هو الله - ایها الزائر لمطاف الارواح المخلص فی دین الله…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

۱۰

هو الله

ایها الزائر لمطاف الارواح المخلص فی دین الله طوبی لام ولدتک و طوبی لثدی رضعت لبنه و طوبی لحضن تربیت فیه لانک أدرکت یوم الرب و استعدت للدخول فی ملکوته و أخلصت وجهک لوجهه الکریم و آمنت بالنور المبین و انشرحت بالفیض العظیم و لبیت لنداء ربک بقلب خافق سلیم و حضرت فی البقعة السامیة من تلک الاقالیم و مرغت جبینک بالتربة الطاهرة الزکیة الطیبة التی انتشرت نفحات قدسها علی الارجاء انتشار المسک الزکی الی القطر السحیق. اذا أشکر ربک الرحمن الرحیم علی هذا الفوز العظیم و الفیض الجلیل. و أما ما سألت عن الروح و رجوعه الی هذا العالم الناسوتی و الحیز العنصری اعلم ان الروح کلیاته تنقسم الی الاقسام الخمسة روح نباتی، روح حیوانی، روح انسانی، روح ایمانی، روح قدسی الهی.

أما الروح النباتی فهو القوة النامیة التی تنبعث من امتزاج العناصر المنفردة و معاونة الماء و الهواء و الحرارة و أما الروح الحیوانی فهو القوة حساسة منبعثة من امتزاج و امتصاص عناصر حیة متولدة فی الاحشاء مدرکة للمحسوسات.

و أما الروح الانسانی عبارة عن القوة الناطقة المدرکة للکلیات و المعقولات و المحسوسات فهذه الارواح فی اصطلاح کتب الوحی و عرف أهل الحقیقة لا تعد روحا لان حکمها حکم سائر الکائنات من حیث الکون و الفساد و الحدوث و التغییر و الانقلاب کما هو مصرح فی الانجیل حیث یقول ”دع الموتی لیدفنوها الموتی“ المولود من الجسد جسد هو و المولود من الروح فهو الروح. و الحال ان الذی کان یدفن ذلک المیت کان حیا بحیاة نباتیة و روح حیوانی و روح ناطق انسانی. اما المسیح له المجد حکم بموته و عدم حیاته حیث ان ذلک الشخص کان محروما من الروح الایمانی الملکوتی و بالجملة هذه الارواح الثلاثة لا عود لها و لا رجوع لها بل انها تحت الانقلابات و الحدوث و الفساد

أما الروح الایمانی الملکوتی عبارة عن الفیض الشامل و الفوز الکامل و القوة القدسیة و التجلی الرحمانی من شمس الحقیقة علی الحقائق النورانیة المستفیضة من حضرة الفردانیة و هذا الروح به حیوة الروح الانسانی اذا اید به کما قال المسیح له المجد ”المولود من الروح فهو الروح“ و هذا الروح له عود و رجوع لأنه عبارة عن نور الحق و الفیض المطلق و نظرا لهذا الشأن و المقام المسیح له المجد حکم بان یوحنا المعمدان هو ایلیا الموعود ان یأتی قبل المسیح و مثل هذا المقام مثل السرج الموقدة انها من حیث الزجاجات و المشاکی تختلف و أما من حیث النور واحد و من حیث الاشراق واحد

بل کل واحد عبارة عن الآخر لا تعدد و لا اختلاف و لاتکثر و لا افتراق هذا هو الحق و ما بعد الحق الا الضلال. و أما قضیة الثالوث اعلم ایها المقبل الی الله ان فی کل دور من الادوار التی أشرقت الانوار علی الآفاق و ظهر الظهور و تجلی الرب الغفور فی الفاران أو السینا أو الساعیر لابد من ثلاثة. الفائض و الفیض و المستفیض. المجلی و التجلی و المتجلی علیه. المضیء و الضیاء و المستضیء. أنظر فی الدور الموسوی. الرب و موسی و الواسطة النار. و فی کور المسیح الاب و الابن و الواسطة روح القدس. و فی الدور المحمدی الرب و الرسول و الواسطة جبرئیل. أنظر الی الشمس و شعاعها و الحرارة التی تحدث من شعاعها الشعاع و الحرارة أثران من آثار الشمس و لکن ملازمان لها و منبعثان منها. و أما الشمس واحدة فی ذاتها منفردة فی حقیقتها متوحدة فی صفاتها فلا یمکن أن یشابهها شیء من الاشیاء هذا جوهر التوحید و حقیقة التفرید و ساذج التقدیس و أما مسئلة الفداء من الفادی المقدس فقد بینت لک شفاها ستارها مفصلا واضحا خالیا عن الاوهام و أوضحت لک وضوح الشمس فی رابعة النهار و اسئل الله ان یفتح علیک الابواب حتی تدرک بنفسک حقائق الاسرار انه هو المؤید الکریم الرحیم (ع ع)


منابع