٣٠٢

هو هو

و ما تلک بيمينک يا موسی فاعلم بانّ اللّه تبارک و تعالی بمقتضی حکمته البالغة فضّل اليمين علی اليسار لأنّ موسی عليه السّلام لمّا سرع الی ناحية المقدّسة بقعة المبارکة وادی الايمن و توجّه الی مشرق البقآء مطلع الکبريآء و وصل الی مرکز الهدی و اهتدی بنار اللّه الموقدة فی الشّجرة العليا سمع النّدآء يا موسی انّی انا الهک و اله آبائک الأولی خذ هذه الآية الکبری و اهد بها کلّ الوری رفع يده اليمنی و بذلک سمّی يمينا ليمنه و برکته و خيره والّا فی عالم الأحديّة کلّ التّعيّنات و الحدود و الاشارات و الجهات معدومة لأنّ ذلک المقام ظهور احديّة کاملة و وحدة تامّة و وجود بحت ليس فی عوالم الغيبيّة اللّاهوتيّة غير وحدة صرفة و انّما الجهات حقّقت و نشأت من التّعيّنات الصّادرة من حقائق الممکنة عند فيضان آثار القدم و کذلک لعدم امکان بيان شأن من شئون الحقّ فی عالم الخلق الّا بتعبير و تمثيل حتّی يدرکوا النّاس اسرار المکنونة المخزونة عن الأبصار لذا قال ما تلک بيمينک يا موسی فاليمين بمعنی الخير و البرکة و اليد و القوّة ولکن فی هذا المقام اراد اللّه يا موسی ما هذه الآية الکلّيّة و القوّة التّامّة الّتی اعطيناک فقال هی عصای اتّکأ عليها ای هذه قوّة الّتی اعطيتنی بجودک و احسانک و اتّکآء وجودی عليها لأنّ بها اقوم علی امرک و اظهر قدرتک و سلطانک بين خلقک و اهدی النّاس الی منهجک القويم و صراطک المستقيم و اهشّ بها علی غنمی ای ارعی اغنامک و اسوقهم الی رياض العلم و الهدی و حدائق الحقيقة و التّقی و لی فيها بعونک و قدرتک مآرب اخری ای آثار و آيات و اعمال لايحصی.