هو الرب الرحیم - یا أبناء الملکوت، إن سلطان الملکوت…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

۲۲

هو الرب الرحیم

یا أبناء الملکوت، إن سلطان الملکوت قد استقر علی سریر الناسوت و ان شمس عوالم اللاهوت قد سطعت و لاحت من أفق الجبروت. العزة لها و السلطنة لها و العظمة لها و لمن استضاء بنورها و استفاض من فیض جودها و ان رب الجنود الموعود فی التوراة و بلسان داود قد ساق أجواق ملائکته و أفواج کتائبه و برکته الی مشارق الأرض و مغارب البسیطة و نزلوا فی میادین الکفاح و معترک النزال. و هجموا علی أحزاب الظلمات و جنود الضلالة بلمعات ساطعات فخرقوا منهم الصفوف و کسروا منهم الألوف و استضائت الأرجاء و أضاء وجه السماء و تلئلأت الانوار و انکشف الظلام بسطوع نور انتشر من نار الشجرة المبارکة فی فردوس الرب الجلیل و تهلل وجه المخلصین و تهلهل السن الربانیین و اغبر وجوه الفریسیین و الحمد لله رب العالمین.

و أنتم یا أبناء الملکوت مثلکم ما نطق به روح القدس فی الانجیل الجلیل ان أمیرا کریما مدد مائدة رعناء مزینة بجمیع النعماء و الآلاء و فیها ما تشتهی الانفس و تلذ به أعین الأصدقاء و تحلو به ذائقة الوجهاء و تفرح به قلوب الاتقیاء و دعا الیها الکبراء و الامراء و العلماء. فلما أتی المیقات و أعدت الاقوات من الذ نعماء متنوعات أحجم المدعوون عن الحضور و أظهروا العذر الموفور و تأخروا عن الرفد المرفود و الورد المورود. عند ذلک نادی الامیر کل کبیر و صغیر و قریب و غریب و أجلسهم علی المائدة و أطعمهم من ألذ الطعام بأوفر انعام و أعظم اکرام. حیث ان الوجهاء ما کان لهم نصیب من تلک النعماء و أما الطائفة الاخری کانوا أهلا لتلک الآلاء و أنتم یا أبناء الملکوت فی تلک الارجاء الشاسعة و الانحاء الواسعة بما کنتم أهلا لهذه المنح الرحمانیة و النعم الربانیة بعث الله الیکم نفسا زکیة تهدیکم الی هذه المائدة القدسیة السمائیة. و تدلکم الی هذه الانوار الساطعة من ملکوت ربکم و الفیوضات النازلة من سماء جبروت بارئکم فیا فرحا لکم من هذه المواهب و یا سرورا لکم من هذه الرغائب و یا طربا لکم من هذه الموائد و یا طوبی لکم من هذه الالطاف التی هی نسمة الله تیقظ کل نائم و روح الله تحیی کل عظم رمیم هالک استبشروا استبشروا استیقظوا استیقظوا فسوف تنتشر هذه الروائح المحییة للارواح و تبهر هذه الانوار الکاشفة للظلام. هنیئا لمشام تعطر من تلک الروائح و بشارة لکل بصیرة تنورت من هذه الانوار فی الخواتم و الفواتح (ع ع)


منابع