مصر الروضة - هُو اللّه

حضرت عبدالبهاء
نسخه اصل فارسی

مصر الروضة

هُو اللّه

أيّها الشهم الجليل امير الوفاء و شهير الولاء ايّدک اللّه.

لا اکاد اشرح ما تخلّل فی خلدی من بشائر الانشراح عند ما تلوت نميقتک الغرّاء جواباً علی التحرير المتقدّم منّی و الآن بما هاج نسيم الوفاء و هاج بحر الولاء باشرت بتنميق هذه الذريعة لعلّی ابثّ ما يختلج فی قلبی من عواطف الاشتياق. لمشاهدة ذلک الحبيب الثابت علی الميثاق. و انّنی لا اکاد انسی الايّام الّتی قضيتها مع شهامتکم فی تلک العدوة القصوی بکلّ سرور و فرح لا يتناها و ما کنت اجد نفوساً يفقهون القول و لا يضلّون عن المعنی الّا حضرتکم المتّصفة بدقّة النظر و الخوض فی العمق الاکبر.

انّنی ترکت راحتی و سکونی و قراری فی هذه البقعة النوراء و هجرت ذوی القربی و خضت البحار و طويت القفار حال کونی ابيضّ الشعر منّی و اشتعل الرأس شيباً لأرفع ضجيجی فی المحافل الکبری و المجامع العظمی فی قارّة امريکا و أقاليم اورپا و أخاطب الناس بما فی ضميری بأعلی الصوت و أقول أيّها العقلاء، أيّها الفضلاء، أيّها الفلاسفة و اساطين الحکمة انّ براکين النار من الموادّ الملتهبة مدفونة تحت اطباق اورپا. و ستنفجر بأدنی شرارة و يجعل عاليها سافلها. و تتجاوز الی قارّات اخری فيصبح وجه الارض سعيراً و جحيماً و القوم کانوا يسمعون لهذا الخطاب باذن صاغية و يدرجونه فی بطون الجرائد و يعدونها خرائد و يذيلون الخطاب بالتقاريظ المعجبة. و يقولون هذا هو الحقّ و ما بعد الحقّ الّا الضلال و الاوراق المطبوعة منشورة فی تلک الانحاء و موجودة معنا فاصبح فی امريکا بهمّة بعض الاغنياء تتشکّل محافل عظمی ترويجاً للصلح العمومی و منعاً للحرب الطاحن و السيل الجارف مع ذلک کان الحرب قدراً مقدوراً. فوقع ما وقع و أصبحت کلّ معمورة مطمورة. کم من مدائن قلبت عاليها سافلها و کم من أطفال يتمّت و کم من نساء أيّمت و کم من أمهات ارتفع منهنّ النياح وشققن جيوبهنّ بقلوب مضطرمة و دموع منسجمة. و کم من آباء أنّوا أنين الثکلاء من المساء الی الصباح فظهر ظهور الشمس فی رابعة النهار. و تحقّق ما أنبأ به بهاء اللّه منذ خمسين سنة و فی الکتب المطبوعة المنتشرة فی سائر الديار منذ ثلاثين او خمسة و عشرين سنة. بناء علی ذلک نرسل لحضرتکم بعض ما أنبأ به ضمن هذا المکتوب لتطّلع به و فی کتاب الملوک فيه أنباء أخری ستطّلع بها و فی ذلک لعبرة لأولی الالباب فانظر الی آثار رحمة اللّه و عليک التّحيّة و الثّناء ١٧تشرين اوّل سنة ١٩١٩ عبدالبهاء عباس


منابع
محتویات