ايّتها الشّعلة الحبّيّة الملتهبة بنار محبّة اللّه انّی…

حضرت عبدالبهاء
نسخه اصل فارسی

١٤١

ايّتها الشّعلة الحبّيّة الملتهبة بنار محبّة اللّه انّی قرئت کتابک الوارد من عندک و ابتهجت قلباً بالمعنی البديع و المضمون البليغ الدّالّ علی فرط خلوصک فی امر اللّه و ثبوتک علی صراط ملکوت اللّه و استقامتک فی امر اللّه لأنّ هذا اهمّ الأمورعند اللّه.

کم من نفوس اقبلوا الی اللّه و دخلوا فی ظلّ کلمة اللّه و اشتهروا فی الآفاق کيهوذا الأسخر يوطی ثمّ عند ما اشتدّ الأمتحان و عظم الأفتتان زلّت اقدامهم عن الصّراط و رجعوا من الأقرار الی الأنکار و ارتدّوا من الحبّ و الوفاق الی اشدّ النّفاق فظهرت قوّةالأمتحان الّذی يتزعزع منه الأرکان.

انّ يهوذا الأسخر يوطی کان اعظم الحواريّين و يدعو الی المسيح فظنّ انّ المسيح زادت عواطفه علی پطرس الحواری و لمّا قال له انت پطرس و علی هذا الصّخرابنی کنيستی فأثّر هذا الخطاب و التّخصيص لپطرس تأثيرا اورث حسداً فی قلب يهوذا و لاجل هذا اعرض بعد ما اقبل و انکر بعد ما اقرّ و ابغض بعد ما احبّ حتّی صار سبباً لصلب ذلک السّيّد الجليل و النّورالمبين و هذا عاقبة الحسد الّذی هو اعظم سبب لارتداد البشر عن الصّراط المستقيم و بمثل هذا قد حدث و سيحدث فی هذا الأمر العظيم ولکن لا بأس فی هذا لانّه هو السّبب لظهور ثبوت الآخرين و قيام النّفوس الثّابتة الرّاسخة کالجبال الرّاسيات علی حبّ النّور المبين.

و انّک انت بلّغی امآء الرّحمن بانّهنّ يثبتن علی حبّ البهآء اذا اشتدّ الأمتحان و الأفتتان لأنّ الزّوابع و الأرياح تمرّ فی موسم الشّتآء ثمّ يأتی الرّبيع بالمنظر البديع و يزيّن التّلول و السّهول بالرّياحين و الورد الأنيق و تترنّم الطّيور بالحان السّرور علی غصون الأشجار و تخطب با حسن الأنغام علی منابر الأفنان بابدع الألحان فسوف تنظرين انّ الأنوار قد سطعت و رايات الملکوت قد خفقت و نفحات اللّه قدانتشرت و جنود الملکوت قد نزلت و ملائکة السّمآء قد ايّدت و روح القدس قد نفثت علی تلک الآفاق فترين المتزلزلين و المتزلزلات خائبين و خائبات و خاسرين و خاسرات و هذا امر محتوم من ربّ الآيات.

و انّک انت طوبی لک لثبوتک علی امر اللّه و رسوخک علی ميثاق اللّه و انّی ابتهل الی اللّه ان يعطيک روحاً رحمانيّاً و دماً ملکوتيّاً و يجعلک ورقة ريّانة نضرة علی شجرة الحيات حتّی تخدمی امآء الرّحمن بالرّوح و الرّيحان.

و ربّک الکريم يؤيّدک علی خدمته فی کرمه العظيم و يجعلک واسطة لبثّ روح الأتّحاد و الأتّفاق بين امآء الرّحمن و يفتح بصيرتک بنور العرفان و يغفر السّيّئات و يبدّلها بالحسنات انّ ربّک غفور رحيم و ذوفضل عظيم *

منابع
محتویات