مورخ ماه سپتامبر ۱۹۱۱ در کلیسای سانت جورج در لندن [مندرج در روزنامه ها] : درباره عدم توانایی ادراک خداوند

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

مورخ ماه سپتامبر ۱۹۱۱ در کلیسای سانت جورج در لندن [مندرج در روزنامه ها] :
درباره عدم توانایی ادراک خداوند 1

(خطابات جلد اول، ص. ۲ـ۹)

خطبة دينية لامام البهائيين الموقّر القاها فی کنيسة سان جورج فی لندرا

عثرنا علی نص خطبة دينية عظيمة فی موضوع النبوة و قدم الذات الالهية العلية القاها حضرة الشيخ الموقّرالسيد عباس افندی امام البهائيين و نزيل رمل الاسکندريه الآن اثناء وجوده فی عاصمة انگلترا. و قد کان السامعون لعبارته باللغة العربية عدد کبير من ابناء الديانات جميعها. فکان لاقواله اعظم تأثيرعليهم بل انهم تهافتوا بعد ذلک علی تلاوة ترجمتها باللغة الانجليزية.

و لما کانت الاقوال المختلفة قد حامت حول اسم هذا الشيخ الورع العظيم من يوم قدومه الی قطر نا فی العامالماضی فقد آثرنا نقل الخطبة الی القراء ليقف المصريون علی مقدار فضل الرجل و ثبات عقيدته فضلا عما له من الاعتبار فی انحاء العالم حيث قوبل بمزيد الحفاوة اينما توجه اثناء رحلته فی اوروبا فی الصيف الماضی. قال حفظه اللّه


هُوالله

ايها المحترمون اعلموا ان النبوة مرآة تنبئ عن الفيض الالهی و التجلی الرحمانی. و انطبعت فيها اشعة ساطعة من شمس الحقيقة و ارتسمت فيها الصور العالية ممثلة لها تجليات اسماء اللّه الحسنی ما ينطق عن الهوی ان هو الا وحی يوحی. فالأنبياء معادن الرحمة و مهابط الوحی و مشارق الأنوار و مصادر الآثار (و ما ارسلناک الا رحمة للعالمين).

و اما الحقيقة الالوهية فهی مقدسة عن الادراک و منزهة عن ان تنسج عنا کب الافکار بلعابها حول حماها فکل ما يتصوره الانسان من ادق المعانی انما هوصور للخيال و اوهام ما انزل اللّه بها من سلطان. و تلک المعانی انما لها وجود ذهنی و ليس لها وجود عينی. فماهی الا محاط لا محيط و محدود ليس ببسيط حقيقی و اللّه بکل شیء محيط. و الحقيقة الانسانية اعظم من ذلک حيث لها الوجود الذهنی و الوجود العينی و محيطة بتلک التصورات الذهنية. و مدرکة لها و الادراک فرع الاحاطة فالالوهية التی تحت الادراکات الانسانية انما هی تصورات خيالية و ليست بحقيقة الالوهية. لان حقيقة الربوبية محيطة بکل الاشياء لا محاطة بشیء و مقدسة عن الحدود و الاشارات. بل هی وجود حقيقی منزه عن الوجود الذهنی. و لاتکاد العقول تحيط به حتی تسعه الاذهان. لاتدرکه الابصار و هو يدرک الابصار و هو اللطيف الخبير.

و اذا امعنا النظر بعين الحقيقة نری ان تفاوت المراتب فی الوجود مانع عن الادراک حيث ان کل مرتبة دانية لاتکاد ان تدرک ما فوقها مع ان کلتيهما فی حيّز الامکان دون الو جوب فالمرتبة الجمادية ليس لها خبر عن المرتبة النباتبة لان الجماد لا يدرک القوة النامية. و المرتبة النباتية ليس لها خبر عن عالم الحيوان. و لا يکاد النبات ان يتصور السّمع و البصر و لحرکة الارادية و لو کانت فی اعلی درجة من النّبات و الحيوان لايستطيع تصور العقل و النّفس الناطقة الکاشفة لحقائق الاشياء لانه فاقد الوجدان و اسير المحسوسات و ذاهل عن کل حقيقة معقولة فکل حيوان لايکاد ان يدرک حرکة الارض و کرويتها. و لا يکاد تنکشف له القوة الجاذبة و المادة الاثيرية الغائبة عن الحواس. و هو حال کونه اسير الاثير ذاهل عنه فاقد الادراک. فاذا کانت حقيقة الجماد و النبات و الحيوان و الانسان حال کونها کلها من حيّز الامکان و لکن تفاوت المراتب مانع ان يدرک الجماد کمال النّبات و النّبات قوی الحيوان و الحيوان فضائل الانسان فهل من الممکن ان يدرک الحادث حقيقة القديم و يعرف الصنع هوية الصانع العظيم. استغفر اللّه من ذلک ضعف الطالب و جل المطلوب. نهاية اقدام العقول عقال. فمابقی ادنی شبهة ان الحدوث عاجز عن ادراک القديم کماقال عليه السلام (ما عرفناک حقّ معرفتک) و لکن الامکان من حيث الوجود و الشؤون يحتاج الفيض من حضرة الوجوب. و علی ذلک ان الغيب المنيع المنقطع الو جداتی تجلی علی حقائق الاشياء من حيث الاسماء و الصفات و ما من شیء الا و له نصيب من ذلک الفيض الالهی و التجلّی الرّحمانی . و ان من شیء الّا يسبّح بحمده .

و اما الانسان فهو جامع للکمال الامکانی و هو الجسم الجمادی و اللطف النباتی و الحسّ الحيوانی. و فضلاً عن ذلک حائز لکمال الفيض الالهی فلا شک انه اشرف الکائنات. و له قوة محيطة بحائق الممکنات. کاشفة لاسرار ها و آخذة بنواصی خواصها و الاسرار المکنونة فی مکامنها و تخرجها من حيّز الغيب الی حيّز الشّهود و تعرضها للعقول و الافهام. هذا هو سلطان الانسان و برهان الشّرف الاسمی. فکلّ الصّنائع و البدائع و العلوم و الفنون کانت يوماً ما فی حيّز الغيب السّرّ المکنونو. فهذه القوة الکاشفة المؤيّد بها الانسان قد اطلع بها و اخرجها من حيّز الغيب الی حيّز الشهود و عرضها علی البصائر و الابصار. فثبت ان الحقيقة الانسانية ممتازة عن سائر الکائنات و کاشفة لحقائق الاشياء لا سيما الفرد الکامل و الفيض الشامل و النور الباهر. کل نبی کريم و رسول عظيم فهو عبارة عن مرآة صافية لطيفة منطبعة فيها الصور العالية تنبئ عن شمس الحقيقة المتجلية عليها بالفيض الابدی. ولايری فيها الا الضّياء السّاطع من شمس الحقيقة و تفيض به علی سائر الامم (و انک لتهدی الی صراط مستقيم).

و اذا قلنا ان شمس الحقيقة اشرقت بانوار ها علی المرايا الصافية فليس مراد نا ان شمس الحقيقة المقدسة عن الادراک تنزلت من علوّ تقديسها و سموّ تنزيه ها و دخلت و حلّت فی المرايا الصافية. استغفر اللّه من ذلک و ما قدروا اللّه حقّ قدره بل نقصد بذلک ان شمس الحقيقة اذا فاضت انوار ها علی المرايا لا يری فيها الّا ضياؤها. ما ينطق عن الهوی ان هو الّا وحی يوحی. ان النّزول و الصّعود و الدّخول و الخروج و الحلول من لوازم الاجسام دون الارواح فکيف الحقيقة الربانية و الذاتية الصمدانية انها جلت عن تلک الاوصاف فلا يکاد ان ينقلب القديم حادثاً ولا الحادث قديماً فقلب الماهية ممتنع و محال. هذا هو الحق ومابعد الحق الاالضّلال المبين فغاية ما يکون الحادث ان يستفيض الفيض التّام من حضرة القديم * فلننظر الی آثار رحمة اللّه فی المظهر الموسوی. و الی الانوار التی سطعت باشد الاشراق من الافق العيسوی و الی السّراج الو هّاج السّاطع اللّامع فی الزّجاج المحمّدی عليهم الصّلاة و السّلام. و علی الّذين بهم اشرقت الانوار و ظهرت الاسرار و شاعت و ذاعت الآثار علی ممرّ الاعصار و الادهار.

(نقل از روز نامه اهرام - مکتوب مخبر اهرام از سويسرا )

من بعد استعطاف الانظار الکريمة و تقديم الاحترامات الفائقة احببت ان ابث لکم حديثاً غريباً و هو اننی فی اثناء تنزهی فی شواطئ بحيرة (ژنو) جنيفا بسويسرا صادف مروری بمدينة تونون الواقعة علی شاطئ البحيرة المذ کورة و دخلت نزل البستان (او تيل دو بارک) من المدينة المذ کورة فی طبقاتها فاذاً جم غفير من اجناس مختلفة علی مائدة ممدودة بعضهم من ابناء الفرس ذو عمامة بيضاء و بعضهم بقبعة سوداء و ثلة من اهال مختلفی الأجناس من فرنسا و انگلترا وامريکا و ايطاليا. محفل مرتب فی غاية الانتظام و فی نهاية السکون والوقار و کمال الالفة و الوداد. فی بهرتهم رجل فی عقد السبعين من الحيات مبيض الشعر متوسط القامة مرتد برداء ابيض يتکلم مع الجماعة بغاية التأنی باللغة العربية و الکتبة يکتبون و المتر جمون يتر جمون بعدة لغات سامية فی أوروبّا و الجميع يسمعون باذن صاغية و قلوب واعية و ابصار شاخصة و هو يقول...



  1. طق و خطبه مبارکه در لندن که در اغلب روزنامه های شرق و غرب با مقالات و اوصاف عديده مندرج و منتشر شده. من جمله در روزنامه وادی النيل عدد ١١٢٣ در اسکندريّه شنبه ٢ محرم سنهٔ ١٣٣٠مينويسد
منابع
پیوست‌ها
Tablet audio