تذكرة الوفاء - جناب آقا زين العابدين اليزدي

حضرة عبد البهاء
مترجم. اللغة الأصلية الفارسية

جناب آقا زين العابدين اليزدي – تذكرة الوفاء – آثار حضرة عبدالبهاء

﴿ هو الله ﴾

كان من جملة المهاجرين جناب آقا زين العابدين اليزدي الذي لبّى دعوة داعي الموت وهو في طريقه إلى الأرض المقدّسة. آمن هذا الشخص المخلص بمجرد سماعه نداء الحق في بلدة منشاد حيث اهتزّت روحه واشتعلت نائرة محبة الله في قلبه بالروح والريحان وأوقدت شموع الهداية في زجاجة روحه وفؤاده. أما العشق الإلهي فقد أوجد الفتنة والاضطراب في أركانه وانفكّ زمام الانجذاب بدرجة جعلت هذا الولهان يترك وطنه ويتوجه إلى أرض المقصود واتصل في طريقه بولديه اللذين رافقاه وكل أمله الوصول إلى ما يبهج قلبه ويسرّ خاطره وكان كلما دخل مدينة أو بلدة أو قرية أو قصبة يختلط بالأحباء غير أن بُعد الشُّقة وطي الوِهاد أغرقه في بحار التعب والمشقات، وأدت به وعثاء الطريق إلى الوهن والمرض، أما قلبه فكان منتعشًا مع كل ما لآقاه من المتاعب فلم يلحقه الكلل ولا الملل، وكان شديد العزم قوي الإرادة وما برح أن أخذ مرضه في الازدياد يومًا غُبّ يوم إلى أن أدركه الحُمّة وطار إلى جوار الرحمة الكبرى وسلّم روحه وهو في غاية من الحسرة على فراق محبوبه. ولو أنه لم يتيسّر له تجرّع كأس الوصال ومشاهدة الجمال المبارك عيانًا في هذه الدار غير أن روحه قد نالت في الحقيقة الروح والريحان وأصبح محسوبًا من الفائزين وقدّر له حتمًا أجر اللقاء. كان هذا الشخص الطاهر غاية في الصدق والخلوص والإيمان والإيقان لم يخرج من فمه لفظ بغير الحق ولم يختر غير عبادة الحق ولم يسلك غير طريق المحبة الصرفة واشتهر بحسن النية والصداقة والثبوت على الأمر والاستقامة فيه.

سقاه الله كأس الوصال في ملكوت الجمال وأدخله في عالم البقاء وقرّت عيناه بمشاهدة الأنوار في عالم الأسرار.

المصادر
المحتوى
OV