٩ - هذه الأمّه لا تصلح اواخرها الّا بما صلح به اوائلها.

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

٣٢١

٩

هذه الأمّه لا تصلح اواخرها الّا بما صلح به اوائلها. کانت العرب مشتّة الشّمل مفرّقة الجمع خائضة فی غمار الجهل تائهة فی فيافی الضّلال ساقطة فی حضيض الوبال لا خلاص و لا مناص من الهبوط و السّقوط فی اسفل الدّرکات فشملتها نظرة من اللّحظات الرّحمانيّه و اختصّت بموهبةٍ من المواهب السّبحانيّه و ايّدت بقوّةٍ معنويّه و اشرقت عليها الأنوار و انکشفت لها الأسرار و شاعت و ذاعت فيها الآثار فانتهضت و انبعثت و اکتشفت و اتّحدت و ائتلفت و استشرقت و اضائت الآفاق بنور الاشراق و ترقّت فی مدّةٍ قليلة الی اعلی مراقی الفلاح و النّجاح فاصبحت فی اعظم درجة من الفضائل کاشفة لظلام الرّذائل مرکزاً للسّنوحات الرّحمانيّه و مرآتاً للفيوضات الرّبّانيّه سائقها الرّبّ الرّحيم و قاعدها النّبيّ الکريم ذو الخلق العظيم و ما ارسلناک الّا رحمةً للعالمين صلوات اللّه عليه و علی الأنبيآء و المرسلين فلا شکّ و لا شبهة انّ السّعادة الأبديّه فی النّشئة الأولی و النّشئة الأخرويّه موکولة علی القوّة المعنويّه السّارية الجاريه سريان الرّوح فی العروق و الشّريان و لها آثار خارقة للعادات بل معجزات ذهلت عنها العقول و الادراک قد ذلّت لها الأعناق و خضعت لها الرّقاب و خشعت لها الأصوات و اللّه يهدی من يشآء الی سوآء الصّراط و يختصّ برحمته من يشآء. عبّاس

منابع