ايّها المخلصون ايّها المنجذبون ايّها المشتاقون ايّها…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

١٩٩

ايّها المخلصون ايّها المنجذبون ايّها المشتاقون ايّها القائمون علی خدمة امر اللّه و اعلآء کلمة اللّه و نشر نفحات اللّه انّی قرأت نميقتکم الغرّآء البديعة الأنشآء الفصيحة الألفاظ البليغة المعانی و حمدت اللّه و شکرته علی ما ايّدکم و وفّقکم علی خدمة کرمه العظيم .

فسوف تتنوّر وجوهکم بنور التّبتّل الی اللّه و التّضرّع اليه و الخضوع و الخشوع للأحبّآء و يجعل مجمعکم مغناطيساً لأنوار التّأييد من ملکوته العظيم

عليکم بالتّذکّر و التّفکّر فی آيات اللّه و التّبتّل الی اللّه و المحو و الفنآء فی امر اللّه هذا ممّا يجعلکم آيات الهدی بين الوری و نجوماً ساطعة فی افق العُلی و اشجاراً باسقة فی جنّة الأبهی

ثمّ اعلموا بانّ عبدالبهآء فی فرح و سرور و بهجة و بشارة کبری من الوقوع فی هذا السّجن الأقصی لعمر البهآء انّ هذا السّجن فردوسی الأعلی و غايتی القصوی و سرور قلبی و انشراح صدری و مأمنی و ملجئی و کهفی المنيع و ملاذی الرّفيع و به افتخر بين ملائکة السّمآء و الملأ الأعلی

افرحوا يا احبّآء اللّه بهذا القيد الّذی سبب الأطلاق و الحبس الّذی سبب للنّجاة و التّعب الّذی اعظم وسيلة للرّاحة الکبری تاللّه الحقّ لا ابدّل هذا السّجن بسرير سلطنة الأفاق ولا ابدّل هذا القيد بالتّنزّه و التّفرّج فی جنان الأرض کلّها و انّی اتأمّل من الطاف ربّی و فضله وجوده و کرمه ان اعلّق فی سبيله فی الهوآء و يتشبّک صدری هدفاً لآلافٍ من الرّصاص او يُرمی بی فی قعر البحار او يُطرح بی فی البراری و القفار هذا منتهی آمالی و غاية منيتی و انتعاش روحی و شفآء صدری و قرّة عينی.

و انتم يا احبّآء اللّه ثبّتوا اقدامکم علی امراللّه ثبوتاً لا يزلزله اعظم حوادث فی الدّنيا لا تضطربوا من شیء فی حال من الأحوال کونوا کالجبال الرّاسيات و نجوماً بازغة من افق الکآئنات و سرجاً لامعة فی مجامع التّوحيد و نفوساً خاضعة لأحبّآء اللّه بقلب سليم کونوا آيات الهدی و انوار التّقی منقطعين عن الدّنيا متشبّثين بالعروة الوثقی ناشرين لروح الحيات راکبين علی سفينة النّجات مظاهر الجود مطالع اسرار الوجود مهابط الألهام و مشارق الأنوار مؤيّدين بروح القدس منجذبين الی الحق منزّهين عن کلّ الشّئون مقدّسين عن اوصاف البشر متخلّقين باخلاق ملائکة السّمآء حتّی تفوزوا بالموهبة الکبری فی هذا القرن العظيم و العصرالجديد.

لعمر البهآء لا ينال هذه العطيّة الکبری الّا کلّ منقطع عن الدّنيا منجذب بمحبة اللّه فانٍ عن نفسه و هواه خالص للّه من جميع الجهات خاضع خاشع مبتهل متضرّع منکسر الی اللّه *

منابع
محتویات