ايّتها المشتعلة بنارمحبّة اللّه قد اطّلعت بمضمون تحريرک…

حضرت عبدالبهاء
نسخه اصل فارسی

١٤٦

ايّتها المشتعلة بنارمحبّة اللّه قد اطّلعت بمضمون تحريرک المنير و حمدت اللّه علی وصولک سالماً الی تلک المدينة الواسعة الأرجآء و ارجو اللّه ان يجعل لرجوعک تأثيراً عظيما بعون اللّه و ذلک انّما يتيسّر عند تجرّدک عن علائق هذه الدّنيا بان تلبس قميص التّقديس و تجعل کلّ افکارک و اذکارک محصورة فی الأشتغال بذکرک اللّه و نشرک لنفحات القدس و الأعمال الصّالحة و ايقاظ الغافلين و ابرآء الأکمه و الأصمّ و الأبکم و احيآء الأموات بقوّة الرّوح.

لأنّ النّفوس صمّ بکم عمی کما اخبر عنهم المسيح فی الأنجيل و قال انّنی اشف هؤلآء.

و ترأفی بوالدتک الضّعيفة و کلّميها بکلام ملکوتیّ حتّی ينشرح قلبها.

و بلّغی تحيّتی الی امة اللّه ميس فورد و بشّريها بايّام ملکوت اللّه و قولی لها طوبی لک لنيّتک الصّالحة طوبی لک لأعمالک البرّيّة طوبی لک لأخلاقک الرّوحانيّه انّی احبّک لهذه النّوايا و الأعمال و الأخلاق و قولی لها تذکّری المسيح و ايّامه و ذلّه و بلآئه و عدم اعتنآء النّاس به کانوا اليهود يستهزؤن به و يسخرون منه و يقولون السّلام عليک يا ملک اليهود السّلام عليک يا ملک الملوک و کانوا يسندونه الی الجنون و يقولون کيف امر هذا المصلوب يحيط بالآفاق شرقها و غربها و لم يتّبعه الّا انفس معدودات من الصّيّادين و النّجّارين و سائر الأوغاد هيهات هيهات هذه اوهام.

ثمّ انظری ما ذا وقع قد انتکس رايات العظمة و ارتفعت رايته العليا و افل کلّ الکواکب السّاطعة فی سمآء الأفتخار فی مغرب الزّوال و امّا کوکبه اللّامع اشرق من افق العزّة الأبديّه علی ممرّ القرون و الأعصار فاعتبروا يا اولی الأبصار و الان سترون اعظم من هذا .

ثمّ اعلمی بانّ القوی کلّها عاجزة فی تأسيس السّلم العام و مقاومة السّلطة الحاکمة بالحرب العوان فی کلّ عصر و اوان و لکنّ القوّة الملکوتيّه و قدرة روح القدس سترفع راية الحبّ و الصّلح الی الأوج الأعلی و تخفق علی صروح المجد بنسمات قويّة من مهبّ عناية اللّه.

و بلّغی تحيّتی الی مسيس فلورانس و قولی لها انّ اهل الکنائس ترکوا الأساس و تشبّثوا باصول ليس لها اهميّة عند اللّه مثلهم کمثل الفريسيّين کانوا يصلّونو يصومون ثمّ يفتون بقتل المسيح لعمر اللّه انّ هذا لشیء عجاب.

و انّک انت يا امة اللّه ناجی ربّک بهذه المناجات و قولی :

الهی الهی انلنی کأس الأنقطاع و رنّحنی بصهباء محبّتک فی محفل التّجلّی و الأحسان و نجّنی من شئون النّفس و الهوی و اطلقنی من قيود الدّار الدّنيا منجذبة الی ملکوتک الأعلی و منشرحة بنفحات قدسک بين الأمآء .

ای ربّ نوّر وجهی بنور الألطاف و اجل بصری بمشاهدة آثار قدرتک الکبری و اشرح صدری بنورمعرفتک العظمی و فرّح روحی ببشاراتک المحيية للأرواح يا مالک الملک و الملکوت و ظاهر العزّة و الجبروت حتّی انشر آثارک و ابلّغ امرک و ارفع کلمتک و اخدم شريعتک و اروّج تعاليمک.

انّک انت المقتدر المعطی القویّ القدير

و امّا اصول التّبليغ اعلمی انّ التّبليغ انّما بالأعمال الملکوتيّة و الأخلاق الرّحمانيّة و البيان الواضح المبين و البشارات الواضحة السّاطعة من وجه الأنسان عند النّطق و البيان و يجب انّ اعماله و افعاله تشهد بصدق اقواله هذا شأن کلّ ناشر لنفحات اللّه و صفة کلّ مخلص فی امر اللّه.

و اذا وفّقک اللّه علی هذا اطمئنّی انّ ربّک يلهمک بکلام الحقّ و ينطقک بنفثات روح القدس *

منابع
محتویات