هو الله - قال الله تعالی ربّ المشرقين و ربّ المغربين…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

۵۷

هو الله

قال الله تعالی ربّ المشرقين و ربّ المغربين الی آخر الآیة يا ايّها الناظر الی الجمال الانور و المتمسّک بالذیل الاطهر و المتشبّث بالعروة الوثقی تشبّث المبتهل المتبتّل المتضرّع الی الجليل الاکبر اعلم انّ النيّر الاعظم و النور الاقدم عند طلوعه و سطوعه عن مشرق العالم علی سائر الأمم

له مطلعان و مشرقان و أفقان و مغربان أفق آفاقی امکانی عینی فی الخارج و أفق أنفسی قلبی روحانی علمی وجدانی فی الذهن فهذا النيّر النورانی و الکوکب الرحمانی و البدر الربّانی و الشمس الّتی لیس لها ثان له طلوع و سطوع من أفق الآفاق و شروق و ظهور من أفق الانفس کما قال الله تعالی

سنریهم آیاتنا فی الآفاق و فی أنفسهم حتّی يتبيّن لهم انّه الحقّ فانظر بعین البصیرة و بصر الحقیقة فی الادوار العظیمة و الاکوار القدیمة لتری حقیقة معانی هذه الآیات المبارکة مشخّصة مجسّمة کاشفة لکلّ حجاب رافعة لکلّ نقاب واضحة البرهان لائحة التبیان فاذا نظرت الی هذا الکون العظیم تری آثارهم ناشرة و أنوارهم منتشرة و شعائرهم باهرة و شریعتهم شائعة و طریقتهم ذائعة و دینهم المبین محیطا علی العالمین و نورهم العظیم منیرا من آفاق السموات و الأرضین طریقتهم هی المثلی و الویتهم هی الخافقة فوق الصروح العلیا فهذا اشراقهم و تجلّيهم و ظهورهم من مشرق الآفاق

ثمّ انظر الی عالم الانفس و الارواح و القلوب لتری انّ النفوس ملهمة بذکرهم و مطمئنّة بفکرهم راضیة بقضائهم مرضيّة بولائهم قدسيّة بضیائهم مستبشرة بعطائهم مستضیئة بأنوارهم مستفیضة من سطوع شعاعهم و ان الارواح مهتزّة من نسائم حدائقهم و مهتزّة من نعماء حقائقهم و مستبهجة بنضرة ریاضهم منشرحة بنفحة غیاضهم و مسرورة بفیض من حیاضهم و القلوب خافقة بحبّهم و الالسن ناطقة بذکرهم و ان الوجدان ذو روح و ریحان بنفحاتهم و متيقّظ اللیالی و الایام بنسماتهم و الکینونات مستفیضة من فیوضاتهم و الحقائق صافیة من تجلیاتهم و الذاتیات مقتبسة الانوار من نارهم الموقدة و الهويّات مکتسبة الاسرار من فیوضاتهم المنهمرة و الوجوه متهلّلة و الالسن متهلهلة و الآذان ملتذة و الابصار منورة و الصدور منشرحة و کل ذلک من فیوضاتهم الکاملة و کمالاتهم الشاملة فعلیهم التحيّة و الثناء من ربّ الآخرة و الاولی الحمد للّه ربّ العالمين ع‌ع


منابع