم ربّکم العزيز الغفّار *ايّاکم ان تدعوا ما هو المنصوص فی اللّوح اتّقوا الله يا اولی الانظار *
٣١ يا ملأ الانشآء عمّروا بيوتاً باکمل ما يمکن فی الامکان باسم مالک الاديان فی البلدان و زيّنوها بما ينبغی لها لا بالصّور و الامثال * ثمّ اذکروا فيها ربّکم الرّحمن بالرّوح و الرّيحان الا بذکره تستنير الصّدور و تقرّ الابصار *
٣٢ قد حکم الله لمن استطاع منکم حجّ البيت دون النّسآء عفا الله عنهنّ رحمة من عنده انّه لهو المعطی الوهّاب *
٣٣ يا اهل البهآء قد وجب علی کلّ واحد منکم الاشتغال بامر من الامور من الصّنآئع و الاقتراف و امثالها و جعلنا اشتغالکم بها نفس العبادة لله الحقّ تفکّروا يا قوم فی رحمة الله و الطافه ثمّ اشکروه فی العشیّ و الاشراق * لا تضيّعوا اوقاتکم بالبطالة و الکسالة و اشتغلوا بما ينتفع به انفسکم و انفس غيرکم کذلک قضی الامر فی هذا اللّوح الّذی لاحت من افقه شمس الحکمة و التّبيان * ابغض النّاس عند الله من يقعد و يطلب تمسّکوا بحبل الاسباب متوکّلين علی الله مسبّب الاسباب *
٣٤ قد حرّم عليکم تقبيل الايادی فی الکتاب هذا ما نهيتم عنه من لدن ربّکم العزيز الحکّام * ليس لاحد ان يستغفر عند احد توبوا الی الله تلقآء انفسکم انّه لهو الغافر المعطی العزيز التّوّاب *
٣٥ يا عباد الرّحمن قوموا علی خدمة الامر علی شأن لا تأخذکم الاحزان من الّذين کفروا بمطلع الايات * لمّا جآء الوعد و ظهر الموعود اختلف النّاس و تمسّک کلّ حزب بما عنده من الظّنون و الاوهام *
٣٦ من النّاس من يقعد صفّ النّعال طلباً لصدر الجلال قل من انت يا ايّها الغافل الغرّار * و منهم من يدّعی الباطن و باطن الباطن قل يا ايّها الکذّاب تالله ما عندک انّه من القشور ترکناها لکم کما تترک العظام للکلاب *تالله الحقّ لو يغسل احد ارجل العالم و يعبد الله علی الادغال و الشّواجن و الجبال و القنان و الشّناخيب و عند کلّ حجر و شجر و مدر و لا يتضوّع منه عرف رضآئی لن يقبل ابداً هذا ما حکم به مولی الانام * کم من عبد اعتزل فی جزآئر الهند و منع عن نفسه ما احلّه الله له و حمل الرّياضات و المشقّات و لم يذکر عند الله منزل الايات * لا تجعلوا الاعمال شرک الامال و لا تحرموا انفسکم عن هذا المآل الّذی کان امل المقرّبين فی ازل الازال * قل روح الاعمال هو رضآئی و علّق کلّ شیء بقبولی اقرئوا الالواح لتعرفوا ما هو المقصود فی کتب الله العزيز الوهّاب * من فاز بحبّی حقّ له ان يقعد علی سرير العقيان فی صدر الامکان و الّذی منع عنه لو يقعد علی التّراب انّه يستعيذ منه الی الله مالک الاديان *
٣٧ من يدّعی امراً قبل اتمام الف سنة کاملة انّه کذّاب مفترٍ نسئل الله بان يؤيّده علی الرّجوع ان تاب انّه هو التّوّاب و ان اصرّ علی ما قال يبعث عليه من لا يرحمه انّه شديد العقاب * من يأوّل هذه الاية او يفسّرها بغير ما نزّل فی الظّاهر انّه محروم من روح الله و رحمته الّتی سبقت العالمين * خافوا الله و لا تتّبعوا ما عندکم من الاوهام اتّبعوا ما يأمرکم به ربّکم العزيز الحکيم * سوف يرتفع النّعاق من اکثر البلدان اجتنبوا يا قوم و لا تتّبعوا کلّ فاجر لئيم * هذا ما اخبرناکم به اذ کنّا فی العراق و فی ارض السّرّ و فی هذا المنظر المنير *
٣٨ يا اهل الارض اذا غربت شمس جمالی و سترت سمآء هيکلی لا تضطربوا قوموا علی نصرة امری و ارتفاع کلمتی بين العالمين * انّا معکم فی کلّ الاحوال و ننصرکم بالحقّ انّا کنّا قادرين * من عرفنی يقوم علی خدمتی بقيام لا تقعده جنود السّموات و الارضين *
٣٩ انّ النّاس نيام لو انتبهوا سرعوا بالقلوب الی الله العليم الحکيم * و نبذوا ما عندهم و لو کان کنوز الدّنيا کلّها ليذکرهم مولاهم بکلمة من عنده کذلک ينبّئکم من عنده علم الغيب فی لوح ما ظهر فی الامکان و ما اطّلع به الّا نفسه المهيمنة علی العالمين * قد اخذهم سکر الهوی علی شأن لا يرون مولی الوری الّذی ارتفع ندآئه من کلّ الجهات لا اله الّا انا العزيز الحکيم *
٤٠ قل لا تفرحوا بما ملکتموه فی العشیّ و فی الاشراق يملکه غيرکم کذلک يخبرکم العليم الخبير * قل هل رأيتم لما عندکم من قرار او وفآء لا و نفسی الرّحمن لو انتم من المنصفين * تمرّ ايّام حيوتکم کما تمرّ الارياح و يطوی بساط عزّکم کما طوی بساط الاوّلين * تفکّروا يا قوم اين ايّامکم الماضية و اين اعصارکم الخالية طوبی لايّام مضت بذکر الله و لاوقات صرفت فی ذکره الحکيم *لعمری لا تبقی عزّة الاعزّآء و لا زخارف الاغنيآء و لا شوکة الاشقيآء سيفنی الکلّ بکلمة من عنده انّه لهو المقتدر العزيز القدير * لا ينفع النّاس ما عندهم من الاثاث و ما ينفعهم غفلوا عنه سوف ينتبهون و لا يجدون ما فات عنهم فی ايّام ربّهم العزيز الحميد * لو يعرفون ينفقون ما عندهم لتذکر اسمآئهم لدی العرش الا انّهم من الميّتين *
٤١ من النّاس من غرّته العلوم و بها منع عن اسمی القيّوم و اذا سمع صوت النّعال عن خلفه يری نفسه اکبر من نمرود قل اين هو يا ايّها المردود تالله انّه لفی اسفل الجحيم * قل يا معشر العلمآء اما تسمعون صرير قلمی الاعلی و اما ترون هذه الشّمس المشرقة من الافق الابهی الی م اعتکفتم علی اصنام اهوآئکم دعوا الاوهام و توجّهوا الی الله مولاکم القديم *
٤٢ قد رجعت الاوقاف المختصّة للخيرات الی الله مظهر الايات ليس لاحد ان يتصرّف فيها الّا بعد اذن مطلع الوحی و من بعده يرجع الحکم الی الاغصان و من بعدهم الی بيت العدل ان تحقّق امره فی البلاد ليصرفوها فی البقاع المرتفعة فی هذا الامر و فيما امروا به من لدن مقتدر قدير * و الّا ترجع الی اهل البهآء الّذين لا يتکلّمون الّا بعد اذنه و لا يحکمون الّا بما حکم الله فی هذا اللّوح اولئک اوليآء النّصر بين السّموات و الارضين * ليصرفوها فيما حدّد فی الکتاب من لدن عزيز کريم *
٤٣ لا تجزعوا فی المصآئب و لا تفرحوا ابتغوا امراً بين الامرين هو التّذکّر فی تلک الحالة و التّنبّه علی ما يرد عليکم فی العاقبة کذلک ينبّئکم العليم الخبير *
٤٤ لا تحلقوا رؤسکم قد زيّنها الله بالشّعر و فی ذلک لايات لمن ينظر الی مقتضيات الطّبيعة من لدن مالک البريّة انّه لهو العزيز الحکيم * و لا ينبغی ان يتجاوز عن حدّ الاذان هذا ما حکم به مولی العالمين *
٤٥ قد کتب علی السّارق النّفی و الحبس و فی الثّالث فاجعلوا فی جبينه علامة يعرف بها لئلّا تقبله مدن الله و دياره ايّاکم ان تأخذکم الرّأفة فی دين الله اعملوا ما امرتم به من لدن مشفق رحيم * انّا ربّيناکم بسياط الحکمة و الاحکام حفظاً لانفسکم و ارتفاعاً لمقاماتکم کما يربّی الابآء ابنآئهم لعمری لو تعرفون ما اردناه لکم من اوامرنا المقدّسة لتفدون ارواحکم لهذا الامر المقدّس العزيز المنيع *
٤٦ من اراد ان يستعمل اوانی الذّهب و الفضّة لا بأس عليه ايّاکم ان تنغمس اياديکم فی الصّحاف و الصّحان خذوا ما يکون اقرب الی اللّطافة انّه اراد ان يراکم علی اداب اهل الرّضوان فی ملکوته الممتنع المنيع * تمسّکوا باللّطافة فی کلّ الاحوال لئلّا تقع العيون علی ما تکرهه انفسکم و اهل الفردوس و الّذی تجاوز عنها يحبط عمله فی الحين * و ان کان له عذر يعفو الله عنه انّه لهو العزيز الکريم *
٤٧ ليس لمطلع الامر شريک فی العصمة الکبری انّه لمظهر يفعل ما يشآء فی ملکوت الانشآء قد خصّ الله هذا المقام لنفسه و ما قدّر لاحد نصيب من هذا الشّأن العظيم المنيع * هذا امر الله قد کان مستوراً فی حجب الغيب اظهرناه فی هذا الظّهور و به خرقنا حجاب الّذين ما عرفوا حکم الکتاب و کانوا من الغافلين *
٤٨ کتب علی کلّ اب تربية ابنه و بنته بالعلم و الخطّ و دونهما عمّا حدّد فی اللّوح و الّذی ترک ما امر به فللامنآء ان يأخذوا منه ما يکون لازماً لتربيتهما ان کان غنيّاً و الّا يرجع الی بيت العدل انّا جعلناه مأوی الفقرآء و المساکين *انّ الّذی ربّی ابنه او ابناً من الابنآء کانّه ربّی احد ابنآئی عليه بهآئی و عنايتی و رحمتی الّتی سبقت العالمين *
٤٩ قد حکم الله لکلّ زانٍ و زانية دية مسلّمة الی بيت العدل و هی تسعة مثاقيل من الذّهب و ان عادا مرّة اخری عودوا بضعف الجزآء هذا ما حکم به مالک الاسمآء فی الاولی و فی الاخری قدّر لهما عذاب مهين * من ابتلی بمعصية فله ان يتوب و يرجع الی الله انّه يغفر لمن يشآء و لا يسئل عمّا شآء انّه لهو التّوّاب العزيز الحميد *
٥٠ ايّاکم ان تمنعکم سبحات الجلال عن زلال هذا السّلسال خذوا اقداح الفلاح فی هذا الصّباح باسم فالق الاصباح ثمّ اشربوا بذکره العزيز البديع *
٥١ انّا حلّلنا لکم اصغآء الاصوات و النّغمات ايّاکم ان يخرجکم الاصغآء عن شأن الادب و الوقار افرحوا بفرح اسمی الاعظم الّذی به تولّهت الافئدة و انجذبت عقول المقرّبين * انّا جعلناه مرقاة لعروج الارواح الی الافق الاعلی لا تجعلوه جناح النّفس و الهوی انّی اعوذ ان تکونوا من الجاهلين *
٥٢ قد ارجعنا ثلث الدّيات کلّها الی مقرّ العدل و نوصی رجاله بالعدل الخالص ليصرفوا ما اجتمع عندهم فيما امروا به من لدن عليم حکيم * يا رجال العدل کونوا رعاة اغنام الله فی مملکته و احفظوهم عن الذّئاب الّذين ظهروا بالاثواب کما تحفظون ابنآئکم کذلک ينصحکم النّاصح الامين *
٥٣ اذا اختلفتم فی امر فارجعوه الی الله مادامت الشّمس مشرقة من افق هذه السّمآء و اذا غربت ارجعوا الی ما نزّل من عنده انّه ليکفی العالمين * قل يا قوم لا يأخذکم الاضطراب اذا غاب ملکوت ظهوری و سکنت امواج بحر بيانی انّ فی ظهوری لحکمة و فی غيبتی حکمة اخری ما اطّلع بها الّا الله الفرد الخبير * و نراکم من افقی الابهی و ننصر من قام علی نصرة امری بجنود من الملأ الاعلی و قبيل من الملئکة المقرّبين *
٥٤ يا ملأ الارض تالله الحقّ قد انفجرت من الاحجار الانهار العذبة السّآئغة بما اخذتها حلاوة بيان ربّکم المختار و انتم من الغافلين * دعوا ما عندکم ثمّ طيروا بقوادم الانقطاع فوق الابداع کذلک يأمرکم مالک الاختراع الّذی بحرکة قلمه قلّب العالمين *
٥٥ هل تعرفون من ایّ افق يناديکم ربّکم الابهی و هل علمتم من ایّ قلم يأمرکم ربّکم مالک الاسمآء لا و عمری لو عرفتم لترکتم الدّنيا مقبلين بالقلوب الی شطر المحبوب و اخذکم اهتزاز الکلمة علی شأن يهتزّ منه العالم الاکبر و کيف هذا العالم الصّغير * کذلک هطلت من سمآء عنايتی امطار مکرمتی فضلاً من عندی لتکونوا من الشّاکرين *
٥٦ و امّا الشّجاج و الضّرب تختلف احکامها باختلاف مقاديرهما و حکم الدّيّان لکلّ مقدار دية معيّنة انّه لهو الحاکم العزيز المنيع * لو نشآء نفصّلها بالحقّ وعداً من عندنا انّه لهو الموفی العليم *
٥٧ قد رقم عليکم الضّيافة فی کلّ شهر مرّة واحدة ولو بالمآء انّ الله اراد ان يؤلّف بين القلوب ولو باسباب السّموات و الارضين *
٥٨ ايّاکم ان تفرّقکم شئونات النّفس و الهوی کونوا کالاصابع فی اليد و الارکان للبدن کذلک يعظکم قلم الوحی ان انتم من الموقنين *
٥٩ فانظروا فی رحمة الله و الطافه انّه يأمرکم بما ينفعکم بعد اذ کان غنيّاً عن العالمين * لن تضرّنا سيّئاتکمٍ کما لا تنفعنا حسناتکم انّما ندعوکم لوجه الله يشهد بذلک کلّ عالم بصير *
٦٠ اذا ارسلتم الجوارح الی الصّيد اذکروا الله اذاً يحلّ ما امسکن لکم ولو تجدونه ميتاً انّه لهو العليم الخبير * ايّاکم ان تسرفوا فی ذلک کونوا علی صراط العدل و الانصاف فی کلّ الامور کذلک يأمرکم مطلع الظّهور ان انتم من العارفين *
٦١ انّ الله قد امرکم بالمودّة فی ذوی القربی و ما قدّر لهم حقّاً فی اموال النّاس انّه لهو الغنیّ عن العالمين *
٦٢ من احرق بيتاً متعمّداً فاحرقوه و من قتل نفساً عامداً فاقتلوه خذوا سنن الله بايادی القدرة و الاقتدار ثمّ اترکوا سنن الجاهلين * و ان تحکموا لهما حبساً ابديّاً لا بأس عليکم فی الکتاب انّه لهو الحاکم علی ما يريد *
٦٣ قد کتب الله عليکم النّکاح ايّاکم ان تجاوزوا عن الاثنتين و الّذی اقتنع بواحدة من الامآء استراحت نفسه و نفسها و من اتّخذ بکراً لخدمته لا بأس عليه کذلک کان الامر من قلم الوحی بالحقّ مرقوماً * تزوّجوا يا قوم ليظهر منکم من يذکرنی بين عبادی هذا من امری عليکم اتّخذوه لانفسکم معيناً *
٦٤ يا ملأ الانشآء لا تتّبعوا انفسکم انّها لامّارة بالبغی و الفحشآء اتّبعوا مالک الاشيآء الّذی يأمرکم بالبرّ و التّقوی انّه کان عن العالمين غنيّاً * ايّاکم عن تفسدوا فی الارض بعد اصلاحها و من افسد انّه ليس منّا و نحن برءآء منه کذلک کان الامر من سمآء الوحی بالحقّ مشهوداً *
٦٥ انّه قد حدّد فی البيان برضآء الطّرفين انّا لمّا اردنا المحبّة والوداد و اتّحاد العباد لذا علّقناه باذن الابوين بعدهما لئلّا تقع بينهم الضّغينة و البغضآء و لنا فيه مآرب اخری و کذلک کان الامر مقضيّاً *
٦٦ لا يحقّق الصّهار الّا بالامهار قد قدّر للمدن تسعة عشر مثقالاً من الذّهب الابريز و للقری من الفضّة و من اراد الزّيادة حرّم عليه ان يتجاوز عن خمسة و تسعين مثقالاً کذلک کان الامر بالعزّمسطوراً * و الّذی اقتنع بالدّرجة الاولی خير له فی الکتاب انّه يغنی من يشآء باسباب السّموات و الارض و کان الله علی کلّ شیء قديرا *
٦٧ قد کتب الله لکلّ عبد اراد الخروج من وطنه ان يجعل ميقاتاً لصاحبته فی ايّة مدّة اراد ان اتی و وفی بالوعد انّه اتّبع امر مولاه و کان من المحسنين من قلم الامر مکتوباً * و الّا ان اعتذر بعذر حقيقیّ فله ان يخبر قرينته و يکون فی غاية الجهد للرّجوع اليها و ان فات الامران فلها تربّص تسعة اشهر معدودات و بعد اکمالها لا بأس عليها فی اختيار الزّوج و ان صبرت انّه يحبّ الصّابرات و الصّابرين اعملوا اوامری و لا تتّبعوا کلّ مشرک کان فی اللّوح اثيماً * و ان اتی الخبر حين تربّصها لها ان تأخذ المعروف انّه اراد الاصلاح بين العباد و الامآء ايّاکم ان ترتکبوا ما يحدث به العناد بينکم کذلک قضی الامر و کان الوعد مأتيّاً * و ان اتاها خبر الموت او القتل و ثبت بالشّياع او بالعدلين لها ان تلبث فی البيت اذا مضت اشهر معدودات لها الاختيار فيما تختار هذا ما حکم به من کان علی الامر قويّاً *
٦٨ و ان حدث بينهما کدورة او کره ليس له ان يطلّقها و له ان يصبر سنة کاملة لعلّ تسطع بينهما رآئحة المحبّة و ان کملت و ما فاحت فلا بأس فی الطّلاق انّه کان علی کلّ شیء حکيماً * قد نهاکم الله عمّا عملتم بعد طلقات ثلث فضلاً من عنده لتکونوا من الشّاکرين فی لوح کان من قلم الامر مسطوراً * و الّذی طلّق له الاختيار فی الرّجوع بعد انقضآء کلّ شهر بالمودّة و الرّضآء ما لم تستحصن و اذا استحصنت تحقّق الفصل بوصل اخر و قضی الامر الّا بعد امر مبين کذلک کان الامر من مطلع الجمال فی لوح الجلال بالاجلال مرقوماً *
٦٩ و الّذی سافر و سافرت معه ثمّ حدث بينهما الاختلاف فله ان يؤتيها نفقة سنة کاملة و يرجعها الی المقرّ الّذی خرجت عنه او يسلّمها بيد امين و ما تحتاج به فی السّبيل ليبلّغها الی محلّها انّ ربّک يحکم کيف يشآء بسلطان کان علی العالمين محيطاً *
٧٠ و الّتی طلّقت بما ثبت عليها منکر لانفقة لها ايّام تربّصها کذلک کان نيّر الامر من افق العدل مشهوداً* انّ الله احبّ الوصل و الوفاق و ابغض الفصل و الطّلاق عاشروا يا قوم بالرّوح و الرّيحان لعمری سيفنی من فی الامکان و ما يبقی هو العمل الطّيّب و کان الله علی ما اقول شهيداً* يا عبادی اصلحوا ذات بينکم ثمّ استمعوا ما ينصحکم به القلم الاعلی و لا تتّبعوا جبّاراً شقيّاً *
٧١ ايّاکم ان تغرّنّکم الدّنيا کما غرّت قوماً قبلکم اتّبعوا حدود الله و سننه ثمّ اسلکوا هذا الصّراط الّذی کان بالحقّ ممدوداً * انّ الّذين نبذوا البغی و الغوی و اتّخذوا التّقوی اولئک من خيرة الخلق لدی الحقّ يذکرهم الملأ الاعلی و اهل هذا المقام الّذی کان باسم الله مرفوعاً *
٧٢ قد حرّم عليکم بيع الامآء و الغلمان ليس لعبد ان يشتری عبداً نهياً فی لوح الله کذلک کان الامر من قلم العدل بالفضل مسطوراً * و ليس لاحد ان يفتخر علی احد کلّ ارقّآء له و ادلّآء علی انّه لا اله الّا هو انّه کان علی کلّ شیء حکيماً *
٧٣ زيّنوا انفسکم بطراز الاعمال و الّذی فاز بالعمل فی رضاه انّه من اهل البهآء قد کان لدی العرش مذکوراً * انصروا مالک البريّة بالاعمال الحسنة ثمّ بالحکمة و البيان کذلک امرتم فی اکثر الالواح من لدی الرّحمن انّه کان علی ما اقول عليماً * لا يعترض احد علی احد و لا يقتل نفس نفساً هذا ما نهيتم عنه فی کتاب کان فی سرادق العزّ مستوراً * اتقتلون من احياه الله بروح من عنده انّ هذا خطأ قد کان لدی العرش کبيراً * اتّقوا الله و لا تخربوا ما بناه الله بايادی الظّلم و الطّغيان ثمّ اتّخذوا الی الحقّ سبيلاً * لمّا ظهرت جنود العرفان برايات البيان انهزمت قبآئل الاديان الّا من اراد ان يشرب کوثر الحيوان فی رضوان کان من نفس السّبحان موجوداً *
٧٤ قد حکم الله بالطّهارة علی مآء النّطفة رحمة من عنده علی البريّة اشکروه بالرّوح و الرّيحان و لا تتّبعوا من کان عن مطلع القرب بعيداً * قوموا علی خدمة الامر فی کلّ الاحوال انّه يؤيّدکم بسلطان کان علی العالمين محيطاً * تمسّکوا بحبل اللّطافة علی شأن لا يری من ثيابکم اثار الاوساخ هذا ما حکم به من کان الطف من کلّ لطيف * و الّذی له عذر لا بأس عليه انّه لهو الغفور الرّحيم * طهّروا کلّ مکروه بالمآء الّذی لم يتغيّر بالثّلث ايّاکم ان تستعملوا المآء الّذی تغيّر بالهوآء او بشیء اخر کونوا عنصر اللّطافة بين البريّة هذا ما اراد لکم مولاکم العزيز الحکيم *
٧٥ و کذلک رفع الله حکم دون الطّهارة عن کلّ الاشيآء و عن ملل اخری موهبة من الله انّه لهو الغفور الکريم * قد انغمست الاشيآء فی بحر الطّهارة فی اوّل الرّضوان اذ تجلّينا علی من فی الامکان باسمآئنا الحسنی و صفاتنا العليا هذا من فضلی الّذی احاط العالمين * لتعاشروا مع الاديان و تبلّغوا امر ربّکم الرّحمن هذا لاکليل الاعمال لو انتم من العارفين *
٧٦ و حکم باللّطافة الکبری و تغسيل ما تغبّر من الغبار و کيف الاوساخ المنجمدة و دونها اتّقوا الله و کونوا من المطهّرين * و الّذی يری فی کسآئه وسخ انّه لا يصعد دعآئه الی الله و يجتنب عنه ملأ عالون * استعملوا مآء الورد ثمّ العطر الخالص هذا ما احبّه الله من الاوّل الّذی لا اوّل له ليتضوّع منکم ما اراد ربّکم العزيز الحکيم *
٧٧ قد عفا الله عنکم ما نزّل فی البيان من محو الکتب و اذنّاکم بان تقرئوا من العلوم ما ينفعکم لا ما ينتهی الی المجادلة فی الکلام هذا خير لکم ان انتم من العارفين *
٧٨ يا معشر الملوک قد اتی المالک و الملک لله المهيمن القيّوم * الّا تعبدوا الّا الله و توجّهوا بقلوب نورآء الی وجه ربّکم مالک الاسمآء هذا امر لا يعادله ما عندکم لو انتم تعرفون *
٧٩ انّا نراکم تفرحون بما جمعتموه لغيرکم و تمنعون انفسکم عن العوالم الّتی لم يحصها الّا لوحی المحفوظ * قد شغلتکم الاموال عن المآل هذا لا ينبغی لکم لو انتم تعلمون * طهّروا قلوبکم عن ذفر الدّنيا مسرعين الی ملکوت ربّکم فاطر الارض و السّمآء الّذی به ظهرت الزّلازل و ناحت القبآئل الّا من نبذ الوری و اخذ ما امر به فی لوح مکنون *
٨٠ هذا يوم فيه فاز الکليم بانوار القديم و شرب زلال الوصال من هذا القدح الّذی به سجّرت البحور * قل تالله الحقّ انّ الطّور يطوف حول مطلع الظّهور و الرّوح ينادی من الملکوت هلمّوا و تعالوا يا ابنآء الغرور * هذا يوم فيه سرع کوم الله شوقاً للقآئه و صاح الصّهيون قد اتی الوعد و ظهر ما هو المکتوب فی الواح الله المتعالی العزيز المحبوب *
٨١ يا معشر الملوک قد نزّل النّاموس الاکبر فی المنظر الانور و ظهر کلّ امر مستتر من لدن مالک القدر الّذی به اتت السّاعة و انشقّ القمر و فصّل کلّ امر محتوم *
٨٢ يا معشر الملوک انتم المماليک قد ظهر المالک باحسن الطّراز و يدعوکم الی نفسه المهيمن القيّوم * ايّاکم ان يمنعکم الغرور عن مشرق الظّهور او تحجبکم الدّنيا عن فاطر السّمآء قوموا علی خدمة المقصود الّذی خلقکم بکلمة من عنده و جعلکم مظاهر القدرة لما کان و ما يکون *
٨٣ تالله لا نريد ان نتصرّف فی ممالککم بل جئنا لتصرّف القلوب * انّها لمنظر البهآء يشهد بذلک ملکوت الاسمآء لو انتم تفقهون * و الّذی اتّبع مولاه انّه اعرض عن الدّنيا کلّها و کيف هذا المقام المحمود * دعوا البيوت ثمّ اقبلوا الی الملکوت هذا ما ينفعکم فی الاخرة و الاولی يشهد بذلک مالک الجبروت لو انتم تعلمون *
٨٤ طوبی لملک قام علی نصرة امری فی مملکتی و انقطع عن سوآئی انّه من اصحاب السّفينة الحمرآء الّتی جعلها الله لاهل البهآء ينبغی لکلّ ان يعزّروه و يوقّروه و ينصروه ليفتح المدن بمفاتيح اسمی المهيمن علی من فی ممالک الغيب و الشّهود * انّه بمنزلة البصر للبشر و الغرّة الغرّآء لجبين الانشآء و رأس الکرم لجسد العالم انصروه يا اهل البهآء بالاموال و النّفوس *
٨٥ يا ملک النّمسة کان مطلع نور الاحديّة فی سجن عکّآء اذ قصدت المسجد الاقصی مررت و ما سئلت عنه بعد اذ رفع به کلّ بيت و فتح کلّ باب منيف * قد جعلناه مقبل العالم لذکری و انت نبذت المذکور اذ ظهر بملکوت الله ربّک و ربّ العالمين * کنّا معک فی کلّ الاحوال و وجدناک متمسّکاً بالفرع غافلاً عن الاصل انّ ربّک علی ما اقول شهيد * قد اخذتنا الاحزان بما رأيناک تدور لاسمنا و لا تعرفنا امام وجهک افتح البصر لتنظر هذا المنظر الکريم * و تعرف من تدعوه فی اللّيالی و الايّام و تری النّور المشرق من هذا الافق اللّميع *
٨٦ قل يا ملک برلين اسمع النّدآء من هذا الهيکل المبين * انّه لا اله الّا انا الباقی الفرد القديم * ايّاک ان يمنعک الغرور عن مطلع الظّهور او يحجبک الهوی عن مالک العرش و الثّری کذلک ينصحک القلم الاعلی انّه لهو الفضّال الکريم * اذکر من کان اعظم منک شأناً و اکبر منک مقاماً اين هو و ما عنده انتبه و لاتکن من الرّاقدين * انّه نبذ لوح الله ورآئه اذ اخبرناه بما ورد علينا من جنود الظّالمين* لذا اخذته الذّلّة من کلّ الجهات الی ان رجع الی التّراب بخسران عظيم * يا ملک تفکّر فيه و فی امثالک الّذين سخّروا البلاد و حکموا علی العباد قد انزلهم الرّحمن من القصور الی القبور اعتبر و کن من المتذکّرين *
٨٧ انّا ما اردنا منکم شيئاً انّما ننصحکم لوجه الله و نصبر کما صبرنا بما ورد علينا منکم يا معشر السّلاطين *
٨٨ يا ملوک امريقا و رؤسآء الجمهور فيها اسمعوا ما تغنّ به الورقآء علی غصن البقآء انّه لا اله الّا انا الباقی الغفور الکريم * زيّنوا هيکل الملک بطراز العدل و التّقی و رأسه باکليل ذکر ربّکم فاطر السّمآء کذلک يأمرکم مطلع الاسمآء من لدن عليم حکيم * قد ظهر الموعود فی هذا المقام المحمود الّذی به ابتسم ثغر الوجود من الغيب و الشّهود اغتنموا يوم الله انّ لقآئه خير لکم عمّا تطلع الشّمس عليها ان انتم من العارفين * يا معشر الامرآء اسمعوا ما ارتفع من مطلع الکبريآء انّه لا اله الّا انا النّاطق العليم * اجبروا الکسير بايادی العدل و کسّروا الصّحيح الظّالم بسياط اوامر ربّکم الامر الحکيم *
٨٩ يا معشر الرّوم نسمع بينکم صوت البوم ءاخذکم سکر الهوی ام کنتم من الغافلين * يا ايّتها النّقطة الواقعة فی شاطی البحرين قد استقرّ عليک کرسیّ الظّلم و اشتعلت فيک نار البغضآء علی شأن ناح بها الملأ الاعلی و الّذين يطوفون حول کرسیّ رفيع * نری فيک الجاهل يحکم علی العاقل و الظّلام يفتخر علی النّور و انّک فی غرور مبين * اغرّتک زينتک الظّاهرة سوف تفنی و ربّ البريّة و تنوح البنات و الارامل و ما فيک من القبآئل کذلک ينبّئک العليم الخبير *
٩٠ يا شواطی نهر الرّين قد رأيناک مغطّاة بالدّمآء بما سلّ عليک سيوف الجزآء و لک مرّة اخری و نسمع حنين البرلين ولو انّها اليوم علی عزّ مبين *
٩١ يا ارض الطّاء لا تحزنی من شیء قد جعلک الله مطلع فرح العالمين * لو يشآء يبارک سريرک بالّذی يحکم بالعدل و يجمع اغنام الله الّتی تفرّقت من الذّئاب انّه يواجه اهل البهآء بالفرح و الانبساط الا انّه من جوهر الخلق لدی الحقّ عليه بهآءالله و بهآء من فی ملکوت الامر فی کلّ حين *
٩٢ افرحی بما جعلک الله افق النّور بما ولد فيک مطلع الظّهور و سمّيت بهذا الاسم الّذی به لاح نيّر الفضل و اشرقت السّموات و الارضون *
٩٣ سوف تنقلب فيک الامور و يحکم عليک جمهور النّاس انّ ربّک لهو العليم المحيط * اطمئنّی بفضل ربّک انّه لا تنقطع عنک لحظات الالطاف سوف يأخذک الاطمينان بعد الاضطراب کذلک قضی الامر فی کتاب بديع *
٩٤ يا ارض الخآء نسمع فيک صوت الرّجال فی ذکر ربّک الغنیّ المتعال طوبی ليوم فيه تنصب رايات الاسمآء فی ملکوت الانشآء باسمی الابهی يومئذ يفرح المخلصون بنصر الله و ينوح المشرکون *
٩٥ ليس لاحد ان يعترض علی الّذين يحکمون علی العباد دعوا لهم ما عندهم و توجّهوا الی القلوب *
٩٦ يا بحر الاعظم رشّ علی الامم ما امرت به من لدن مالک القدم و زيّن هياکل الانام بطراز الاحکام الّتی بها تفرح القلوب و تقرّ العيون *
٩٧ و الّذی تملّک مائة مثقال من الذّهب فتسعة عشر مثقالاً لله فاطر الارض و السّمآء ايّاکم يا قوم ان تمنعوا انفسکم عن هذا الفضل العظيم * قد امرناکم بهذا بعد اذ کنّا غنيّاً عنکم و عن کلّ من فی السّموات و الارضين * انّ فی ذلک لحکم و مصالح لم يحط بها علم احد الّا الله العالم الخبير * قل بذلک اراد تطهير اموالکم و تقرّبکم الی مقامات لا يدرکها الّا من شآء الله انّه لهو الفضّال العزيز الکريم * يا قوم لا تخونوا فی حقوق الله و لا تصرّفوا فيها الّا بعد اذنه کذلک قضی الامر فی الالواح و فی هذا اللّوح المنيع * من خان الله يخان بالعدل و الّذی عمل بما امر ينزل عليه البرکة من سمآء عطآء ربّه الفيّاض المعطی الباذل القديم * انّه اراد لکم ما لا تعرفونه اليوم سوف يعرفه القوم اذا طارت الارواح و طويت زرابیّ الافراح کذلک يذکّرکم من عنده لوح حفيظ *
٩٨ قد حضرت لدی العرش عرآئض شتّی من الّذين امنوا و سئلوا فيها الله ربّ ما يری و ما لا يری ربّ العالمين * لذا نزّلنا اللّوح و زيّنّاه بطراز الامر لعلّ النّاس باحکام ربّهم يعملون * و کذلک سئلنا من قبل فی سنين متواليات و امسکنا القلم حکمة من لدنّا الی ان حضرت کتب من انفس معدودات فی تلک الايّام لذا اجبناهم بالحقّ بما تحيی به القلوب *
٩٩ قل يا معشر العلمآء لا تزنوا کتاب الله بما عندکم من القواعد و العلوم انّه لقسطاس الحقّ بين الخلق قد يوزن ما عند الامم بهذا القسطاس الاعظم و انّه بنفسه لو انتم تعلمون *
١٠٠ تبکی عليکم عين عنايتی لانّکم ما عرفتم الّذی دعوتموه فی العشیّ و الاشراق و فی کلّ اصيل و بکور * توجّهوا يا قوم بوجوه بيضآء و قلوب نورآء الی البقعة المبارکة الحمرآء الّتی فيها تنادی سدرة المنتهی انّه لا اله الّا انا المهيمن القيّوم *
١٠١ يا معشر العلمآء هل يقدر احد منکم ان يستنّ معی فی ميدان المکاشفة و العرفان او يجول فی مضمار الحکمة و التّبيان لا و ربّی الرّحمن کلّ من عليها فانٍ و هذا وجه ربّکم العزيز المحبوب *
١٠٢ يا قوم انّا قدّرنا العلوم لعرفان المعلوم و انتم احتجبتم بها عن مشرقها الّذی به ظهر کلّ امر مکنون * لو عرفتم الافق الّذی منه اشرقت شمس الکلام لنبذتم الانام و ما عندهم و اقبلتم الی المقام المحمود *
١٠٣ قل هذه لسمآء فيها کنز امّ الکتاب لو انتم تعقلون * هذا لهو الّذی به صاحت الصّخرة و نادت السّدرة علی الطّور المرتفع علی الارض المبارکة الملک لله الملک العزيز الودود *
١٠٤ انّا ما دخلنا المدارس و ما طالعنا المباحث اسمعوا ما يدعوکم به هذا الامّیّ الی الله الابدیّ انّه خير لکم عمّا کنز فی الارض لو انتم تفقهون *
١٠٥ انّ الّذی يأوّل ما نزّل من سمآء الوحی و يخرجه عن الظّاهر انّه ممّن حرّف کلمة الله العليا و کان من الاخسرين فی کتاب مبين *
١٠٦ قد کتب عليکم تقليم الاظفار و الدّخول فی مآء يحيط هياکلکم فی کلّ اسبوع و تنظيف ابدانکم بما استعملتموه من قبل ايّاکم ان تمنعکم الغفلة عمّا امرتم به من لدن عزيز عظيم * ادخلوا مآء بکراً و المستعمل منه لا يجوز الدّخول فيه ايّاکم ان تقربوا خزآئن حمّامات العجم من قصدها وجد رآئحتها المنتنة قبل وروده فيها تجنّبوا يا قوم و لا تکوننّ من الصّاغرين * انّه يشبه بالصّديد و الغسلين ان انتم من العارفين *و کذلک حياضهم المنتنة اترکوها و کونوا من المقدّسين * انّا اردنا ان نراکم مظاهر الفردوس فی الارض ليتضوّع منکم ما تفرح به افئدة المقرّبين * و الّذی يصبّ عليه المآء و يغسل به بدنه خير له و يکفيه عن الدّخول انّه اراد ان يسهّل عليکم الامور فضلاً من عنده لتکونوا من الشّاکرين *
١٠٧ قد حرّمت عليکم ازواج آبائکم انّا نستحيی ان نذکر حکم الغلمان اتّقوا الرّحمن يا ملأ الامکان و لا ترتکبوا ما نهيتم عنه فی اللّوح و لا تکونوا فی هيمآء الشّهوات من الهآئمين *
١٠٨ ليس لاحد ان يحرّک لسانه امام النّاس اذ يمشی فی الطّرق و الاسواق بل ينبغی لمن اراد الذّکر ان يذکر فی مقام بنی لذکر الله او فی بيته هذا اقرب بالخلوص و التّقوی کذلک اشرقت شمس الحکم من افق البيان طوبی للعاملين *
١٠٩ قد فرض لکلّ نفس کتاب الوصيّة و له ان يزيّن رأسه بالاسم الاعظم و يعترف فيه بوحدانيّة الله فی مظهر ظهوره و يذکر فيه ما اراد من المعروف ليشهد له فی عوالم الامر و الخلق و يکون له کنزاً عند ربّه الحافظ الامين *
١١٠ قد انتهت الاعياد الی العيدين الاعظمين امّا الاوّل ايّام فيها تجلّی الرّحمن علی من فی الامکان باسمآئه الحسنی و صفاته العليا و الاخر يوم فيه بعثنا من بشّر النّاس بهذا الاسم الّذی به قامت الاموات و حشر من فی السّموات و الارضين * و الاخرين فی يومين کذلک قضی الامر من لدن امر عليم *
١١١ طوبی لمن فاز باليوم الاوّل من شهر البهآء الّذی جعله الله لهذا الاسم العظيم * طوبی لمن يظهر فيه نعمة الله علی نفسه انّه ممّن اظهر شکر الله بفعله المدلّ علی فضله الّذی احاط العالمين * قل انّه لصدر الشّهور و مبدئها و فيه تمرّ نفحة الحيوة علی الممکنات طوبی لمن ادرکه بالرّوح و الرّيحان نشهد انّه من الفآئزين *
١١٢ قل انّ العيد الاعظم لسلطان الاعياد اذکروا يا قوم نعمة الله عليکم اذ کنتم رقدآء ايقظکم من نسمات الوحی و عرّفکم سبيله الواضح المستقيم *
١١٣ اذا مرضتم ارجعوا الی الحذّاق من الاطبّآء انّا ما رفعنا الاسباب بل اثبتناها من هذا القلم الّذی جعله الله مطلع امره المشرق المنير*
١١٤ قد کتب الله علی کلّ نفس ان يحضر لدی العرش بما عنده ممّا لا عدل له انّا عفونا عن ذلک فضلاً من لدنّا انّه هو المعطی الکريم *
١١٥ طوبی لمن توجّه الی مشرق الاذکار فی الاسحار ذاکراً متذکّراً مستغفراً و اذا دخل يقعد صامتاً لاصغآء ايات الله الملک العزيز الحميد * قل مشرق الاذکار انّه کلّ بيت بنی لذکری فی المدن و القری کذلک سمّی لدی العرش ان انتم من العارفين *
١١٦ و الّذين يتلون ايات الرّحمن باحسن الالحان اولئک يدرکون منها ما لا يعادله ملکوت ملک السّموات و الارضين * و بها يجدون عرف عوالمی الّتی لا يعرفها اليوم الّا من اوتی البصر من هذا المنظر الکريم * قل انّها تجذب القلوب الصّافية الی العوالم الرّوحانيّة الّتی لا تعبّر بالعبارة و لاتشار بالاشارة طوبی للسّامعين *
١١٧ انصروا يا قوم اصفيآئی الّذين قاموا علی ذکری بين خلقی و ارتفاع کلمتی فی مملکتی اولئک انجم سمآء عنايتی و مصابيح هدايتی للخلآئق اجمعين * و الّذی يتکلّم بغير ما نزّل فی الواحی انّه ليس منّی ايّاکم ان تتّبعوا کلّ مدّع اثيم * قد زيّنت الالواح بطراز ختم فالق الاصباح الّذی ينطق بين السّموات و الارضين * تمسّکوا بالعروة الوثقی و حبل امری المحکم المتين *
١١٨ قد اذن الله لمن اراد ان يتعلّم الالسن المختلفة ليبلّغ امرالله شرق الارض و غربها و يذکره بين الدّول و الملل علی شأن تنجذب به الافئدة و يحيی به کلّ عظم رميم *
١١٩ ليس للعاقل ان يشرب ما يذهب به العقل و له ان يعمل ما ينبغی للانسان لا ما يرتکبه کلّ غافل مريب *
١٢٠ زيّنوا رؤسکم باکليل الامانة و الوفآء و قلوبکم بردآء التّقوی و السنکم بالصّدق الخالص و هياکلکم بطراز الاداب کلّ ذلک من سجيّة الانسان لو انتم من المتبصّرين * يا اهل البهآء تمسّکوا بحبل العبوديّة لله الحقّ بها تظهر مقاماتکم و تثبت اسمآئکم و ترتفع مراتبکم و اذکارکم فی لوح حفيظ * ايّاکم ان يمنعکم من علی الارض عن هذا المقام العزيز الرّفيع * قد وصّيناکم بها فی اکثر الالواح و فی هذا اللّوح الّذی لاح من افقه نيّر احکام ربّکم المقتدر الحکيم *
١٢١ اذا غيض بحر الوصال و قضی کتاب المبدء فی المآل توجّهوا الی من اراده الله الّذی انشعب من هذا الاصل القديم *
١٢٢ فانظروا فی النّاس و قلّة عقولهم يطلبون ما يضرّهم و يترکون ما ينفعهم الا انّهم من الهآئمين *انّا نری بعض النّاس ارادوا الحرّيّه و يفتخرون بها اولئک فی جهل مبين *
١٢٣ انّ الحرّيّة تنتهی عواقبها الی الفتنة الّتی لا تخمد نارها کذلک يخبرکم المحصی العليم * فاعلموا انّ مطالع الحرّيّة و مظاهرها هی الحيوان و للانسان ينبغی ان يکون تحت سنن تحفظه عن جهل نفسه و ضرّ الماکرين * انّ الحرّيّة تخرج الانسان عن شئون الادب و الوقار و تجعله من الارذلين *
١٢٤ فانظروا الخلق کالاغنام لا بدّ لها من راعٍ ليحفظها انّ هذا لحقّ يقين * انّا نصدّقها فی بعض المقامات دون الاخر انّا کنّا عالمين *
١٢٥ قل الحرّيّة فی اتّباع اوامری لو انتم من العارفين * لو اتّبع النّاس ما نزّلناه لهم من سمآء الوحی ليجدنّ انفسهم فی حرّيّة بحتة طوبی لمن عرف مراد الله فيما نزّل من سمآء مشيّته المهيمنة علی العالمين* قل الحرّيّة الّتی تنفعکم انّها فی العبوديّة لله الحقّ و الّذی وجد حلاوتها لا يبدّلها بملکوت ملک السّموات و الارضين *
١٢٦ حرّم عليکم السّؤال فی البيان عفا الله عن ذلک لتسئلوا ما تحتاج به انفسکم لا ما تکلّم به رجال قبلکم اتّقوا الله و کونوا من المتّقين * اسئلوا ما ينفعکم فی امرالله و سلطانه قد فتح باب الفضل علی من فی السّموات الارضين *
١٢٧ انّ عدّة الشّهور تسعة عشر شهراً فی کتاب الله قد زيّن اوّلها بهذا الاسم المهيمن علی العالمين *
١٢٨ قد حکم الله دفن الاموات فی البلّور او الاحجار الممتنعة او الاخشاب الصّلبة اللّطيفة و وضع الخواتيم المنقوشة فی اصابعهم انّه لهو المقدّر العليم *
١٢٩ يکتب للّرجال ولله ما فی السّموات و الارض و ما بينهما و کان الله بکلّ شیء عليماً * و للورقات ولله ملک السّموات و الارض و ما بينهما و کان الله علی کلّ شیء قديراً * هذا ما نزّل من قبل و ينادی نقطة البيان و يقول يا محبوب الامکان انطق فی هذا المقام بما تتضوّع به نفحات الطافک بين العالمين * انّا اخبرنا الکلّ بان لا يعادل بکلمة منک ما نزّل فی البيان انّک انت المقتدر علی ما تشآء لا تمنع عبادک عن فيوضات بحر رحمتک انّک انت ذو الفضل العظيم * قد استجبنا ما اراد انّه لهو المحبوب المجيب * لو ينقش عليها ما نزّل فی الحين من لدی الله انّه خير لهم و لهنّ انّا کنّا حاکمين * قد بدئت من الله و رجعت اليه منقطعاً عمّا سواه و متمسّکاً باسمه الرّحمن الرّحيم * کذلک يختصّ الله من يشآء بفضل من عنده انّه لهو المقتدر القدير *
١٣٠ و ان تکفنوه فی خمسة اثواب من الحرير او القطن من لم يستطع يکتفی بواحدة منهما کذلک قضی الامر من لدن عليم خبير * حرّم عليکم نقل الميّت ازيد من مسافة ساعة من المدينة ادفنوه بالرّوح و الرّيحان فی مکان قريب *
١٣١ قد رفع الله ما حکم به البيان فی تحديد الاسفار انّه لهو المختار يفعل ما يشآء و يحکم ما يريد *
١٣٢ يا ملأ الانشآء اسمعوا ندآء مالک الاسمآء انّه يناديکم من شطر سجنه الاعظم انّه لا اله الّا انا المقتدر المتکبّر المتسخّر المتعالی العليم الحکيم * انّه لا اله الّا هو المقتدر علی العالمين * لو يشآء يأخذ العالم بکلمة من عنده ايّاکم ان تتوقّفوا فی هذا الامر الّذی خضع له الملأ الاعلی و اهل مدآئن الاسمآء اتّقوا الله و لا تکوننّ من المحتجبين * احرقوا الحجبات بنار حبّی و السّبحات بهذا الاسم الّذی به سخّرنا العالمين *
١٣٣ و ارفعنّ البيتين فی المقامين و المقامات الّتی فيها استقرّ عرش ربّکم الرّحمن کذلک يأمرکم مولی العارفین*
١٣٤ ايّاکم ان تمنعکم شئونات الارض عمّا امرتم به من لدن قویّ امين * کونوا مظاهر الاستقامة بين البريّة علی شأن لا تمنعکم شبهات الّذين کفروا بالله اذ ظهر بسلطان عظيم * ايّاکم ان يمنعکم ما نزّل فی الکتاب عن هذا الکتاب الّذی ينطق بالحقّ انّه لا اله الّا انا العزيز الحميد * انظروا بعين الانصاف الی من اتی من سمآء المشيّة و الاقتدار و لا تکوننّ من الظّالمين *
١٣٥ ثمّ اذکروا ما جری من قلم مبشّری فی ذکر هذا الظّهور و ما ارتکبه اولو الطّغيان فی ايّامه الا انّهم من الاخسرين * قال ان ادرکتم ما نظهره انتم من فضل الله تسئلون * ليمنّ عليکم باستوآئه علی سرآئرکم فانّ ذلک عزّ ممتنع منيع * ان يشرب کأس مآء عندکم اعظم من ان تشربنّ کلّ نفس مآء وجوده بل کلّ شیء ان يا عبادی تدرکون *
١٣٦ هذا ما نزّل من عنده ذکراً لنفسی لو انتم تعلمون * و الّذی تفکّر فی هذه الايات و اطّلع بما ستر فيهنّ من اللئالئ المخزونة تالله انّه يجد عرف الرّحمن من شطر السّجن و يسرع بقلبه اليه باشتياق لا تمنعه جنود السّموات و الارضين * قل هذا لظهور تطوف حوله الحجّة و البرهان کذلک انزله الرّحمن ان انتم من المنصفين* قل هذا روح الکتب قد نفخ به فی القلم الاعلی و انصعق من فی الانشآء الّا من اخذته نفحات رحمتی و فوحات الطافی المهيمنة علی العالمين *
١٣٧ يا ملأ البيان اتّقوا الرّحمن ثمّ انظروا ما انزله فی مقام اخر قال انّما القبلة من يظهره الله متی ينقلب تنقلب الی ان يستقرّ کذلک نزّل من لدن مالک القدر اذ اراد ذکر هذا المنظر الاکبر تفکّروا يا قوم و لا تکوننّ من الهآئمين * لو تنکرونه باهوآئکم الی ايّة قبلة تتوجّهون يا معشر الغافلين * تفکّروا فی هذه الاية ثمّ انصفوا بالله لعلّ تجدون لئالئ الاسرار من البحر الّذی تموّج باسمی العزيز المنيع *
١٣٨ ليس لاحد ان يتمسّک اليوم الّا بما ظهر فی هذا الظّهور هذا حکم الله من قبل و من بعد و به زيّن صحف الاوّلين * هذا ذکر الله من قبل و من بعد قد طرّز به ديباج کتاب الوجود ان انتم من الشّاعرين * هذا امرالله من قبل و من بعد ايّاکم ان تکونوا من الصّاغرين * لا يغنيکم اليوم شیء و ليس لاحد مهرب الّا الله العليم الحکيم * من عرفنی قد عرف المقصود من توجّه الیّ قد توجّه الی المعبود کذلک فصّل فی الکتاب و قضی الامر من لدی الله ربّ العالمين * من يقرء اية من اياتی لخير له من ان يقرء کتب الاوّلين و الاخرين * هذا بيان الرّحمن ان انتم من السّامعين * قل هذا حقّ العلم لو انتم من العارفين *
١٣٩ ثمّ انظروا ما نزّل فی مقام اخر لعلّ تدعون ما عندکم مقبلين الی الله ربّ العالمين * قال لا يحلّ الاقتران ان لم يکن فی البيان و ان يدخل من احد يحرم علی الاخر ما يملک من عنده الّا و ان يرجع ذلک بعد ان يرفع امر من نظهره بالحقّ او ما قد ظهر بالعدل و قبل ذلک فلتقربنّ لعلّکم بذلک امر الله ترفعون * کذلک تغرّدت الورقآء علی الافنان فی ذکر ربّها الرّحمن طوبی للسّامعين *
١٤٠ يا ملأ البيان اقسمکم بربّکم الرّحمن بان تنظروا فيما نزّل بالحقّ بعين الانصاف و لا تکوننّ من الّذين يرون برهان الله و ينکرونه الا انّهم من الهالکين * قد صرّح نقطة البيان فی هذه الاية بارتفاع امری قبل امره يشهد بذلک کلّ منصف عليم * کما ترونه اليوم انّه ارتفع علی شأن لا ينکره الّا الّذين سکّرت ابصارهم فی الاولی و فی الاخری لهم عذاب مهين *
١٤١ قل تالله انّی لمحبوبه و الان يسمع ما ينزل من سمآء الوحی و ينوح بما ارتکبتم فی ايّامه خافوا الله و لا تکوننّ من المعتدين * قل يا قوم ان لن تؤمنوا به لا تعترضوا عليه تالله يکفی ما اجتمع عليه من جنود الظّالمين *
١٤٢ انّه قد انزل بعض الاحکام لئلّا يتحرّک القلم الاعلی فی هذا الظّهور الّا علی ذکر مقاماته العليا و منظره الاسنی و انّا لمّا اردنا الفضل فصّلناها بالحقّ و خفّفنا ما اردناه لکم انّه لهو الفضّال الکريم *
١٤٣ قد اخبرکم من قبل بما ينطق به هذا الذّکر الحکيم * قال و قوله الحقّ انّه ينطق فی کلّ شأن انّه لا اله الّا انا الفرد الواحد العليم الخبير * هذا مقام خصّه الله لهذا الظّهور الممتنع البديع * هذا من فضل الله ان انتم من العارفين * هذا من امره المبرم و اسمه الاعظم و کلمته العليا و مطلع اسمآئه الحسنی لو انتم من العالمين * بل به تظهر المطالع و المشارق تفکّروا يا قوم فيما نزّل بالحقّ و تدبّروا فيه و لا تکوننّ من المعتدين *
١٤٤ عاشروا مع الاديان بالرّوح و الرّيحان ليجدوا منکم عرف الرّحمن ايّاکم ان تأخذکم حميّة الجاهليّة بين البريّة کلّ بدء من الله و يعود اليه انّه لمبدء الخلق و مرجع العالمين *
١٤٥ ايّاکم ان تدخلوا بيتاً عند فقدان صاحبه الّا بعد اذنه تمسّکوا بالمعروف فی کلّ الاحوال و لا تکوننّ من الغافلين *
١٤٦ قد کتب عليکم تزکية الاقوات و ما دونها بالزّکوة هذا ما حکم به منزل الايات فی هذا الرّقّ المنيع * سوف نفصّل لکم نصابها اذا شآء الله و اراد انّه يفصّل ما يشآء بعلم من عنده انّه لهو العلّام الحکيم *
١٤٧ لا يحلّ السّؤال و من سئل حرّم عليه العطآء قد کتب علی الکلّ ان يکسب و الّذی عجز فللوکلآء و الاغنيآء ان يعيّنوا له ما يکفيه اعملوا حدود الله و سننه ثمّ احفظوها کما تحفظون اعينکم و لا تکوننّ من الخاسرين *
١٤٨ قد منعتم فی الکتاب عن الجدال و النّزاع و الضّرب و امثالها عمّا تحزن به الافئدة و القلوب * من يحزن احداً فله ان ينفق تسعة عشر مثقالاً من الذّهب هذا ما حکم به مولی العالمين* انّه قد عفا ذلک عنکم فی هذا الظّهور و يوصيکم بالبرّ و التّقوی امراً من عنده فی هذا اللّوح المنير * لا ترضوا لاحد ما لا ترضونه لانفسکم اتّقوا الله و لا تکوننّ من المتکبّرين * کلّکم خلقتم من المآء و ترجعون الی التّراب تفکّروا فی عواقبکم و لا تکوننّ من الظّالمين * اسمعوا ما تتلو السّدرة عليکم من ايات الله انّها لقسطاس الهدی من الله ربّ الاخرة و الاولی و بها تطير النّفوس الی مطلع الوحی و تستضیء افئدة المقبلين * تلک حدود الله قد فرضت عليکم و تلک اوامر الله قد امرتم بها فی اللّوح اعملوا بالرّوح و الرّيحان هذا خير لکم ان انتم من العارفين *
١٤٩ اتلوا ايات الله فی کلّ صباح و مسآء انّ الّذی لم يتل لم يوف بعهد الله و ميثاقه و الّذی اعرض عنها اليوم انّه ممّن اعرض عن الله فی ازل الازال اتّقنّ الله يا عبادی کلّکم اجمعون * لا تغرّنّکم کثرة القرآئة و الاعمال فی اللّيل و النّهار لو يقرء احد اية من الايات بالرّوح و الرّيحان خير له من ان يتلو بالکسالة صحف الله المهيمن القيّوم * اتلوا ايات الله علی قدر لا تأخذکم الکسالة و الاحزان لا تحملوا علی الارواح ما يکسلها و يثقلها بل ما يخفّها لتطير باجنحة الايات الی مطلع البيّنات هذا اقرب الی الله لو انتم تعقلون *
١٥٠ علّموا ذرّيّاتکم ما نزّل من سمآء العظمة و الاقتدار ليقرئوا الواح الرّحمن باحسن الالحان فی الغرف المبنيّة فی مشارق الاذکار * انّ الّذی اخذه جذب محبّة اسمی الرّحمن انّه يقرء ايات الله علی شأن تنجذب به افئدة الرّاقدين * هنيئاً لمن شرب رحيق الحيوان من بيان ربّه الرّحمن بهذا الاسم الّذی به نسف کلّ جبل باذخ رفيع *
١٥١ کتب عليکم تجديد اسباب البيت بعد انقضآء تسع عشرة سنة کذلک قضی الامر من لدن عليم خبير * انّه اراد تلطيفکم و ما عندکم اتّقوا الله و لا تکوننّ من الغافلين * و الّذی لم يستطع عفا الله عنه انّه لهو الغفور الکريم *
١٥٢ اغسلوا ارجلکم کلّ يوم فی الصّيف و فی الشّتآء کلّ ثلثة ايّام مرّة واحدة
١٥٣ و من اغتاظ عليکم قابلوه بالرّفق و الّذی زجرکم لا تزجروه دعوه بنفسه و توکّلوا علی الله المنتقم العادل القدير *
١٥٤ قد منعتم عن الارتقآء الی المنابر من اراد ان يتلو عليکم ايات ربّه فليقعد علی الکرسیّ الموضوع علی السّرير و يذکر الله ربّه و ربّ العالمين * قد احبّ الله جلوسکم علی السّرر و الکراسیّ لعزّ ما عندکم من حبّ الله و مطلع امره المشرق المنير *
١٥٥ حرّم عليکم الميسر و الافيون اجتنبوا يا معشر الخلق و لا تکوننّ من المتجاوزين * ايّاکم ان تستعملوا ما تکسل به هياکلکم و يضرّ ابدانکم انّا ما اردنا لکم الّا ما ينفعکم يشهد بذلک کلّ الاشيآء لو انتم تسمعون *
١٥٦ اذا دعيتم الی الولآئم و العزآئم اجيبوا بالفرح و الانبساط و الّذی وفی بالوعد انّه امن من الوعيد * هذا يوم فيه فصّل کلّ امر حکيم *
١٥٧ قد ظهر سرّ التّنکيس لرمز الرّئيس طوبی لمن ايّده الله علی الاقرار بالسّتّة الّتی ارتفعت بهذه الالف القآئمة الا انّه من المخلصين * کم من ناسک اعرض و کم من تارک اقبل و قال لک الحمد يا مقصود العالمين * انّ الامر بيد الله يعطی من يشآء ما يشآء و يمنع عمّن يشآء ما اراد يعلم خافية القلوب و ما يتحرّک به اعين اللّامزين * کم من غافل اقبل بالخلوص اقعدناه علی سرير القبول و کم من عاقل رجعناه الی النّار عدلاً من عندنا انّا کنّا حاکمين * انّه لمظهر يفعل الله ما يشآء و المستقرّ علی عرش يحکم ما يريد *
١٥٨ طوبی لمن وجد عرف المعانی من اثر هذا القلم الّذی اذا تحرّک فاحت نسمة الله فيما سواه و اذا توقّف ظهرت کينونة الاطمينان فی الامکان تعالی الرّحمن مظهر هذا الفضل العظيم * قل بما حمل الظّلم ظهر العدل فيما سواه و بما قبل الذّلّة لاح عزّ الله بين العالمين *
١٥٩ حرّم عليکم حمل الات الحرب الّا حين الضّرورة و احلّ لکم لبس الحرير قد رفع الله عنکم حکم الحدّ فی اللّباس و اللّحی فضلاً من عنده انّه لهو الامر العليم * اعملوا ما لا تنکره العقول المستقيمة و لا تجعلوا انفسکم ملعب الجاهلين * طوبی لمن تزيّن بطراز الاداب و الاخلاق انّه ممّن نصر ربّه بالعمل الواضح المبين *
١٦٠ عمّروا ديار الله و بلاده ثمّ اذکروه فيها بترنّمات المقرّبين * انّما تعمر القلوب باللّسان کما تعمر البيوت و الدّيار باليد و اسباب اخر قد قدّرنا لکلّ شیء سبباً من عندنا تمسّکوا به و توکّلوا علی الحکيم الخبير *
١٦١ طوبی لمن اقرّ بالله و اياته و اعترف بانهّ لا يسئل عمّا يفعل هذه کلمة قد جعلها الله طراز العقآئد واصلها و بها يقبل عمل العاملين * اجعلوا هذه الکلمة نصب عيونکم لئلّا تزلّکم اشارات المعرضين *
١٦٢ لو يحلّ ما حرّم فی ازل الازال او بالعکس ليس لاحد ان يعترض عليه و الّذی توقّف فی اقلّ من ان انّه من المعتدين *
١٦٣ و الّذی ما فاز بهذا الاصل الاسنی و المقام الاعلی تحرّکه ارياح الشّبهات و تقلّبه مقالات المشرکين * من فاز بهذا الاصل قد فاز بالاستقامة الکبری حبّذا هذا المقام الابهی الّذی بذکره زيّن کلّ لوح منيع * کذلک يعلّمکم الله ما يخلّصکم عن الرّيب و الحيرة و ينجّيکم فی الدّنيا و الاخرة انّه هو الغفور الکريم * هو الّذی ارسل الرّسل و انزل الکتب علی انّه لا اله الّا انا العزيز الحکيم *
١٦٤ يا ارض الکاف و الرّآء انّا نراک علی ما لا يحبّه الله و نری منک ما لا اطّلع به احد الّا الله العليم الخبير * و نجد ما يمرّ منک فی سرّ السّرّ عندنا علم کلّ شیء فی لوح مبين * لا تحزنی بذلک سوف يظهر الله فيک اولی بأس شديد يذکروننی باستقامة لا تمنعهم اشارات العلمآء و لا تحجبهم شبهات المريبين * اولئک ينظرون الله باعينهم و ينصرونه بانفسهم الا انّهم من الرّاسخين *
١٦٥ يا معشر العلمآء لمّا نزّلت الايات و ظهرت البيّنات رأيناکم خلف الحجبات ان هذا الّا شیء عجاب * قد افتخرتم باسمی و غفلتم عن نفسی اذ اتی الرّحمن بالحجّة و البرهان * انّا خرقنا الاحجاب ايّاکم ان تحجبوا النّاس بحجاب اخر کسّروا سلاسل الاوهام باسم مالک الانام و لا تکوننّ من الخادعين * اذا اقبلتم الی الله و دخلتم هذا الامر لا تفسدوا فيه و لا تقيسوا کتاب الله باهوآئکم هذا نصح الله من قبل و من بعد يشهد بذلک شهدآء الله و اصفيآئه انّا کلّ له شاهدون *
١٦٦ اذکروا الشّيخ الّذی سمّی بمحمّد قبل حسن و کان من اعلم العلمآء فی عصره لمّا ظهر الحقّ اعرض عنه هو و امثاله و اقبل الی الله من ينقّی القمح و الشّعير * و کان يکتب علی زعمه احکام الله فی اللّيل و النّهار و لمّا اتی المختار ما نفعه حرف منها لو نفعه لم يعرض عن وجه به انارت وجوه المقرّبين * لو امنتم بالله حين ظهوره ما اعرض عنه النّاس و ما ورد علينا ما ترونه اليوم اتّقوا الله و لا تکوننّ من الغافلين *
١٦٧ ايّاکم ان تمنعکم الاسمآء عن مالکها او يحجبکم ذکر عن هذا الذّکر الحکيم * استعيذوا بالله يا معشر العلمآء و لا تجعلوا انفسکم حجاباً بينی و بين خلقی کذلک يعظکم الله و يأمرکم بالعدل لئلّا تحبط اعمالکم و انتم غافلون * انّ الّذی اعرض عن هذا الامر هل يقدر ان يثبت حقّاً فی الابداع لا و مالک الاختراع ولکنّ النّاس فی حجاب مبين * قل به اشرقت شمس الحجّة و لاح نيّر البرهان لمن فی الامکان اتّقوا الله يا اولی الابصار و لا تنکرون * ايّاکم ان يمنعکم ذکر النّبیّ عن هذا النّبأ الاعظم او الولاية عن ولاية الله المهيمنة علی العالمين * قد خلق کلّ اسم بقوله و علّق کلّ امر بامره المبرم العزيز البديع * قل هذا يوم الله لا يذکر فيه الّا نفسه المهيمنة علی العالمين * هذا امر اضطرب منه ما عندکم من الاوهام و التّماثيل *
١٦٨ قد نری منکم من يأخذ الکتاب و يستدلّ به علی الله کما استدلّت کلّ ملّة بکتابها علی الله المهيمن القيّوم * قل تالله الحقّ لا تغنيکم اليوم کتب العالم و لا ما فيه من الصّحف الّا بهذا الکتاب الّذی ينطق فی قطب الابداع انّه لا اله الّا انا العليم الحکيم *
١٦٩ يا معشر العلمآء ايّاکم ان تکونوا سبب الاختلاف فی الاطراف کما کنتم علّة الاعراض فی اوّل الامر اجمعوا النّاس علی هذه الکلمة الّتی بها صاحت الحصاة الملک لله مطلع الايات کذلک يعظکم الله فضلاً من عنده انّه لهو الغفور الکريم *
١٧٠ اذکروا الکريم اذ دعوناه الی الله انّه استکبر بما اتّبع هواه بعد اذ ارسلنا اليه ما قرّت به عين البرهان فی الامکان و تمّت حجّة الله علی من فی السّموات و الارضين * انّا امرناه بالاقبال فضلاً من الغنیّ المتعال انّه ولّی مدبراً الی ان اخذته زبانية العذاب عدلاً من الله انّا کنّا شاهدين *
١٧١ اخرقنّ الاحجاب علی شأن يسمع اهل الملکوت صوت خرقها هذا امرالله من قبل و من بعد طوبی لمن عمل بما امر ويل للتّارکين *
١٧٢ انّا ما اردنا فی الملک الّا ظهور الله و سلطانه و کفی بالله علیّ شهيداً * انّا ما اردنا فی الملکوت الّا علوّ امرالله و ثنآئه و کفی بالله علیّ وکيلاً * انّا ما اردنا فی الجبروت الّا ذکر الله و ما نزّل من عنده و کفی بالله معيناً *
١٧٣ طوبی لکم يا معشر العلمآء فی البهآء تالله انتم امواج البحر الاعظم و انجم سمآء الفضل و الوية النّصر بين السّموات و الارضين * انتم مطالع الاستقامة بين البريّة و مشارق البيان لمن فی الامکان طوبی لمن اقبل اليکم ويل للمعرضين * ينبغی اليوم لمن شرب رحيق الحيوان من يد الطاف ربّه الرّحمن ان يکون نبّاضاً کالشّريان فی جسد الامکان ليتحرّک به العالم و کلّ عظم رميم *
١٧٤ يا اهل الانشآء اذا طارت الورقآء عن ايک الثّنآء و قصدت المقصد الاقصی الاخفی ارجعوا ما لا عرفتموه من الکتاب الی الفرع المنشعب من هذا الاصل القويم *
١٧٥ يا قلم الاعلی تحرّک علی اللّوح باذن ربّک فاطر السّمآء ثمّ اذکر اذ اراد مطلع التّوحيد مکتب التّجريد لعلّ الاحرار يطّلعنّ علی قدر سمّ الابرة بما هو خلف الاستار من اسرار ربّک العزيز العلّام * قل انّا دخلنا مکتب المعانی و التّبيان حين غفلة من فی الامکان و شاهدنا ما انزله الرّحمن و قبلنا ما اهداه لی من ايات الله المهيمن القيّوم * و سمعنا ما شهد به فی اللّوح انّا کنّا شاهدين * و اجبناه بامر من عندنا انّا کنّا امرين *
١٧٦ يا ملأ البيان انّا دخلنا مکتب الله اذ انتم راقدون * و لاحظنا اللّوح اذ انتم نآئمون * تالله الحقّ قد قرئناه قبل نزوله و انتم غافلون * قد احطنا الکتاب اذ کنتم فی الاصلاب هذا ذکری علی قدرکم لا علی قدر الله يشهد بذلک ما فی علم الله لو انتم تعرفون * و يشهد بذلک لسان الله لو انتم تفقهون * تالله لو نکشف الحجاب انتم تنصعقون *
١٧٧ ايّاکم ان تجادلوا فی الله و امره انّه ظهر علی شأن احاط ما کان و ما يکون * لو نتکلّم فی هذا المقام بلسان اهل الملکوت لنقول قد خلق الله ذلک المکتب قبل خلق السّموات و الارض و دخلنا فيه قبل ان يقترن الکاف برکنها النّون * هذا لسان عبادی فی ملکوتی تفکّروا فيما ينطق به لسان اهل جبروتی بما علّمناهم علماً من لدنّا و ما کان مستوراً فی علم الله و ما ينطق به لسان العظمة و الاقتدار فی مقامه المحمود *
١٧٨ ليس هذا امر تلعبون به باوهامکم و ليس هذا مقام يدخل فيه کلّ جبان موهوم * تالله هذا مضمار المکاشفة و الانقطاع و ميدان المشاهدة و الارتفاع لا يجول فيه الّا فوارس الرّحمن الّذين نبذوا الامکان اولئک انصار الله فی الارض و مشارق الاقتدار بين العالمين *
١٧٩ ايّاکم ان يمنعکم ما فی البيان عن ربّکم الرّحمن تالله انّه قد نزّل لذکری لو انتم تعرفون * لا يجد منه المخلصون الّا عرف حبّی و اسمی المهيمن علی کلّ شاهد و مشهود * قل يا قوم توجّهوا الی ما نزّل من قلمی الاعلی ان وجدتم منه عرف الله لا تعترضوا عليه و لا تمنعوا انفسکم عن فضل الله و الطافه کذلک ينصحکم الله انّه لهو النّاصح العليم *
١٨٠ ما لا عرفتموه من البيان فاسئلوا الله ربّکم و ربّ ابآئکم الاوّلين * انّه لو يشآء يبيّن لکم ما نزّل فيه و ما ستر فی بحر کلماته من لئالئ العلم و الحکمة انّه لهو المهيمن علی الاسمآء لا اله الّا هو المهيمن القيّوم *
١٨١ قد اضطرب النّظم من هذا النّظم الاعظم و اختلف التّرتيب بهذا البديع الّذی ما شهدت عين الابداع شبهه*
١٨٢ اغتمسوا فی بحر بيانی لعلّ تطّلعون بما فيه من لئالئ الحکمة و الاسرار * ايّاکم ان توقّفوا فی هذا الامر الّذی به ظهرت سلطنة الله و اقتداره اسرعوا اليه بوجوه بيضآء هذا دين الله من قبل و من بعد من اراد فليقبل و من لم يرد فانّ الله لغنیّ عن العالمين *
١٨٣ قل هذا لقسطاس الهدی لمن فی السّموات و الارض و البرهان الاعظم لو انتم تعرفون * قل به ثبت کلّ حجّة فی الاعصار لو انتم توقنون * قل به استغنی کلّ فقير و تعلّم کلّ عالم و عرج من اراد الصّعود الی الله ايّاکم ان تختلفوا فيه کونوا کالجبال الرّواسخ فی امر ربّکم العزيز الودود *
١٨٤ قل يا مطلع الاعراض دع الاغماض ثمّ انطق بالحقّ بين الخلق تالله قد جرت دموعی علی خدودی بما اراک مقبلاً الی هواک و معرضاً عمّن خلقک و سوّاک اذکر فضل مولاک اذ ربّيناک فی اللّيالی و الايّام لخدمة الامر اتّق الله و کن من التّائبين * هبنی اشتبه علی النّاس امرک هل يشتبه علی نفسک خف عن الله ثمّ اذکر اذ کنت قآئماً لدی العرش و کتبت ما القيناک من ايات الله المهيمن المقتدر القدير * ايّاک ان تمنعک حميّة عن شطر الاحديّة توجّه اليه و لا تخف من اعمالک انّه يغفر من يشآء بفضل من عنده لا اله الّا هو الغفور الکريم * انّما ننصحک لوجه الله ان اقبلت فلنفسک و ان اعرضت انّ ربّک غنیّ عنک و عن الّذين اتّبعوک بوهم مبين * قد اخذ الله من اغواک فارجع اليه خاضعاً خاشعاً متذلّلاً انّه يکفّر عنک سيّئاتک انّ ربّک لهو التّوّاب العزيز الرّحيم *
١٨٥ هذا نصح الله لو انت من السّامعين * هذا فضل الله لو انت من المقبلين *هذا ذکر الله لو انت من الشّاعرين * هذا کنز الله لو انت من العارفين *
١٨٦ هذا کتاب اصبح مصباح القدم للعالم و صراطه الاقوم بين العالمين * قل انّه لمطلع علم الله لو انتم تعلمون * و مشرق اوامر الله لو انتم تعرفون *
١٨٧ لا تحملوا علی الحيوان ما يعجز عن حمله انّا نهيناکم عن ذلک نهياً عظيماً فی الکتاب کونوا مظاهر العدل و الانصاف بين السّموات و الارضين *
١٨٨ من قتل نفساً خطأً فله دية مسلّمة الی اهلها و هی مائة مثقال من الذّهب اعملوا بما امرتم به فی اللّوح و لا تکوننّ من المتجاوزين *
١٨٩ يا اهل المجالس فی البلاد اختاروا لغة من اللّغات ليتکلّم بها من علی الارض و کذلک من الخطوط انّ الله يبيّن لکم ما ينفعکم و يغنيکم عن دونکم انّه لهو الفضّال العليم الخبير * هذا سبب الاتّحاد لو انتم تعلمون * و العلّة الکبری للاتّفاق و التّمدّن لو انتم تشعرون* انّا جعلنا الامرين علامتين لبلوغ العالم الاوّل و هو الأسّ الاعظم نزّلناه فی الواح اخری و الثّانی نزّل فی هذا اللّوح البديع *
١٩٠ قد حرّم عليکم شرب الافيون انّا نهيناکم عن ذلک نهياً عظيماً فی الکتاب و الّذی شرب انّه ليس منّی * اتّقوا الله يا اولی الالباب *