يا امة اللّه المشتعلة بنار محبّته لا تحزنی من العسرة و العناء و لا تفرحی من الرّاحة و الرّخآء فی هذه الدّنيا لأنّ کلتيهما يزولان و انّما حيات الدّنيا کسراب او عباب او ظلال وهل يتصوّر انّ السّراب يؤثّر تأثير الشّراب لا و ربّ الأرباب لا تستوی الحقيقة و المجاز و شتّان ما بين التّحقّق و التّمثّل و الخيال.
اعلمی انّ الملکوت حقيقة الوجود و انّ النّاسوت ظلّه الممدود فالظّلّ معدوم متوهّم الوجود و الصّور المرئيّة فی المآء اعدام تَتَرا اللأنظار بمظاهر النّقوش والرّسوم.
توکّلی علی اللّه و اعتمدی عليه و تذکّری بذکره فی کلّ حين انّه يبدّل العسرة باليسر و الشدّة بالرّخآء و التّعب بالرّاحة العظمی انّه علی کلّ شیء قدير.
و امّا اذا تسمعين منّی لا تتقيّدی بحالةٍ من الأحوال بل فی کلّ حالةٍ اشکری ربّک الرّحمن و سلّمی الأمور لارادته يتصرّف کيف يشآء و هذا خير لک عن کلّ شیء فی الآخرة و الأولی *