۱۸۹ - ايّها الثّابت المستقيم طوعاً لک بما ثبت قدماک…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

۱۸۹ - ايّها الثّابت المستقيم طوعاً لک بما ثبت قدماک علی حبّ مولاک

ايّها الثّابت المستقيم طوعاً لک بما ثبت قدماک علی حبّ مولاک و انبتت حديقة قلبک رياحين المعانی من اسرار ربّک الّذی خلقک و سوّاک فصبرت علی الامتحان و تجلّدت فی الافتتان و اصابک الظّلم من اهل الطّغيان لا ضرر قد تأسّيت بالاولياء فی القرون الاولی قال اللّه تعالی أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِکُمْ مَثَلُ الَّذِيْنَ کانوا مِنْ قَبْلِکُمْ قُلْ بَلی يا ربَّنا و رَضِيْنا و ايضاً قال لَمْ تَکُونُوا بالِغِيْهِ إِلّا بِشِقِّ الأَنْفُسِ قُلْ بلی يا رَبَّنا سَبَرْنا و صَبَرْنا وَ لَوْ لا البلاءُ ما لذّنا الهوی تذکّر قوله صلّی الله عليه و سلّم البلاء موکّل بالانبياء ثمّ الاولياء ثمّ الامثل فالامثل فامّا شماتة الاعداء و ملامة الخصماء و بلوغهم الی اقصی المراد فکم صوّبوا عليّ سهام الملام و رمونی بنصال الشّمت و الشّتم و الخصام فوجدت للشّماتة حلاوة و للملامة طلاوة و استعذبت العذاب و تمنّيت لهم حصول المراد و لو کانت مُنيتی مُنية اولئک الاوغاد فلا تبتئس بما کانوا يعملون عدّل ظهرک و استعوض لحمک و عاشر اهل العدوان بالرّوح و الرّيحان و عاملهم بالفضل و الاحسان و لاتؤاخذهم بزلّة القلم و اللّسان انّ مع العسر يسرا انّ مع العسر يسرا هذا شيمة المخلصين و سمة المقرّبين و امّا حلاوة العيش فی هذه الحيات امر ممتنع الی الممات فلا تظنّ انّ المترفين حازوا المسرّات کلّا انّ العموم فی غموم و هموم لکن تختلف الاسباب و تتنوّع النّوائب علی الاولی الالباب فضنک العيش عامّ فاجتنب الطّيش و اشکر ربّک بما اعطاک ما لم يعط الامراء و الحکماء و العلماء و قد اختصّک الله به بين الوری و جعلک آية حبّه الکبری و اسئل اللّه ان يهيّأ لک من امرک رشدا فی الاخرة و الاولی و انّی راض منک کما تحبّ و ترضی فعليک بالالفة مع اهل الکلفة و الولاء حتّی لاولی البغضاء و کلّم النّاس علی قدر عقولهم و لا تجادلهم فی منقولهم و معقولهم دعهم و شأنهم و احصر الاوقات فی التّضرّع و المناجات و التّبتّل الی قاضی الحاجات الی أن يأتی اللّه بالنّجات من تلک الجهات و عليک التّحيّة و الثّناء.


منابع