هو الله - يا من سمع نقرات النّاقور و نغمات الصّافور…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

٣٤١

هو الله

يا من سمع نقرات النّاقور و نغمات الصّافور من الملأ الأعلی فسبحان ربّی الأبهی انّی تلوت نميقتک الغرّآء البديعة الانشآء ثمّ رتّلت آيات الشّکر للّه بما ثبتت علی الميثاق فی يوم تزلزلت ارکان اهل النّفاق و زلّت اقدام اهل الشّقاق و لمثلک ينبغی هذا ان تأخذ کتاب العهد باليمين و تتلو آياته علی کلّ عبد منيب آت ربّه بقلب سليم و تثبّت القلوب علی هذا العهد العظيم. تاللّه الحقّ انّ جنود العرش المرفوع ستشدّ الأزور و تقوّی الظّهور و تشرح الصّدور بهذا الميثاق الّذی هو اعظم اشراق من نيّر الآفاق فويل للّذين مرقوا عنه و نکثوا و نقضوا و بذلک ذلّوا و ضلّوا بل اضلّوا عن الصّراط المستقيم تبّاً لهم و سحقاً الی يوم الدّين و اسودّت وجوههم بين ملأ العالمين. و انّک انت اشکر اللّه بما جعلک آية الهدی بين الوری و نوّر بصيرتک بنور ساطع من ملکوته الأبهی و انطقک بالثّنآء علی ربّ الأسمآء الحسنی و هذا من فضله عليک فی هذا اليوم المشهود بالورد المورود و الرّفد المرفود.

ثمّ اعلم انّ المدرکات الانسانيّه تنحلّ الی معقول و محسوس فالمحسوس المفهوم مأنوس لا يحتاج الی تعبير و تلويح بل هو توضيح و تصريح و امّا المعقول حقائق روحانيّة معقولة لا محسوسة مجرّدة منزّهة مقدّسة ليس لها صور فی الخارج حتّی يتيسّر بيانه بصراحة من دون استعارة و اشارة. فلأجل ذلک يضطرّ المبيّن ان يضع الحقائق المعقولة فی قوالب الصّور المحسوسه تمثيلاً و تصويراً و تشبيهاً. و من هذه الحقائق المعقولة العلم و العقل و اذا اراد المبيّن ان يبيّنه فلابدّ له من وضعهما فی قالب صورة من الصّور المحسوسة حتّی يقتدر علی تصوّره المستمع فيقول انّهما نور لا النّور المدرک بالبصر بل نور حقيقی يدرکه البصيرة و انّما المقصد بهذا التّشبيه حتّی يدرک المستمعون و ينتبهوا الی المفهوم العقلی و الحقيقة المجرّدة عن الصّور و المثال فی عالم المعانی. فبناءً علی ذلک انّ اللّه سبحانه و تعالی لمّا اراد بيان النّعم الجليله و الآلآء الجزيلة المقدّرة فی جنّته البديعه و رياضه الأنيقه فی ملکوت قدسه و مقعد صدق انسه قد افرغ تلک الحقائق الرّوحانيّه و الماهيّات المعقولة الرّحمانيّه فی قوالب الصّور من الحور و القصور و الزّهور و النّهور و الحياض و الرّياض و الغياض حتّی ينتبه المستمعون لتلک النّعم الوافرة و الآلآء المتکاثرة و السّعادة الأبديّة و الحياة الطّيّبة القدسيّة فی النّشئة الأخری و المعارف الألهيّة و اللّذائذ الرّوحانيّة فی النّشئة الأولی هذا حکمة ما انزله اللّه فی القرآن بنفس الرّحمن.

و امّا ظهور النّور من شجرة الطّور انّ الشّجرة هی حقيقة الکليم و کانت شجرة مبارکة و النّار الّتی التهبت فيها هی نور الفيض القديم و الفوز العظيم و المجلّی هو الجمال المبين و النّبأ العظيم لانّ حدود الزّمان و المکان تحکم علی الأجسام المتحيّزة فی عالم الکيان و امّا النّور القديم و الفيض العظيم مقدّس عن هذه الحدود و الشّئون و الأوقات الثّلاثة فی عالم الجسوم و الرّسوم بل الأوّل عين الآخر و الظّاهر عين الباطن و کلّ الأزمان زمن واحد و کان و يکون و کائن.

و امّا شجرة انيسا هو الهيکل الکريم و سدرة المنتهی و شجرة الحياة و الزّيتونة الّتی لا شرقيّة و لا غربيّة يکاد زيتها يضیء ولو لم تمسسه نار. و امّا جبل فاران هو جبل مکّه الّذی قيل فی حقّه فی التّوراة فی الباب الثّالث و الثّلاثين من سفر الأستثنآء جآء الرّبّ من سينآء و اشرق لنا من ساعير و تجلّی من جبل فاران فسينآء معلوم مشهود و ساعير موطن المسيح الموعود و فاران وطن السّيّد المحمود و اشراقه ظهور فيضه و سطوع انواره و نزول کتابه و ارتفاع ندائه. و امّا الفرق بين المعاد و الرّجعة المعاد امر عينيّ و الرّجعة امر علميّ من حيث الشّئون و الآثار يدلّ علی الوحدة الحقيقيّة بين الأبرار و اَنّی لی المجال مع ضيق الأحوال الجولان فی هذا الميدان الّذی عجزت عن ادراک غايتها ذو الصّافنات الجياد و اشرنا لک اشارة بمعانيها و التزمنا الايجاز المعدود من الاعجاز فلا تؤاخذنا لعدم الاطناب و الاسهاب فالوقت مفقود و المجال معدوم و ما بيّنّا لک هذا الّا لفرط محبّتی لک فاشکر اللّه عليها و اسئل اللّه ان يؤيّدک فی کلّ الشّئون و يفرغ عليک الصّبر المنعوت فی الصّحف و الزّبر المنزلة من ربّک الودود.

و بلّغ تحيّتی الی امة‌اللّه الفاطمة الکبری و امة‌اللّه امّ الضّيآء عليهما بهآء اللّه الأبهی و بلّغ اشواقی الی المنجذب بنفحات اللّه محمّد باقر خان و سائر المؤمنين الموقنين بآيات ربّک الکبری و عليک التّحيّة و الثّنآء. ع ع

منابع