هو الله - الحمد للّه الّذی أنطق الورقاء بأحسن اللغی فی حديقة الرحمن علی الاغصان بأبدع الالحان.

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

۷

هو الله

الحمد للّه الّذی أنطق الورقاء بأحسن اللغی فی حديقة الرحمن علی الاغصان بأبدع الالحان. فاهتزّت و ابتهجت و انتعشت و انجذبت من نفحاتها الحقائق القدسيّة المجرّدة الصافيّة الّتی انطبعت من أشعّة ساطعة عن شمس الحقيقة و اشتعلت بالنار الموقدة من السدرة الربّانيّة فی الحقيقة الانسانيّة.

عند ذلک هتفت بالتهليل و التکبير فی ذکر ربّها العزيز القدير و أطلقت اللسان و قالت سبحان من أنطقها بثنائه فی حديقة الوجود بمزامير آل داود و علّمها حکمه و اسراره و جعلها مهبط الهامه و مشرق أنواره و مطلع آثاره و ذلّ کلّ رقبة بقوّة بيانه و خضع کلّ عنق بظهور برهانه.

و أصلّی و أسلّم علی الحقيقة الکلّيّة الفائقة فی بدء الوجود الفائضة علی کلّ موجود المبعوث فی المقام المحمود المنعوت بالظلّ الممدود فی اليوم المشهود الوسيلة العظمی و الواسطة الکبری صلوات اللّه عليه و آله فی الآخرة و الأولی

ايّها الفاضل الجليل ذو المجد الأثيل ان شئت الصعود الی الأوج الأعلی من دائرة الوجود فعليک ببصر حديد فی هذا العصر المجيد. حتّی تری نور الهدی ساطعاً من الافق الأعلی و أشرقت الأرض بنور ربّها و تعرض لنفحات اللّه فانّها من رياض القدس جنّة الفردوس و اقصد وادی طوی بقلب منجذب الی العلی تجد الهداية الکبری علی النار الموقدة فی الشجرة المبارکة الناطقة فی طور سيناء و أخرج يدا بيضآء تتلألأ بالانوار بين ملأ الاخيار.

لعمرک أيّها النحرير لمثلک الناقد البصير يليق العروج الی أعلی فلک البروج. فاخلع هذا الثوب البالی الرثيث و البس حلل التقديس و انشر اجنحة العرفان و اقصد ملکوت الرحمن و اسمع الحان طيور القدس فی أعلی فروع السدرة المنتهی لعمرک تحيی العظم الرميم و تشفی صدوراً انشرحت لمحبّة اللّه و لها حظّ عظيم.

دع الحیاة ‌الدنیا وشؤونها التی تؤل الی الفناء و ربک الأعلی انها أحلام بل أوهام عند اولی النهی انما الحیاة حیاة الروح متحلیا بالفضائل التی توقد و تضیء مصباحها فی ملکوت الانشاء و لله المثل الأعلی

فان شئت حیاة طیبة فانثر بذر الحکمة فی أرض طیبة طاهرة تنبت لک فی کل حبة سبع سنابل خضر مبارکة و ان قصدت البنیان فی صقع الامکان فانشأ صرحا مجیدا مشید الارکان أصله ثابت فی النقطة الجاذبة الوسطی فی الحضیض الأدنی و أعلی غرفاتها فی أوج الاثیر الأسمی و اشرب رحیق المعانی من الکأس الانیق فی الرفیق الأعلی مرکز دائرة الموهبة العظمی و قطب فلک المنحة الکبری و مشرق الهدی و مطلع أنوار ربک الأعلی قسما بشوقی الیک ما دعانی لبث هذا الحدیث الا جذبة حبک و شدة ولائک و شغف ودادک و اختر لنفسک أعظم آمالی التی قصرت یدی عن نوالها و لا توءاخذنی فی کشف الغطاء عن وجه عطاء ربک و ما کان عطاء ربک محظورا و انظر نظرة ممعن فی القرون الاولی و شؤونها و آثارها و أطوارها و أعیانها و ما طرأت فیها من عجائب أحوالها و غرائب أسرارها و اختلاف مشارب رجالها و تفاوت أذواق اعلامها فان أخبار الاسلاف تذکرة و عبرة للاخلاف ثم اختر لنفسک ما شئت فعلیک بثبات أمتن بنیانا و أجلی تبیانا و أعظم برهانا و أقوی سلطانا و أظهر نورا و أکمل و أتم حبورا و أحلی رزقا و أشد شوقا و أسرع علاجا و أقوم منهاجا و أنور سراجا و أعظم موهبة و أکمل منحة بل أقوی قوة حیاة و روح نجاة لجسد الامکان لعمرک کل من علیها فان و یبقی وجه ربک ذو الجلال و الاکرام

ان استطعت ان تظل فی ظل الوجه أمنت الفناء و حظیت بالبقاء و تلألأت فی الافق المبین بنور أضاء منه ملکوت السموات و الأرضین و ینطوی بساط القبول و یمتد فراش الخمول و لا تذر السیول الا الطلول و یهوی المترفون من القصور الی القبور و تأخذهم السکرات و تشتد بهم الحسرات و لات حین مناص و لا تسمع لهم صوتا و لا رکزا فاما الزبد فیذهب جفاء و اما ما ینفع الناس فیمکث فی الأرض ”فی الذاهبین الاولین من القرون لنا بصائر“ و ان کنت أیدک الله فی الرأی السدید و الحذق الشدید تفکر فیما تعود به هذه الملة‌ البیضآء الی نشئتها الاولی و منزلتها السامیة العلیا قسما بعاقد لوائها و شمس ضحاها و نور هداها و مؤسس بنیانها لیس لها الا قوة ملکوتیة الهیة تجدد قمیصها الرثیث و تنبت عرقها الاثیث و تنقذها من حضیض سقوطها و هاء هبوطها الی میم مرکزها و أوج معراجها الا هی لها الا هی لها هی لها و السلام علی من اتبع الهدی


منابع