هو الله - أيّها الشهم الجليل أمير الوفاء وشهير الولاء...

لوح رقم (55) – من آثار حضرت عبدالبهاء – مکاتیب عبد البهاء، جلد3، صفحه 196

( 55 )

بخصوص الحرب العالمية - مصر الروضة

هو الله

أیها الشهم الجلیل أمیر الوفاء وشهیر الولاء ایدک الله لا اکاد اشرح ما تخلل فی خلدی من بشائر الانشراح عند ما تلوت نمیقتک الغراء جوابا علی التحریر المتقدم منی و الآن بما هاج نسیم الوفاء و هاج بحر الولاء باشرت بتنمیق هذه الذریعة لعلی ابث ما یختلج فی قلبی من عواطف الاشتیاق لمشاهدة ذلک الحبیب الثابت علی المیثاق و اننی لا اکاد انسی الایام التی قضیتها مع شهامتکم فی تلک العدوة القصوی بکل سرور و فرح لا یتناها و ما کنت اجد نفوسا یفقهون القول و لا یضلون عن المعنی الا حضرتکم المتصفة بدقة النظر و الخوض فی العمق الاکبر

اننی ترکت راحتی و سکونی و قراری فی هذه البقعة النوراء و هجرت ذوی القربی و خضت البحار و طویت القفار حال کونی ابیض الشعر منی و اشتعل الرأس شیبا لأرفع ضجیجی فی المحافل الکبری و المجامع العظمی فی قارة امریکا و أقالیم اورپا و أخاطب الناس بما فی ضمیری بأعلی الصوت و أقول أیها العقلاء أیها الفضلاء أیها الفلاسفة و اساطین الحکمة ان براکین النار من المواد الملتهبة مدفونة تحت اطباق اورپا و ستنفجر بأدنی شرارة و یجعل عالیها سافلها و تتجاوز الی قارات اخری فیصبح وجه الارض سعیرا و جحیما و القوم کانوا یسمعون لهذا الخطاب باذن صاغیة و یدرجونه فی بطون الجرائد و یعدونها خرائد و یذیلون الخطاب بالتقاریظ المعجبة و یقولون هذا هو الحق و ما بعد الحق الا الضلال و الاوراق المطبوعة منشورة فی تلک الانحاء و موجودة معنا فاصبح فی امریکا بهمة بعض الاغنیاء تتشکل محافل عظمی ترویجا للصلح العمومی و منعا للحرب الطاحن و السیل الجارف مع ذلک کان الحرب قدرا مقدورا فوقع ما وقع و أصبحت کل معمورة مطمورة کم من مدائن قلبت عالیها سافلها و کم من أطفال یتمت و کم من نساء أیمت و کم من أمهات ارتفع منهن النیاح وشققن جیوبهن بقلوب مضطرمة و دموع منسجمة و کم من آباء أنوا أنین الثکلاء من المساء الی الصباح فظهر ظهور الشمس فی رابعة النهار و تحقق ما أنبأ به بهاءالله منذ خمسین سنة و فی الکتب المطبوعة المنتشرة فی سائر الدیار منذ ثلاثین او خمسة و عشرین سنة بناء علی ذلک نرسل لحضرتکم بعض ما أنبأ به ضمن هذا المکتوب لتطلع به و فی کتاب الملوک فیه أنباء أخری ستطلع بها و فی ذلک لعبرة لأولی الالباب فانظر الی آثار رحمة الله و علیک التحیة و الثناء ١٧تشرین اول سنة ١٩١٩ (عبدالبهاء عباس)