هو اللّه - قال اللّه تعالی فی القران المبين و الذكر…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

۳۶

هو اللّه

قال اللّه تعالی فی القران المبين و الذكر الحكيم ”اذا الشمس كوّرت و اذا النجوم انكدرت“ يا ايّتها الورقة الحائرة اعلمی بانّ الشمس هی الكوكب الساطع الفجر و الباهر الشعاع اشهر النجوم و اعظم الكواكب فی عالمها فبظهور القيامة الكبری و الطامّة العظمی و قيام الساعة الامرّ الادهی تتكوّر الشموس و تنتثر النجوم و ينشقّ القمر و هذا سرّ من اسرار الحشر المستمرّ و الرمز المستتر عن بصر كلّ ذی نظر و الكاشف له ظهور الجليل الاكبر الموعود المنتظر فاذا قامت القيامة و اتت الساعة و جاءت الطامّة و زلزلت الارض زلزالها و انفطرت السماء باطباقها و نسفت الجبال و انقعرت الاشجار و سجرّت البحور و حشرت الوحوش و نصب الميزان و تسعرّت النيران و ازلفت الجنان و امتدّ الصراط و تكمّلت الاشراط فهل لمعترض ان يعترض لم كوّرت الشموس و خسفت البدور او طمست النجوم و تتابعت الرجوم لا فو ربّی القيّوم انّه شرط واضح معلوم لا ينكره الّا كلّ جهول عنود مغتاظ مردود

و الّذی من اهل الانصاف الخالی من الاعتساف يقول من شروط الساعة و قيامها تكوّر الشمس و انشقاق القمر و انطماس النجم لانّه امر منصوص كالبنيان المرصوص و اذا كانت الحقيقة و الماهيّة غير الوجود و ليست عين الوجود فالوجود قابل للانفكاك عنها لانّه مستفادّ من الغير او لانّه غير الماهيّة فالجرم اذا كان غير النور يجوز انفكاك النور عنه و امّا اذا كان الجرم عين النور لا يجوز الانفكاك ”و للّه المثل الاعلی“ فانّ النيّرات علی ثلاثة اقسام منها ما هو نوره مستفادّ من الغير كالنجوم السيّارة حول الشمس و منها ما هو نوره غير جسمه و جرمه غير نوره ولكنّ الجرم مقتضی لذلك و مستلزم له و حيث طورق بينهما الغيريّة يتصوّر الانفكاك عن النور كالشمس و النجوم الدرهرة و منها نفس النور فلا يتصوّر انفكاك الشی عن نفسه ”اللّه نور السموات و الارض“ فالشمس و القمر و النجوم و السراج كلّها يطلق عليها اسم النور و كلّ موجود و ماهيّة وجوده مستفادّ من الغير او وجوده غير ماهيّته و ماهيّته غير وجوده يجوز انفكاك الوجود عنه و امّا نفس الوجود فلا يتصوّر انفكاكه عن نفسه و هذا امر واضح مشهود لا يحتاج الی البيان و يغنيك عن البيان الشهود و العيان

سبحان ربّی الرحمن عن كلّ نعت و صفة و تصوّر فی حيّز الامكان و انّك انت يا ايّتها الورقة لتعلمين حقّ العلم انّ جميع الشموس كانت كاسفة عند اشراق نور من انوار ربّك و انّ الالسنة كانت كليلة عن النطق فی محضر مولاك و انّ الوجوه كانت خاضعة خاشعة و الاعناق منكسرة عند تجلّی آثار سيّدك الّذی ربّاك فسحقاً للّذين حجبوك و حالوا بينك و بين محبوبك الحنون و سعوا ليلاً و نهاراً حتّی يقطعوك و يسقطوك عن الدوحة الرحمانيّة و السدرة الفردانيّة و اسئل اللّه ان يرجعك الی الشجرة المباركة ع ع


منابع