مورخ ٢٧ آگوست ١٩١١ در تونون (به سويسرا): درباره غفلت و دوری خلق از حق

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

مورخ ٢٧ آگوست ١٩١١ در تونون (به سويسرا):
درباره غفلت و دوری خلق از حق 1

(خطابات جلد اول، ص. ۱۰ـ۱۲)

هُوالله

ايها الحاضرون الی متی هذا الهجوع و السبات الی متی هذا الرجوع القهقری و الی متی هذا الجهل و العمی و الی متی هذه الغفلة و الشقاء و الی متی هذا الظلم و الاعتساف و الی متی هذا البغض و الاختلاف و الی متی الحمية الجاهلية و الی متی التمسک بالاوهام الواهية و الی متی النزاع و الجدال و الی متی الکفاح و النزال و الی متی التعصب الجنسی و الی متی التعصب الوطنی و الی متی التعصب السياسی و الی متی التعصب المذهبی؟ أ لم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلو بهم لذکر اللّه؟ هل ختم اللّه علی القلوب ام غشت الأبصار غشاوة الاعتساف او لم تنتبه النفوس الی ان اللّه قد فاضت فيوضاته علی العموم خلق الخلق بقدرته و رزق الکل برحمته و ربی الکل بربوبتيّه؟ لا تری فی خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل تری من فطور. فلنتبع الرب الجليل فی حسن السياسة و حسن المعاملة و الفضل و الجود و لنترک الجور و الطغيان و لنلتئم التئام ذوی القربی بالعدل و الاحسان و لنمتزج امتزاج الماء و الراح و لنتحد اتحاد الارواح. و لا نکاد ان نؤسس سياسة اعظم من سياسة اللّه و لا نقدر ان نجد شيئاً يوافق عالم الانسان اعظم من فيوضات اللّه و لکم اسوة حسنة فی الرب الجليل فلا تبدلوا نعمة اللّه. و هی الالفة التامة فی هذا السبيل. عليکم يا عباد اللّه بترک الاختلاف وتأسيس الائتلاف والحب والانصاف و العدل و عدم الاعتساف.

ايها الحاضرون قد مضت القرون الاولی وطوی بساط البغضاء و الشحناء حيث اشرق هذا القرن بانوار ساطعة و فيوضات لامعة و آثار ظاهرة و آيات باهرة و الانوار کاشفة للظلام دافعة للآلام داعية للائتلاف قامعة للاختلاف . الا ان الابصار قد قرت و ان الآذان قد وعت و ان العقول قد ادرکت ان الاديان الالهية مبنية علی الفضائل الانسانية. و منها الالفة و الوداد بين العموم و الوحدة و الاتفاق بين الجمهور. يا قوم أ لستم من سلالة واحدة أ لستم افناناً و اوراقاً من دو حة واحدة أ لستم مشمولين بلحظات اعين الرحمانية أ لستم مستغرقين فی بحار الرحمة من الحضرة الو حدانية أ لستم عبيداّ للعتبة الر بانية . هل انتم فی ريب ان الأنبياء کلّهم من عند اللّه و ان الشرائع قد تحققت بکلمة اللّه. و ما بعثهم اللّه الا للتعليم و تربية الانسان و تثقيف عقول البشر و التدرج الی المعارج العالية من الفلاح و النجاح و قد ثبت بالبرهان الساطع ان الانبياء اختار هم اللّه رحمة للعالمين و ليسوا نقمة للسائرين و کلهم دعوا الی الهدی و تمسّکوا بالعروة الو ثقی حتی انقذوا الامم السافلة من حضيض الجهل والعمی الی اوج الفضل و النهی. فمن امعن النظر فی حقيقة التاريخ المنبئة الکاشفة لحقائق الاسرار من القرون الاولی يتحقق عنده بان موسی عليه السلام انقذ بنی اسرائيل من الذل و الهوان و الأسر و الخذلان و رباهم بتأييد من شديد القوی حتی اوصلهم الی اوج العزّة و العلی. و مهد لهم السعادة الکبری و من اللّه عليهم بعد ما استضعفوا فی الارض و جعلهم ائمة من ورثة الکتاب و حملة لفصل الخطاب حتی کان منهم عظماء الرجال وانبياء اسسوا لهم السعادة و الاقبال. و هذا برهان ساطع واضح علی نبوته عليه السلام. و اما المسيح الجليل کلمة اللّه و روح اللّه المؤيّد بالانجيل فقد بعثه اللّه بين قوم ذلت رقابهم و خضعت اعناقهم و خشعت اصواتهم لسلطة الرومان فنفخ فيهم روح الحيات و احياهم بعدالممات و جعلهم ائمة فی ارض خضعت لهم الرومان و خشعت لهم اليونان و طبق الارض صيتهم الی هذا الاوان.

و اما الرسول الکريم محمد المصطفی عليه الصلاة والتسليم فقد بعثه اللّه فی واد غير ذی زرع لانبات به بين قبائل متنافرة و شعوب متحاربة و اقوام ساقطة فی حضيض الجهل و العمی لا يعلمون من دحاها ولا يعرفون حرفاً من الکتاب و لا يدرکون فصلامن الخطاب . اقوام متشتة فی بادية العرب يعيشون فی صحراء من الرمال بلبن النياق و قليل من النخيل و الاعناب فما کانت بعثته عليه السلام الا کنفخ الروح فی الاجساد او کايقاد سراج منير فی حالک من الظلام فتنورت تلک البادية الشاسعة القاحلة الخاوية بتلک الانوار الساطعة علی الارجاء فانتهض القوم من رقد الضلال و تنورت ابصار هم بنور الهدی فی تلک الايام فاتسعت عقولهم و انتعشت نفوسهم و انشرحت صدورهم بايات التوحيد فرتلت عليهم بابدع الالحان. و بهذا الفيض الجليل قد نجحوا و وصلوا الی الاوج العظيم حتی شاعت و ذاعت فضائلهم فی الآفاق. فاصبحوا نجوماً ساطعة الاشراق فانظروا الی الآثار الکاشفة للاسرار حيّ تنصفوا بان ذلک الرجل الجليل کان مبدأ الفيض لذلک القوم الضئيل و سراج الهدی لقبائل خاضت فی ظلام الهوی و اوصلهم الی العزة و الاقبال و مکنهم من حيات طيبة فی الاخرة و الاولی.أ ما کانت هذه القوة الباهرة الخارقة للعادة برهاناً کافياً علی تلک النبوة الساطعة.

لعمراللّه ان کل منصف من البشر يشهد بملء اليقين ان هؤلاء الرجال کانوا اعلام الهدی بين الوری و رايات الآيات الخافقة علی صروح المجد فی کل الجهات. وتلک العصبة الجليلة استشرقت فاشرقت و استضأت فاضأت و استفاضت فافاضت واقتبست الانوار من حيّز ملکوت الاسرار و سطعت بانوار الوحی علی عالم الافکار. ثم ان هذه النجوم الساطعة من افق الحقيقة ائتلفت واتحدت و اتفقت و بشر کل سلف عن کل خلف. و صدق کل خلف نبوة کل سلف. فما بالکم انتم ياقوم تختلفون و تتجادلون و تتنازعون و لکم اسوة حسنة فی هذه المظاهر النورانية والمطالع الرحمانية ومهابط الوحی العصبة الربانية وهل بعد هذا البرهان يجوزالارتياب والتمسک باوهام اوهن من بيت العنکبوت و ما انزل اللّه بها من سلطان.

يا قوم البدار البدار الی الالفة. عليکم بترک البغضاء و الشحناء عليکم بترک الجدال عليکم بدفع الضلال عليکم بکشف الظلام عليکم بتحری الحقيقة فی ما مضی من الايام. فاذا ائتلفتم اغتنمتم واذا اختلفتم اعتسفتم عن سبيل الهدی. و غضضتم النظر عن الحقيقة و النهی و خضتم فی بحور الوهم و الهوی ان هذا لضلالة مهلکة للوری. و اما اذا اتحدتم وامتزجتم و ائتلفتم فيؤيدکم شديد القوی بصلح و صلاح و حب و سلام و حيات طيبة و عزة ابدية و سعادت سرمدية و السلام علی من اتبع الهدی.



  1. نطق مبارک در تونون(به سویسرا) در دوشنبه ۳ رمضان سنه ۱۳۲۹ مطابق ٢٧ آگوست سنه ١٩١١
منابع
پیوست‌ها
Tablet audio