۲۹

هو الله

یا من انجذب بنفحات الله، قد وردنی کتاب کریم یتضمن معنی بدیع ممن له فی العلم حظ عظیم و لسان فصیح و بیان بلیغ و أخذنی السکر من صهباء معانیها و رنحنی بما أدرکنی نسائم محبة الله الهابة من ریاض مبانیها. ولله درک ایها الفاضل البلیغ و المترسل الفصیح بما أوجزت و أعجزت و أطنبت و أعجبت و أسهبت و أطربت و ما هذا الا من فضل ربک الجلیل فی هذا العصر الجدید فاستبشر ببشارات الله بما کشف الغطاء و أجزل العطاء و أنقذ من الخطاء و تجلی علی الفؤاد فوضع سبیل الرشاد و اتسع باب الفتوح حتی جاهدت بقلب مشروح. و آنست الابرار و اطلعت بالاسرار و دخلت محفل أولی الارواح و تجرعت اقداح الراح من ید مصباح الهدی و یوقد و یضیء فی زجاج الملأ الأعلی و یشرق علی العوالم کلها من مرکز ملکوته الأبهی

و انی لاناجی فی جنح اللیل الداجی لمن یسمع النجوی ان یؤیدک بالهام من شدید القوی حتی تدرکک هواتف العلی ببشارات تسمع من کل الاشیاء التهلیل و التکبیر فی ذکر ربک الأعلی. و تطلع بأسرار محبوبک الأبهی و تنکشف لک غوامض المسائل التی سئلتنی عنها و طلبت حلها و بیانها. و انی لی ان یجول قلمی فی میادین الاوراق بشروح ضافیة الذیل وافیة السیل عن حقیقة الاشراق و لکن لحبی ایاک و تعلق قلبی بالفاضل الجلیل رفیع الرفیع أتعرض بکلام موجز اللفظ فی بیان أول مسئلة من غوامض المسائل التی سئلت عنها مع تفاقم الامر و تلاطم البحر و عدم المجال و شدة الاعتلال فی هذه الایام التی ارتعدت من شدائدها فرائص رجال کراسیات الجبال

و هو منحة فی هذه الایام فاعرف قدر هذه المنحة التی اختصصت بها مع تزاحم الشواغل و تشابک الاشغال و ارتباک الخواطر و تشتت الافکار فی اللیل و النهار فیا أیها العالم الفاضل و السری الکامل. اعلم ان حقیقة الالوهیة الذات البحت و المجهول النعت لا تدرکه العقول و الابصار و لا تحیط بها الافهام و الافکار کل بصیرة قاصرة عن ادراکها و کل صفقة خاسرة فی عرفانها انی لعناکب الاوهام ان تنسج بلعابها فی زوایا ذلک القصر المشید و تطلع بخبایا لم یطلع علیها کل ذی بصر حدید. و من أشار الیه أثار الغبار و زاد الخفاء خلف الاستار بل هی تبرهن عن جهل عظیم و تدل علی الحجاب الغلیظ فلیس لنا السبیل و لا الدلیل الی ادراک ذلک الامر الجلیل حیث السبیل مسدود و الطلب مردود و لیس له عنوان علی الاطلاق و لا نعت عند أهل الاشراق. فاضطررنا علی الرجوع الی مطلع نوره و مرکز ظهوره و مشرق آیاته و مصدر کلماته و مهما تذکر من المحامد و النعوت و الاسماء الحسنی و الصفات العلیا کلها ترجع الی هذا المنعوت و لیس لنا الا التوجه فی جمیع الشئون الی ذلک المرکز المعهود و المظهر الموعود و المطلع المشهود.

و الا نعبد حقیقة موهومة مقصورة فی الاذهان مخلوقة مردودة ضربأ من الاوهام دون الوجدان فی عالم الانسان. و هذا أعظم من عبادة الاوثان فالاصنام لها وجود فی عالم الکیان. و أما الحقیقة الألوهیة المتصورة فی العقول و الاذهان لیست الا وهم و بهتان لان الحقیقة الکلیة الالهیة المقدسة عن کل نعت و أوصاف لا تدخل فی حیز العقول و الأفکار حتی یتصورها الانسان. و هذا أمر بدیهی البرهان مشهود فی عالم العیان و لا یحتاج الی البیان. اذا مهما شئت و افتکرت من العنوان العالی و الاوصاف المتعالی کلها راجعة الی مظهر الظهور و مطلع النور المتجلی علی الطور. قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن فایا ما تدعوا فله الاسماء الحسنی فاشکر الله بما أحببتک بکل قلبی و أجبتک بقلمی و بینت لک البیان الواضح الجلی فی هذه المسئلة التی عظمت عند أولی العلم و الحجی و ما هذا الا بفضل محبوبک الأبهی و أما المسائل الأخری کلها مشروحة فی الزبر و الألواح فارجع الیها تراها مشروحة العلل هینة الاسباب فی کل محل ثم استدرک الامر بالتفکر و التعمق و التوجه الی الله و التفکر فی کلمات الله و مذاکرة الفاضل الرشید الفرید الوحید فی ذلک القطر السحیق رفیع الرفیع زاده الله بسطة فی العلم و الفضل و سقاه رحیقا من عصیر هذا العصر ان ربی لیؤیده بالطاف یزید عن الحصر و علیک التحیة و الثناء (ع ع)