هو الله - أیتها المقبلة إلی الله إنی أخذت تحریرک المورخ…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

۳۲

هو الله

أیتها المقبلة إلی الله إنی أخذت تحریرک المورخ بثالث می سنة ألف و تسعمائة و ثلاث واطلعت بمضمونه البدیع الدلیل علی توجهک الی ملکوت السموات و تعلق قلبک بنفثات روح القدس فی هذه الاوقات یا أمة الله ان عنوانی هو عبدالبهاء فخاطبینی بهذا العنوان الجلیل المعنی طوبی لک بما انجذب قلبک بنفحات الله واطلعت باسرار الله و تقربت الی الله و کشف الله عن بصرک الغطاء فرأیت عبدالبهاء مرة بعد أخری ثم اعلمی ان تعالیمی هو الحب الخالص لعموم الخلق و الرحمة الواسعة لکل انسان یا أمة الله سترین بعین السرور ان طیر محبة الله منتشر الجناح علی الآفاق و ذلک سبب تعالیم بهاء الله لانها روح الوجود فی جسد الامکان و انها النور الساطع علی آفاق الامکان و أما ما سئلت بأی وسیلة یمکن الحصول علی التعالیم رأسا من عبدالبهاء اعلمی ان الوسیلة العظمی هی محبة الله لانها قوة کاشفة للغطاء مدرکة لحقائق الاشیاء نافذة فی قلوب الانسان جامعة لأغنام الله من کل ملل فی الآفاق و هی الرابطة العظمی بین القلوب و الارواح

و أما اتحاد النفس و الروح فالنفس اذا أخذته نفثات روح القدس تتحد مع الروح اتحاد المرآت مع الشمس فتتجلی بأنوارها الساطعة فی هذه المرآت الصافیة و أما مسئلة الرجوع الی هذه الدنیا الفانیة فهذه الدنیا دار العذاب و دار البلاء و دار الشقاء فالرجوع الیها عقاب أیضا لکل انسان من الملوک و المملوک

یا أمة الله هل أبصرت فی هذه الدنیا انسانا سعیدا من جمیع الجهات و محفوظا من کل بلاء لا و الله فلا بد لکل بشر من غم فکیف الانسان یحب الرجوع الیها و الی هذه العیشة الضنکة المحاطة بأنواع البلاء بل الروح کطیر محصور فی قفس الجسد متی تکسر هذا القفس طارت الطیر الی ریاض الملکوت بکل سرور و حبور

و أما ما سئلت ان بعض النفوس سعیدة فی هذه الدنیا و بعضها فی أشد بلاء فما السبب لهذا اعلمی ان حکمة الله اقتضت التنوع و الاختلاف فی المعیشة و لو لا التنوع ما انتظمت الامور و ما تکمل الوجود و لو کانت الاشجار کلها نوعا واحدا و کلها رشیقة بدیعة لما کان لها صفاء و بهاء و نضارة و کمال فبتنوع الاشجار حصل الانتظام و اللطافة و الصفاء و ترتبت الآفاق فلکل انسان مصاب بالبلاء لمکافات فی ملکوت الله لان حیاة الدنیا کلها کرب و بلاء فتختلف بحسب الدرجات فالملوک لهم تعب و بلاء و المملوک له محنة و شقاء فبالنسبة الملوک فی النعیم و المملوک فی الجحیم و لکن فی نفس الامر الملوک أیضا فی بلاء عظیم و لا یستریح فی الدنیا انسان و لا یطمئن قلب و لا یستبشر روح بل کلهم محفوفون بنوع من البلاء و المکافات علی تحمل البلاء فی ملکوت الله و انی أسأل الله ان یجعلک آیة الهدی و الناطقة بالثناء علی جمال الأبهی و یهدی الله بک نفوسا کثیرة تنجذب بنفحات الله و علیک التحیة و الثناء (ع ع)

فی ٦ جون سنة ١٩٠٣


منابع