تذكرة الوفاء - جناب آقا علي النجف آبادي

حضرة عبد البهاء
مترجم. اللغة الأصلية الفارسية

جناب آقا علي نجف آبادي – تذكرة الوفاء – آثار حضرة عبدالبهاء

﴿ هو الله ﴾

كان جناب، آقا علي نجف آبادي، في عداد المهاجرين والمجاورين. ما لبث هذا الشاب الروحاني أن سمع نداء الرب الغفور حتى ثمل من الجام الطّهور، وأبصر أنوار ظهور مكلّم الطور، وفاز بعلم اليقين، ووصل إلى أسمى مرتبة من رتب حق اليقين، وبعد أن هرع إلى السجن الأعظم شاهد أنوار عين اليقين. أمضى حينًا من الدهر متجوّلاً في ضواحي المدينة المقدّسة، مشتغلاً ببيع بعض السلع واشتهر باسم "الكاسب حبيب الله". كان ديدنه التوكّل، وشعاره التبتّل والتضرّع إلى الله بمظلوميّة متناهية، لا يعلو له صوت، كثير الصبر، حميد الأخلاق، مألوف الأطوار. واكتسب رضاء جميع الأحباء، وفاز بالرضاء والقبول من ساحة الأحدية. ولما شعر بدنوّ حينه ودبّ في رَوْعِهِ الإحساس بحسن الختام، ذهب إلى المدينة المقدّسة (مدينة السجن الأعظم) وهو في وهنٍ ومرضٍ شديد ولازم التضرّع للرب الجليل ليلاً نهارًا إلى أن لفظ النَفَس الأخير وانفتحت له أبواب الصعود إلى الملكوت الأعلى، فتخلّى عن هذا العالم الترابي وتوجّه إلى العالم الطّاهر.

كان آقا علي نجف آبادي رقيق الحاشية دائم التنبّه والتذكّر، وفي أواخر أيامه، انقطع عما سوى الله وتنزّه عن كل دَنَسْ، وتَرك وهو على هذا الحال مأواه في هذا العالم، وضرب فسطاطه في العالم العلوي. عطّر الله مشامّه بنفحة قدسيّة من العفو والغفران، ونوّر بصره بمشاهدة الجمال في ملكوت الجلال، وروّح روحه بنسمات مسكيّة تعبق من ملكوت الأبهى. وعليه التحية والثناء. قبره الطيّب الطاهر في عكاء.

المصادر
المحتوى
OV