هو الله - الحمد لله الذی أنشأ حقیقة نورانیة و کینونة…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

۱۶

هو الله

الحمد لله الذی أنشأ حقیقة نورانیة و کینونة رحمانیة و هویة ربانیة و کلمة جامعة و آیة کاملة و نقطة کلیة. و تجلی علیها بجماله و جلاله و کماله و أسمائه و صفاته و شؤونه و أفعاله فتفصلت و تشعبت و تفرقت و تکثرت و أحاطت بشؤونها و ظهورها و شهودها و وجودها و مثلها و آثارها و أطوارها حقائق الکائنات و هویات الموجودات. و الصلاة و السلام علی أشرف نقطة فی دائرة الوجود و أعلی مصدر فی قوس النزول و الصعو.د الکلمة الوحدانیة و الآیة الفردانیة و الحقیقة الوجدانیة و الواسطة الرحمانیة. و علی آله و صحبه و نصرائه و تابعیه و تابع تابعیه الی یوم الدین و الحمد لله رب العالمین.

و بعد یا ایها النحریر قد انبعث فی قلبی فرط الاشواق الیک. و اهتز فؤادی لودادی معک و أحببت المخاطبة بواسطة المکاتبة لعلی أحوز علی ما یتصل به روابط المحبة. و تشتد به أزمة الالفة الغیبیة القدیمة الفائضة من عالم الارواح الی عالم الاجسام. و ابتهل الی الحی القیوم ان یرفع الحجاب و ینزع النقاب عن وجه الامر و تظهر الحقیقة عند حضرتک ظهور الشمس فی رابعة النهار و انک لتعلم ان الامر عظیم عظیم. ولا یطلع بأسرار الله الا کل ذی قلب سلیم. و ألقی السمع و هو شهید و حضرتکم واقفون بأن الآیات التی تتعلق بالساعة و اشراطها کلها متشابهة و لا یعلم تأویلها الا الله و الراسخون فی العلم. و اتضرع الی الله ان یجعلکم من الراسخین فی العلم الثابتین بالحلم الواقفین باسرار الله. و الکاشفین لآثار الله. و لا یخفی علی ذلک الالمعی ان النظر و الاستدلال. ما لم یکن مؤیدا بالمکاشفة و الشهود لا یغنی من الحق شیئا و ان أهل الاستدلال اختلفوا من حیث العقائد و الاقوال و الآراء فلو کان میزانهم قسطاسا مستقیما لما اختلف الاشراقیون و المشائیون و الرواقیون و المتکلمون حتی اشتد الاختلاف بین کل زمرة من هؤلاء و کلهم من أهل النظر و الاستدلال فنعم ما قال

”پای استدلالیان چوبین بود پای چوبین سخت بی تمکین بود“

و انک یا ایها الفاضل الجلیل لتعلم بان موازین الادراک عند القوم أربعة أنواع، میزان حسی، و میزان عقلی، و میزان نقلی، و میزان الهامی، فاما المیزان الحسی أعظم وسائطه البصر. و خطئه واضح مشهود بالبداهة عند أهل النظر فان البصر یری السراب ماء و الظل ساکنا و النقطة الجوالة دائرة و الاجسام العظیمة صغیرة و أما المیزان العقلی الذی یعول علیه أهل النظر و الاستدلال فخطأه واضح البرهان و ان أصحابه اختلفوا فی أکثر المسائل و الآراء فلو کان میزانا مستقیما لما اختلفوا فی مسألة ما و المیزان النقلی أیضا لیس مدار الایقان و الاطمئنان لان النقل لا یستنبط معانیه الا العقل فاذا کان العقل ضعیف الادراک کلیل البرهان بدیهی الخطاء کثیر الزلات فکیف استنباطه و ادراکاته. و أما المیزان الالهامی ایضا لا یخلو من الزلة و السهو حیث ان الالهام کما عرف القوم عبارة عن الواردات القلبیة و الخطورات عن وساوس شیطانیة فاذا حصل هذه الحال فی قلب من القلوب انی یعلم انها الهامات ربانیة أو وساوس شیطانیة اذا ما بقی الا المکاشفة و الشهود فعلیک بها و علیک بها و أنت لها و أنت لها دقق النظر فیما رواه مسلم فی صحیحه و البخاری.

”ان الله تعالی یتجلی فینکر و یتعوذ منه فیتحول لهم فی الصورة التی عرفوه فیها فیقرون بعد الانکار“ اذا ظهر ان الحقیقة خلاف ما هو مسلم عند العموم و ان العموم غافلون عنها منکرون لقائلها و ناقلها و الظاهر بها و ان الحقائق الالهیة مخالفة لما هو مسلم عند القوم. و أما سمعت ان النحریر الشهیر فخر الرازی بکی یوما و سأله أحد من أصدقائه عن سبب بکائه فقال مسألة اعتقدت بها منذ ثلاثین سنة تبین لی الساعة بدلیل لائح لی ان الامر علی خلاف ما کان عندی فبکیت و قلت لعل الذی لاح لی أیضا یکون مثل الأول. اذا یا ایها المتعارج الی أوج الفنون دع ما کان و ما یکون من العلوم. و توجه بقلبک و روحک الی الجمال المعلوم الی متی تعتکف فی زاویة الخمول فاصعد الی أوج القبول و الی متی تسکن فی وهدة الحیرة و الذهول. فاعرج الی فلک العرفان بجناح موهبة ربک الغفور. و دع أوهام العوام و ظنون الذین جعلهم الله شر الانعام و انظر بالبصر الحدید. فی هذا الکور المجید و الدور الجدید لتری ان الآیات ظاهرة کالرایات و ان بینات فیض ربک أحاطت الأرضین و السموات و ان المواهب کشف نقابها و فاض سحابها و أشرقت نجومها و لاحت شموسها .و ان الحدائق تأنقت و ان بحور المعانی تموجت و تدفقت، و ان ریاض الاسرار صدحت طیورها و ان حیاض العرفان خاضت و سبحت حیتانها و ان غیاض الایقان زأرت لیوثها تالله الحق لو تصل الی هذا المقام لتری کل الوجود فی ظلک و لن تذهل عن هذه النعمة العظمی و لو هجمت علیک الجنود بالسهام و السنان و التحیة و الثناء علیک فی أولاک و أخراک (ع ع)


منابع