لوح خراسان - هو الله - أیا نفحات الله هبی معطرة، و…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

۱۴

لوح خراسان

هو الله

أیا نفحات الله هبی معطرة، و أیا نسمة الله مری مطیبة و اقصدی وادی الرحمان نادی العرفان. بادیة خراسان و اعبقی امام احباء الله و أمنائه. و طیبی مشام أولیاءالله و أصفیائه الذین أضاءت وجوههم و اکفهرت نجومهم و رسخت أقدامهم و نشرت أعلامهم. و ثبتت قلوبهم و نبتت أصولهم و فروعهم و انتعشت نفوسهم. و انشرحت صدورهم فی یوم اللقاء. و وفوا بعهد الله و میثاقه فی ذر البقاء ثم بلغی نزلاء تلک المعاهد و الربی تحیة ربک الأعلی و بشریهم بایام الله لعمر ربی هذه موهبة ابتغاها مطالع النور و مواقع النجوم و مهابط وحی ربک العزیز القیوم فی القرون الاولی و فاضت جفونهم و ذرفت عیونهم و علت زفراتهم و سالت عبراتهم شوقا و توقا الیها. فهنیئا و مریئا لکم من هذه المائدة النازلة من سماء فضل ربکم الرحمن الرحیم. و یا ریح الصبا و شمیم عرار الوفا امتثلی بساحة أحبة اهتزت ریاض قلوبهم بفیض سحائب محبة الله و أشرقت وجوههم بنور معرفة الله و بلغی شوقی الیهم و تشوفی لهم و ولعی بهم و صرحی و بثی بولهی و شغفی و هیامی بذکرهم و قولی علیکم بهاءالله و سلامه و تحیته و ثنائه و فی وجوهکم نوره و ضیائه و فی قلوبکم روحه و وفائه و فی صدورکم حبه و شفائه أیا أولیاء الرحمن رطبوا ألسنتکم بشکره و ثنائه بما أیدکم بأمر یهتف بذکره الملأ الأعلی.

و نادی به مبشر الفلاح فی الزبر و الالواح طوبی لکم من هذه الموهبة العظمی بشری لکم من هذه المنحة الکبری التی هی فیض الله الطافح و نور الله اللائح جعلکم الله مشاعل ذکره و مواقع أسراره و مشارق أنواره و مطالع آثاره. عمیت أعین لم تشاهد أنوار بهائه و ما قرت بمشاهدة آیاته الکبری یوم ظهوره و سنائه و صمت آذان لم تسمع ندائه و لم تتمتع بلذیذ خطابه و خرست السن لم تنطلق بذکره و ثنائه و خسرت أفئدة لم یکن لها نصیب من حبه و ولائه و خابت نفس لم تسلک فی سبیل رضائه و لم ترتو من سلسبیل عرفانه, و یا حمامة الوفاء خاطبی الضعفاء انه اذا وجدتم الضراء اشتدت و البأساء امتدت و الأرض ارتجفت و الجبال ارتعدت و زوابع الشدائد أحاطت و بحور البلایا ماجت و اریاح الرزایا هاجت و طوفان الامتحان أحاط الامکان علیکم بالصبر الجمیل فی سبیل ربکم الجلیل و ایاکم یا عباد الرحمن ان یعلو منکم الضجیج اذا اشتد أجیج نیران الافتتان و ارتفع زفیرها و ایاکم الصریخ و العویل فی سبیل ربکم الجلیل.

عند ما یتلاطم بحر البلاء و یتفاقم أمره من ظلم أهل الطغیان و لا تحسبوهم بمفازة من العذاب. و لا تخشوا بأسهم و جمعهم و قد مضت قبلهم المثلات. و قص علیهم الکتاب ”جند ما هنالک مهزوم من الاحزاب“ و لقد کانوا القرون الاولی أشد قوة من هؤلاء و أعظم أثاثا و أقوی جندا و لو أنکم یا أغنام الله بین براثن الضواری من السباع و مخالب جوارح البقاع لا تیأسوا من روح الله سینکشف القناع. باذن الله عن وجه الامر. و یسطع هذا الشعاع فی آفاق البلاد و تعلو معالم التوحید و تخفق أعلام آیات ربکم المجید علی الصرح المشید و یتزلزل بنیان الشبهات و ینشق حجاب الظلمات و ینفلق صبح البینات و یشرق بأنوار الآیات ملکوت الأرض و السموات. و ترون أعلام الاحزاب منکوسة و رایاتهم معکوسة. و الوجوه ممسوحة ممسوخة و الاعین شاخصة غائرة. و القلوب خافقة خاسرة و البیوت خالیة خاویة. و الجسوم واهیة بالیة و الارواح هاویة فی الهاویة. لعمر الله ان فی قوم نوح و هود و قوم لوط و ثمود و أصحاب الحجر و الیهود و تبابعة سبا و جبابرة البطحاء و قیاصرة الفیحاء و أکاسرة الزوراء و المؤتفکاة فی القرون الاولی لعبرة لأولی النهی و ذوی البصیرة الکاشفة لخواتم الامور بفواتح الآثار قد انتثرت کواکبهم و انعدمت مواکبهم و اغبرت وجوههم و انطمست نجومهم و استأصل أرومهم و اقتلع جرثومهم و انثلت عروشهم و انهزمت جیوشهم و تزلزلت أرکانهم و انهدم بنیانهم و اقفرت قصورهم و انکسرت ظهورهم و خسفت قبورهم و شاهت وجوههم و اقشعرت جلودهم و اندرست دثارهم و انمحت آثارهم فانظر الی مدائنهم و قراهم بالبادیة لما أتی بأس ربک جعلها خامدة هامدة مؤتفکة بائدة لا تسمع لها صوتا و لا همسا و أما الذین اتخذوا جوار رحمة ربک الأبهی ملجأ و ملاذا و مأوی و معاذا هم طیور اتخذوا أفنان سدرة المنتهی مطارا و أوکارا فمکنهم الله فی الأرض و جعلهم أئمة أخیارا و أشهر لهم آثارا و أضاء لهم منارا. و أتی بهم من أفق التوحید یلوح وجوههم أنوارا (ع ع)


منابع