هو الله - أیها الفرع الکریم من السدرة الرحمانیة قد…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

۲۵

هو الله

أیها الفرع الکریم من السدرة الرحمانیة قد قضت سنون و شهور بل مضت أحقاب و دهور و ما أرسلت الیک قمیصا مع البشیر برید عنایة ربک الغفور. تالله الحق ان القلب لفی شجن، و أن الجسد لفی محن، و ان الاحشاء لفی زفرات. و ان الأعین لفی عبرات. و ان الافئدة لفی حسرات من ظلم أورث الظلام من ذئاب ضاریة و کلاب عقورة ساطیة علی احباء الله و أمنائه و أوداء الله و حلفاء حبه قد هجموا هجوم الیهود. و صالوا کما یصول الدب الحقود و لدغوا لدغة الحیة الرقطاء. و عبثوا بأحباء الله کالذئب الکاسر فی جبال شمال الغبراء. تالله ان أعین حوریات القدس فاضت بالدموع فی غرفات الفردوس و ارتفعت منهن أصوات الرثاء و نحیب البکاء کالامرأة الثکلاء و ضجت قلوب الملأ الأعلی

و ناح و صاح ثم ندبهم أهل ملکوت الأبهی یا أسفا علی احباء الله و یا حسرة علی الاشقیاء بما هتکوا حرمة الله و فتکوا بأمناء الله و افترسوا أغنام الله و سجنوهم فی أمکنة مظلمة دهماء و مسوهم بعذاب ألیم من سیاط و مقامع من حدید لمساء ثم أخرجوهم و قطعوهم اربا اربا و هجموا علیهم بسیوف و سهام و رماح و سنان و سواطیر و ظبات و جعلوهم مقطعة المفاصل و الجوارح و الأعضاء و حرقوهم بنار البغضاء و أضرموا علیهم نیران العداوة الکبری و أعدموهم فی لهیب نار تلظی.

أی رب ما سمع منهم النحیب فی السجن الألیم و لا صعد منهم الحنین تحت مقامع من حدید و لا روی منهم الأنین تحت سیوف کل جبار عنید و لا ارتفع منهم الضجیج فی أجیج النار الشدید رضاء بقضائک و تسلیما لأرادتک و انجذابا الی ملکوتک و اشتعالا بنار محبتک و شوقا للقائک.

أی رب لما أخرجوهم من السجون تحت السلاسل و الأغلال فی الأعناق و فی أرجلهم الکبول و شاهدوا الجموع عصابة الشرور صائلة ساطیة بسهام و سنان و نصال و ظبات و سیف مسلول طفحت قلوبهم بالسرور و امتلئت روحا و ریحانا و حبور و ناجوا بلسانهم و جنانهم أی رب لک الحمد بما أنعمت علینا بهذه الموهبة الکبری و أکملت علینا عطیتک العظمی و شرفتنا بهذا الفوز العظیم و أهرقت دمائنا فی سبیل محبتک یا ربنا الکریم

أی رب ان الأرواح مستبشرة بالصعود الیک و القلوب طافحة بالسرور للوفود علیک و الصدور منشرحة للحضور بین یدیک فاقبل منا الدم المهراق فی فراقک و الثار المسفوک للسلوک فی مناهجک و الأجسام المطروحة علی التراب فی محبتک و الأکباد المستهدفة للسهام فی سبیلک و القلوب المشبکة بالسنان فی طاعتک و الرؤوس المقطوعة بالحسام فی عبودیتک و الأجساد المحروقة بالنیران فی غیبتک هذا ما ناجوک به یا الهی عند صعود أرواحهم الی ملکوت تقدیسک و عروج نفوسهم الی جبروت تنزیهک.

أی رب أفض علی قلبی من فیوضات انقطاعهم عن دونک و اشرح صدری بنفحات عبقت من حدائق قلوبهم و نور وجهی بأنوار سطعت من وجوههم طریحا علی التراب شهیدا بین الوری قتیلا مجندلا علی الثری متقطع الاعضاء اربا اربا لأفوز بما فازوا و ألوذ بما لاذوا و أشرب الکأس الطافحة بالالطاف کما شربوا و أنال ما نالوا ما أحلی یا الهی سم الردی فی حبک و ما الذ مر الفناء فی سبیلک کانها مر الشمول من ید بدیع الشمائل بین حیاض و ریاض و خمائل اللهم بارک علی ببرکتهم و ارزقنی تحیتهم و احشرنی معهم تحت لوائک و ادخلنی فی زمرتهم فی جنة لقائک و آنسنی بجمالهم فی حدیقة عطائک انک أنت الموفق المعطی الکریم الرحیم المنان (ع ع)


منابع