هو اللّه - ايّها المشتعلون بنار محبّة اللّه قد اخذت…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

٩٢

هو اللّه

ايّها المشتعلون بنار محبّة اللّه قد اخذت راجفة الامتحان و رادفة الافتتان اقاليم ايران قد اصطفّت الصّفوف و هجموا الألوف و سلّوا السّيوف علی احبّاء الرّحمن فی ذلک القطر الوسيع و ما نقموا منهم الّا انّهم انتبهوا من نسمة اللّه و انجذبوا بنفحات اللّه و رتّلوا آيات التّوحيد و دلعت السنتهم بالتّمجيد علی الرّبّ المجيد. قد اقرّوا بوحدانيّة اللّه و اعترفوا بفردانيّته و آمنوا بآياته و صدّقوا بکلماته الّتی نزلت علی انبيآئه و رسله و انفقوا ما استطاعوا و هرعوا الی مشهد الفدآء فی سبيل ربّ الکبريآء و بذلک وقعوا تحت براثن الذّآب و انياب الضّاريات من الکلاب و هم تحت السّيوف يهتفون بذکر ربّهم و ينادون لا ضير انّا الی ربّنا لمنقلبون و لا تحسبنّ الّذين قتلوا فی سبيل اللّه امواتاً بل احيآء عند ربّهم يرزقون و منهم من ينادی يا ربّی الأعلی و منهم من يضجّ بضجيج متواصل الی السّمآء و يقول يا بهآء الأبهی و منهم ينطق بالکلمة العليا يا ليت قومی يعلمون بما غفر لی ربّی و جعلنی من المکرمين و منهم من يقول و من النّاس من يشری نفسه ابتغآء مرضات اللّه و منهم من يقول لن تنالوا البرّ حتّی تنفقوا ممّا تحبّون الی ان قطّعت اعضآئهم و سفحت دمآئهم و تناثرت لحومهم و سحقت عظامهم فاحرقوهم بنار البغضآء و نثروا رمادهم فی الهوآء فلن تجد لهم تربة و لا مرقداً و لا رمساً کانّ اجسادهم اصبحت هبآء منبثّا فللّه درّهم بهذه الاستقامة الکبری و للّه شهادتهم فی مشهد الفدآء. تاللّه الحق يتهلّل بذکرهم وجوه الملأ الأعلی و يتهلّل بثنآئهم اهل ملکوت الأبهی فيا بشری و يا فرحاً و يا طرباً لتلک العصبة النّورانيّة و الثّلّة الرّحمانيّة حزب الأبرار الّذين طارت ارواحهم الی ملکوت الأسرار و اسئل اللّه ان ينزل علينا برکة من نفحات قدسهم و موهبة من انجذابات قلوبهم و رحمة من الفيوضات الّتی ادرکت ارواحهم انّ ربّی لرحمن رحيم و انّه لعزيز کريم.

يا احبّاء اللّه انّ المنجذب الی اللّه سميّ احمد قد حضر الی هذه الأرض البيضآء و البقعة المبارکة النّورآء و زار التّربة الطّاهرة بالنّيابة عن الأحبّاء و بنيّة الأصفيآء و تضرّع الی اللّه طالباً شمول الألطاف علی کلّ عبد اتّصف بالانصاف فی هذا المصاف و عليکم التّحيّة و الثّنآء. ع ع

منابع